وجه رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري باسم نواب المجلس نداء استغاثة إلى الحكومة للعمل على إغاثة المدنيين في مدينة الفلوجة. وأعلن الجبوري، عن أن موعد بدء معركة تحرير الفلوجة من سيطرة "داعش" وفتح منافذ آمنة للأهالي المحاصرين فيها أصبح قريباً.
جاء ذلك في وقت انتشر فيه وسم (هاشتاغ) "#الفلوجة_تقتل_جوعا" على مواقع التواصل الاجتماعي مع تسجيل حالات موت بسبب الجوع وإرهاب تنظيم "داعش" والأوضاع الإنسانية المزرية، التي يعيشها نحو 10 آلاف عائلة محاصرة داخل المدينة. وفي الوقت الذي تحاصر فيه قوات عراقية مدعومة بقوات "الحشد الشعبي" المدينة، أقدم "داعش" على إعدام ستة أشخاص من سكانها بتهمة التجسس لمصلحة الحكومة العراقية. كما أعدم التنظيم الإرهابي أفراد بعض العائلات، التي حاولت الهرب من المدينة، ورمى جثثهم في نهر الفرات.
وفيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة، عن فتح ثلاثة منافذ آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفلوجة بالأنبار، جاء في بيان لمحافظ الأنبار صهيب الراوي أن الحكومة المحلية، ومنذ مطلع العام الجاري، وفرت ممرات آمنة مع مراكز استقبال، بالتنسيق مع القوات الأمنية، لكن "داعش" فخخ هذه الممرات، إضافة إلى مداخل ومخارج الفلوجة. وقد أصدر شيوخ عشائر ووجهاء المدينة بيانا أعربوا فيه عن شعورهم بأن هناك تسويفا من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأنهم "سيصرخون كما أي مواطن من الفلوجة "أين حقي" بالعودة"؟
ودعا عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي العبادي إلى تقديم استقالته من منصبه في حال عدم تمكنه من إنقاذ أبناء شعبه المحاصرين من "داعش". وطالب العيساوي باسم محافظة الأنبار وحكومتها المحلية المرجعية الدينية بـالتدخل فورا من اجل معالجة ملف العائلات المحاصرة داخل مدينة الفلوجة وإنقاذهم من محنتهم.
ولم يبق أمر اتهام الحكومة بالتقصير والتسويف في تحرير الفلوجة مقصورا على الأطراف السياسية والحكومية والعشائرية، التي تمثل أهل الفلوجة فقط، بل انضمت إليه فصائل في "الحشد الشعبي" أيضا. وأعلنت "كتائب حزب الله" ترحيبها وتضامنها مع موقف "لواء أنصار المرجعية"، الذي لوح بالانسحاب من الفلوجة في حال عدم إصدار الأوامر بتحرير المدينة من "داعش".
وختاما، فان معضلة الفلوجة، التي يبدو أن تحريرها قد بات أقرب من أي وقت مضى، لا تكمن فقط في سقوط المدينة بيد "داعش"، التي تحصي الأنفاس على أهلها وتعدمهم بدم بارد؛ ما تتحمله حكومة المالكي السابقة، بل وفي أسباب أخرى لا تقل عن تلك أهمية.
ومن هذه الأسباب مثلا: مماطلة الحكومة في بدء عمليات تحريرها بسبب إشكالات سياسية وإرادات دولية. ومن الأسباب أيضا: تشرذم جمهور الفلوجة ونخبتها حول سبل حل معضلة مدينتهم، والذي جعلهم يتأخرون في تكوين "حشد شعبي" من أهلها حتى وقت متأخر جدا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News