افتتح وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور مستشفى المنية الحكومي، ضمن جولته التفقدية في الشمال للاطلاع على الأوضاع والخدمات في عدد من المراكز الصحية والطبية في المنطقة.
وقال أبو فاعور: "أتشرف اليوم أن أكون بينكم في بلدة المنية، هذه المنطقة التي شاء النظام السياسي في لبنان أن يجعلها مهمشة وبعيدة عن خيرات الدولة، ناقلا لكم تحيات الرئيس تمام سلام والرئيس وليد جنبلاط ومحبتهما لكل المناطق الشمالية التي تحتاج الى حضور الدولة، والتي لم تحظ من الدولة الا بعصاها الغليظة، ولم تعرف منها القلب الحنون والمشاريع الانمائية. لقد آن الأوان لكي تشعر الدولة بمسؤوليتها تجاه المناطق المحرومة، وما نقوم به اليوم ليس الا محاولة ولو بسيطة لتقديم المساعدة التي هي واجب علينا تجاه تلك المناطق، فالشمال تحمل العديد من الأعباء خاصة بعد النزوح السوري، وبالتالي لم تعد كل البنى التحتية الصحية وغير الصحية قادرة على استيعاب العدد الإضافي، لذلك يأتي اليوم هذا التدشين الذي قد يلبي بعض الحاجات الصحية في الشمال، وهو جزء من الخطة الصحية للمنطقة ومساهمة الدولة فيه هي لإعطاء قدرة إستيعابية إضافية لمستشفيات الشمال".
أضاف: "أتمنى من خلال هذه الجولة أن نكون قد ساهمنا في تقديم بعض من المشاريع التي على الدولة انجازها، وهذه المشاريع ليست هبة ولا تقدمة من أي فريق، لا منا ولا من غيرنا. هي اولا وأخيرا حق لكم، فالشمال على الصعيد الصحي يتحمل الكثير، وأتعهد بتأمين كل المستلزمات والمساهمات من أجل إنجاح هذا الصرح فهذا واجبنا وواجب الدولة".
وشكر للسنيورة "جهوده ومتابعته للموضوع"، وأشار الى أن الحريري "كان ويبقى ضمانة من ضمانات الاستقرار والوحدة الوطنية وبقاء لبنان". وقال: "نحن نستبشر خيرا من هذه العودة الواثقة لأنها لم تحرك فقط المياه الراكدة بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية، بل نبني عليها أملا كبيرا بأننا سوف نستطيع أن نعود لنسلك طريق بناء الدولة وتوحيد اللبنانيين وحماية لبنان في هذه الظروف الصعبة لكي نعود الى ما يستحقه المواطن اللبناني من إستقامة في حياته الوطنية والدستورية والأمنية والسياسية".
كما شكر دولة الكويت "قيادة وشعبا"، مشيرا الى أن "علاقة لبنان مع الوطن العربي والأخوة العرب ليست علاقة مساعدات وهبات وإنما علاقة علاقة هوية وإنتماء، والهبات هي ما ينتج عن تلك العلاقة، فلبنان لم ولن يخرج عن عروبته التي ستبقى دائما في دائرة اليقين المحكم".
وحيا مجلس الإدارة رئيسا وأعضاء ومدير المستشفى وجميع الأطباء والعاملين، وقال: "مستشفى طرابلس الحكومي في طرابلس هو من أنجح التجارب الحكومية على مستوى كل لبنان، الذي نعتز به، هذا النجاح هو من اللحم الحي، بغفلة من الدولة ومن خلال بعض المساعدات والفتات من الدولة. وهذا الأمر يزيد في قناعتي بجدوى المستشفيات الحكومية ويعاكس النظرة المفبركة التي تم العمل عليها خلال السنوات الماضية بتهشيم القطاع العام لمصلحة القطاع الخاص، وبأن المستشفيات الحكومية لا تصلح فأعطوا الأموال إلى المستشفيات الخاصة. وأنا على ثقة أن هناك مستشفيات حكومية مثل هذا المستشفى أجدر وأجدى من الكثير من المستشفيات الخاصة التي يأخذ بعضها الأموال من الدولة ويذل المواطنين".
أضاف: "لذلك أنا أتعهد أمام أبناء طرابلس، هذه المنطقة العزيزة الكريمة الغالية، وبالقرب من منطقة المنكوبين التي يبدو أن منطقة طرابلس كلها منكوبة لإهمال الدولة، أتعهد بتأمين كل المستلزمات لتطوير هذا المستشفى ليس فقط كمستشفى لخدمة الفقراء والمرضى في هذه المنطقة العزيزة من لبنان بل لتعزيز هذا النموذج للقطاع العام".
أضاف: "اليوم نضيف حوالي 120 سريرا في منطقة الشمال على القدرة الإستيعابية للمستشفيات الحكومية، في مستشفى المنية اربعين سريرا من خلال الأقسام الجديدة، وأربعين سريرا في مستشفى اورانج ناسو بطرابلس، إضافة إلى اربعين سريرا في مستشفى طرابلس الحكومي وفق الخطة التي تلحظ ضرورة توسعة قدرة المستشفيات الحكومية وتعزيز البنى الصحية التي تئن تحت أعباء النزوح السوري وتحت أعباء زيادة الفقر، الأمر الذي يستوجب من الدولة أن تضع خطة متكاملة لمواجهة هذه الأعباء. نحن نعمل على ذلك وقد بدأنا في منطقة الشمال الأكثر حاجة، وأعتقد ان الأطباء يشهدون على ذلك وكذلك مسؤولي المستشفيات والنواب وفاعليات المنطقة، فلا نجد سريرا واحدا شاغرا لمريض، من الشمال إلى الجنوب مرورا ببيروت، وبالتالي نأمل أن نكون اليوم من المساهمين في إظهار الوجه الحسن للدولة، وأن نأتي إلى طرابلس بالوجه المبتسم للدولة التي تمد يدها بالتقديمات لا بالوجه العبوس وممارسة القسوة على هذه المنطقة وهذه المدينة".
وتابع: "لقد طال غياب الدولة عن طرابلس للأسف، وعندما تذكر طرابلس يتبادر إلى الذهن الإشتباكات، أهل طرابلس أناس طيبون وأوادم، فقراء ولكن أعزاء يحتاجون إلى وجود الدولة إلى جانبهم. وأنا اليوم أزور طرابلس أولا بصفتي الوزارية وبتكليف من رئيس مجلس الوزراء، وبصفة إنتمائي السياسي وبقناعة وليد جنبلاط، نحاول أن نعطي نموذجا لما يجب أن تكون عليه الدولة في ممارساتها تجاه هذه المنطقة".
وختم: "هذا القسم الذي افتتحناه اليوم في مستشفى طرابلس الحكومي سنؤمن له كل المستلزمات، واتفقنا على رفع السقف المالي المطلوب مع الوزير سمير الجسر عندما زرته في منزله، ورفعنا ذلك إلى حدود تسع مليارات ليرة، فالدولة تضع في هذه المؤسسات المال ولا يرف لها جفن أو تشعر بتأنيب الضمير لأنها مؤسسات تستحق العطاء. أما القسم الخاص بالأطفال فإن افتتاحه يأتي في أعقاب وفاة الطفل من آل هرموش بسبب عدم وجود إمكانية سابقا لمعالجة هذه الحالات حيث أنشأنا هذا القسم الجديد نتيجة تلك المأساة. وأرجو ان تكون وفاة هذا الطفل فداء لكل اطفال طرابلس والشمال".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News