المحلية

غسان ريفي

غسان ريفي

السفير
الثلاثاء 29 آذار 2016 - 07:30 السفير
غسان ريفي

غسان ريفي

السفير

لقاء الحريري و"الجماعة": كسر جليد.. وتباينات

لقاء الحريري و"الجماعة": كسر جليد.. وتباينات

تشير المعلومات الى أن اللقاء الذي عقد في بيت الوسط وجمع الرئيس سعد الحريري بالأمين العام لـ "الجماعة الاسلامية" عزام الأيوبي، ورئيس المكتب السياسي النائب السابق أسعد هرموش، والنائب الدكتور عماد الحوت، كسر بعضا من الجليد الذي تراكم بين الطرفين على مدار خمسة أعوام، وتخلله عتب واضح من قيادة «الجماعة» على الحريري نتيجة برودته السياسية في التعاطي معها، وعدم قيامه بالواجبات التي تفرضها صيغة التحالف بين أي طرفين.

وتقول هذه المعلومات إن قيادة «الجماعة» ذكّرت الحريري أنها حركة لها تاريخها وحضورها وقواعدها الشعبية، وأنها تحافظ على استقلاليتها وعلى تعاونها مع مختلف المكونات السنية واللبنانية، وأنها ترفض رفضا قاطعا أن تكون ملحقة بأحد، أو أن يقوم أي كان بتهميش دورها. وأن الحريري برر انقطاعه عن «الجماعة» خلال الفترة السابقة، بالظروف التي أحاطت به خلال السنوات الماضية وبالتهديدات الأمنية التي دفعته الى مغادرة لبنان، مؤكدا أنه يكّن لـ «الجماعة» كل الاحترام، ويحرص على استمرار التعاون مع قيادتها، لافتا الانتباه الى أنه منذ عودته الى لبنان وهو يسعى الى ترتيب البيت السني الداخلي، وأن هذا اللقاء يصب في صلب هذا الهدف.

وتقول مصادر قيادية في الجماعة إن ترتيب البيت السني الداخلي يشغل بالها منذ فترة، وهو شعار رفعته سابقا وما تزال تعمل على تنفيذه، وإن لقاء الحريري يصب ضمن هذا الاطار، «وقد تخطينا كل الشوائب الماضية وكل الشكليات، لأننا بما يخص المصلحة الاسلامية لا نضع العقدة في المنشار».
وتضيف هذه المصادر: إن الحديث خلال اللقاء تمحور حول شقين: التحديات الوطنية، والعلاقة الثنائية.

ففي الشق الأول كانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة التماسك الداخلي واحترام التوازنات ومواجهة الفتنة من أي مكان أتت، بما يحفظ أمن واستقرار لبنان، إضافة الى إعادة الاعتبار الى المؤسسات الدستورية بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وإجراء كل الاستحقاقات الانتخابية التي تعيد تفعيل عملها.

أما في العلاقة الثنائية، فاننا سندخل في نقاش مع «تيار المستقبل» وسوف نقدم سويا في هذا الاطار أوراقا للنقاش والدراسة تحكي عن طبيعة هذه العلاقة وإمكانية تطورها، وربما نصل الى نتيجة أو قد لا نصل، خصوصا أننا نحتفظ بعلاقاتنا الجيدة مع كل المكونات السياسية ضمن طائفتنا وعلى المستوى الوطني.

وأكدت هذه المصادر أن الحديث مع الحريري تناول الخطوط العريضة فقط، من دون الدخول الى أي تفصيل، لافتة الانتباه الى أن «الجماعة» ترفض اعتماد المحاصصة السياسية مجددا في الانتخابات البلدية، بعد التجارب السيئة التي نتجت عنها، لا سيما في بلدية طرابلس، وأن قيادة «الجماعة» لمست ذلك من الحريري، وهي لم تتخذ أي قرار بشأن تحالفاتها في حال أبصر هذا الاستحقاق النور.

تباينات داخلية
لكن زيارة قيادة «الجماعة» الى بيت الوسط أحدثت تباينات في وجهات النظر ضمن كوادرها الأساسية، حيث اعتبرها البعض ضرورية ضمن إطار سياسة الانفتاح التي تنتهجها القيادة الجديدة، في حين رفضها آخرون يعتبرون أن الحريري «عمل على تهميش الجماعة ودورها طيلة خمس سنوات، بالرغم من الخدمات الكثيرة التي قدمتها منذ العام 2005 لمشروعه السياسي، وهو استمر في هذا التهميش مؤخرا، عندما لم يكلف نفسه عناء الاتصال بالأمين العام عزام الأيوبي لتهنئته بانتخابه مع القيادة الجديدة، فضلا عن تجاهله وجود الجماعة في طرابلس لدى زيارته الأخيرة لها، بعدم دعوة أي من قياداتها الى الغداء الذي أقامه المفتي مالك الشعار على شرفه»، لافتة الانتباه الى أن «الحريري يريد إما أن تكون الجماعة ملحقة بتياره السياسي، أو يقوم بتهميشها، وبالتالي فان اللقاء الذي عقد في بيت الوسط لن يقدم ولن يؤخر».

ويشير الفريق المعترض الى أن «الجماعة» تخوض مواجهة مع الحريري في طرابلس حول المشاريع الانمائية الاستنسابية وغير ذي جدوى، وفي مقدمتها مشروع «مرآب التل»، وهي تنتقد تعاطي الحريري مع طرابلس ومع مختلف المناطق ذات الأغلبية السنية التي أعطته الكثير ولم تحصل منه إلا على الوعود.

وفي هذا الاطار ترد مصادر قيادية في «الجماعة»، بأن الحريري أعلن أكثر من مرة عن رغبته بالجلوس مع قيادة «الجماعة» وهو من وجه الدعوة إليها، وأن القيادة لبّت دعوته انطلاقا من مصلحة وطنية وسنية مشتركة كما تلبي سائر الدعوات، مؤكدة أن اللقاء لن يغير من مواقف «الجماعة» السياسية والانمائية، ولا من ثوابتها، ولا من علاقاتها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة