اقليمي ودولي

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 08 آذار 2016 - 14:42 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

هدنة الزبداني إنتهت.. هل يعود الحل العسكري؟

هدنة الزبداني إنتهت.. هل يعود الحل العسكري؟

عبدالله قمح – ليبانون ديبايت

على مسافة عشرة أيام من إنتهاء هدنة الستة أشهر التي ضمّت مدن الزبداني – مضايا – يقين – سرغايا في ريف دمشق الجنوبي الغربي والفوعة – كفريا – بنّش – تفتناز – طعوم – معرة مصرين ومحيطها في ريف إدلب الشمالي، يبدو أن الهدنة التي شملت مناطق ساخنة برعاية إيرانية – تركية تتجه إلى خواتيمها دون تحقيق أيٍ من البنود الأساسية فيها سوى وقف إطلاق النار الهش.

وكانت الهدنة أقرّت في 17 أيلول 2015 وأعلنت في الـ 20 منه وشملت على عدة بنود منها إخراج من يريد من المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق آنفة الذكر، لكن أبرز بنودها كان العمل على إخلاء منطقة الزبداني من المسلحين على أن يخرج هؤلاء بالسلاح الفردي فقط إلى مناطق إدلب حصراً فيما يتم تدمير السلاح الثقيل في داخل المدينة، مع إمكانية تسوية أوضاع من يريد إلقاء السلاح والعودة إلى كنف الدولة السورية.

وعلم موقع "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانية، ان القوات السورية وحزب الله عمّمت على قواتها المرابطة في محيط مناطق الزبداني – مضايا – يقين – سرغايا - وادي بردى أن هدنة الـ "6 أشهر" إنتهت، لكنها لم تطلب من مقاتليها التحرك عسكرياً بل طلبت ترك الأمور على ما هي عليه، أي إعتبار أنهم لازالوا ضمن الهدنة مع رفع درجة الحيطة.

ويأتي إنذار القوات السورية من إنتهاء هدنة الأشهر الست كمقدمة لضمها إلى الهدنة الروسية – الأمريكية في سوريا المعبر عنها من خلال إتفاق وقف إطلاق النار السائد حالياً برعاية أمامية وموافقة دمشق، وفق ما علم "ليبانون ديبايت". وتشير المعلومات المتوافرة لموقعنا أن أطراف النزاع في منطقة جنوب دمشق الغربي (الزبداني – مضايا – يقين –سرغايا) لا تريد الدخول في معركة جديدة أقلها في الوقت الراهن، ويبدو أن إلحاق المنطقة بالهدنة المفعّلة حالياً ينطلق من نوايا الإستمرار في حالة الهدوء بالنسبة إلى الطرفين وإنسجاماً مع المصلحة السورية، بالنسبة إلى الدولة، التي حققت أهدافاً أساسية عبر حصار الزبداني – مضايا – سرغايا – يقين، أي إخراجها من دائرة الحرب مع فرض سيطرة نارية على أجزاء واسعة منها.

لكن الهدوء الحذر في منطقة جنوب دمشق الغربي الذي ساد منذ 6 أشهر إلى اليوم كان معاسكاً على جبهة ريف إدلب الشمالي حيث لم تتقيد الميليشيات المسلحة ببنود الهدنة وعملت بشكلٍ دوري على إستهداف مناطق الفوعة – كفريا برشقات نارية أو رميات قذائف هاون كانت تؤدي إلى سقوط إصابات. وعلى ما يبدو أن الهدوء في محيط الزبداني – مضايا – سرغايا – يقّين سينقلب ربما سخونةً عسكريةً في محيط مناطق الفوعة – كفريا خاصةً في ظلّ عدم شمل جماعة "جبهة النصرة" ومن يدور بفلكها في الهدنة المفعلة حالياً، ما يطرح علامات إستفهام حول نوايا الأخيرة بإعادة سيناريو الهجمات السابقة الذي كان متوفقاً بحكم الإتفاق مع حركة "أحرار الشام" والتي تأثرت "جبهة النصرة" بقرارها وجمدت هجماتها بحكم التحالف بينهما، وهو أمر ربما يؤثر على المناطق ذات الوجود العسكري للجبهة كـ "سرغايا، ومضايا".

بالعودة إلى إتفاق الـ "6 أشهر"، تؤكد المعطيات المتوفرة أنه "فشل" في تحقيق ما إتفق عليه، اللهم إلّا وقف إطلاق النار. وبعد 6 أشهر من سريان مفعول الإتفاق، لا زالت الميليشيات المسلحة ترابط في وسط مدينة الزبداني دون أي تغيير في خطوط إشتباكها، فيما يطوق حزب الله والجيش السوري المدينة من محيطها وداخلها وصولاً إلى مشارف وسطها. وكان الإتفاق يتضمن العمل على إخراج كامل المسلحين من المدينة، لكن هؤلاء خرج منهم ما يقارب 130 مسلحاً من حركة أحرار الشام نحو إدلب عبر بيروت ضمن صفقة شملت أيضاً إخراج مدنيين وجرحى من الفوعة – كفريا عبر تركيا نحو بيروت ومن ثم دمشق، وهو كان بمثابة الخروج النهائي لـ "أحرار الشام" من المدينة، فيما فضل الباقون، وهم بغالبيتهم من المحليين، البقاء.

وعلى الرغم من التسريبات التي تحدثت عن مسعى جدّي من قبل الحكومة السورية على مصالحة تؤدي إلى تسليم هؤلاء الذين يقدرون بـ 700 مسلح أسلحتهم، لكن تلك المساعي بقيت دون الوصول إلى خواتيم وسط شحٍ في المعلومات حول ما وصلت إليه الأمور.

لكن الهدنة دون أدنى شك حقّقت خروقات على الصعيد الإنساني حيث فتحت المجال أمام مرور قوافل المساعدات التي أدخلت من قبل الهلال الأحمر السوري بمساعدة من الصليب الأحمر الدولي ومتابعة وإشراف الأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة (الزبداني – مضايا) عبر عدة حملات متضمنة إخراج جرحى وإدخال لمساعدات طبية.

ومع إقتراب إنتهاء صلاحية هدنة الـ "6 أشهر" تتجه الأنظار إلى مدينة الزبداني حصراً التي شهدت معارك عنيفة أدت لسيطرة الجيش السوري وحزب الله على نحو 80% منها. لكن التسريبات لـ "ليبانون ديبايت"، تؤكد أن هناك تواصل بين لجنة المصالحة المشكلة من قبل الحكومة السورية والمجلس المحلي المعارض في الزبداني، الذي لم ينقطع منذ 6 أشهر، والإتجاه القادم هو شمل المدينة بالهدنة الواسعة النشطة حالياً، وهو أمر يؤكد عدم وجود نوايا بفتح معركة جديدة بين الطرفين، أقله حتى الساعة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة