ليبانون ديبايت - ميشال نصر
وسط سلسلة الازمات المتزاحمة التي تدور البلاد في حلقتها المفرغة، قفز الى الواجهة فجأة ملف العلاقات اللبنانية –الخليجية، الذي يشهد حرباً باردة ظاهرة منذ تموز 2006، ليطيح بالملف الرئاسي، على وقع الضغوط الاقليمية والدولية على حزب الله، ومن خلفه المؤسسات الرسمية بطريقة غير مباشرة، في ظل صعوبة ترسيم الحدود الفاصلة بين "الدولة والدويلة"، وغياب خريطة طريق واضحة لمواجهة النفوذ الايراني في المنطقة ولبنان، خصوصا بعد الاتفاق النووي الاخير.
وفيما سقطت حتى الساعة كل المبادرات اللبنانية لاستيعاب الموقف أمام الهجمة السعودية المتدحرجة نحو مزيد من التصعيد، ومع فشل الوساطة الفرنسية في احداث خرق جدي على خط بيروت-الرياض، برز الى الواجهة سؤال مركزي تمحورت حوله التقارير الدبلوماسية، والحوارات الداخلية، ما هو المدى الذي قد يبلغه حزب الله في حال استمرار الضغوط وتصاعدها؟ وهل ينفذ ٧ ايار جديد في الطريق نحو مؤتمر تاسيسي يدفن انجاز الطائف السعودي؟ خاصة بعد غمز حارة حريك من قناة "الاستغناء" عن الحكومة، تزامنا مع تردي الوضع الامني في اكثر من منطقة حساسة.
في هذا الاطار تفيد المصادر المتابعة لمجريات الاحداث ان معادلة "الامن الممسوك" لا تزال هي الحاكمة رغم الاختراقات المتفرقة، وحراجة الوضع وخطورته، وهو ما يعبر عنه رئيس مجلس النواب أمام زواره مبديا عدم تشاؤمه طالما ان الحوار الثنائي مستمر. امر يتقاطع مع التحليل المنطقي للظروف المتغيرة عن عام 2008 وبالتالي صعوبة تكرار 7 أيار، استنادا الى مجموعة من المعطيات تأخذها حارة حريك في الحسبان،اهمها، "تهيب" تلاقي المصالح "الموضوعي" بين اسرئيل والمملكة العربية السعودية، والتي قد يجد في الساحة اللبنانية أرضا خصبة، وهو ما اشار اليه الامين العام لحزب الله في خطابيه الاخيرين بوضوح، ما يستتبع بالتالي الحذر في اي تحرك عسكري داخلي، لما قد يحمله من تداعيات خطيرة.
على هذا الصعيد تردد ان مسؤولا غربيا كبيرا ابلغ شخصية لبنانية رفيعة، ان اي محاولة من قبل حزب الله لقلب الطاولة من خلال استخدام السلاح في الداخل ستجعله في موقف حرج ، ذلك أن "انفلاشه" سيسهل ضربه من قبل الخلايا النائمة للنصرة وداعش، كما ضرب مناطقه، دون اغفال محاولة التنظيمين الاستفادة من التطورات على الجبهة الشرقية، في ظل المعلومات عن وصول تعزيزات لداعش قدرت باكثر من الفي مقاتل منذ فترة الى تلك المناطق.
يضاف الى كل ذلك أن ثمة معطيات تتحدث عن تحول المخيمات الفلسطينية الى بؤر تطرف عجزت حتى الساعة كل الخطط الامنية من احراز اهدافها، ما يعني ان انفجار اي منها سيستزف قوات كبيرة من الجيش تلعب اليوم دورا اساسيا على الحدود وفي الداخل في تامين المناطق الشيعية، ما سيجعلها دون الغطاء اللازم. ظروف ستجعل الحزب عاجز عن تامين القوات اللازمة لحماية خزاناته البشرية، وتنفيذ العمليات العسكرية في سوريا بعد اتساع رقعة انتشاره، في وقت تشهد الحدود الجنوبية مع اسرائيل حركة اسرائيلية غير اعتيادية .
عليه فان اقصى ما يمكن ان يحصل على الصعيد الامني هو سلسلة من الاحداث الامنية المتفرقة، على شاكلة ما شهدته السعديات، وتحريك لسرايا المقاومة في بعض النقاط المفصلية بالتعاون مع احزاب الثامن من آذار، ما يجعل الجيش قادرا على ضبط الاوضاع والسيطرة عليها. وهو ما حصل قبل اسبوعين ودفع بالشيخ سعد الى التراجع عن تصعيده.
يبقى الاهم ان تجربة السنوات ال 11 بينت مدى تقهقر قوى الرابع عشر من آذار بمختلف مكوناتها، وسهولة اخضاعها تحت ضغط الترهيب والتهديد.فلماذا اذا سابع من ايار جديد بعد "انفخات دفها وتفرق عشاقها" الى غير رجعة ،بداية من بيك المختارة وليس نهاية بحكيم معراب.. والحبل عالجرار..
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News