تتواصل الردود على الإنتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما لحلفائه، بمن فيهم السعودية، في المقابلة المطولة التي أجراها معه جيفري غولدبرغ في مجلة ذا أتلانتيك.
لفت نواف عبيد في مجلة ناشيونال إنترست الأميركية الى أن أوباما عبر عن مبدئه منذ قال إن الولايات المتحدة لا تستطيع إستخدام قوتها العسكرية لحل المشاكل الإنسانية، الأمر الذي فسر قراراته بالإمتناع عن ضرب الأسد بعدما تجاوز "الخط الأحمر" بإستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وأذعن لطموحات إيران الإقليمية من اجل إبرام الإتفاق النووي، وبسمح بإنشاء الميليشيات الشيعية في العراق، وتجنب الضغط على إسرائيل في ما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية، وتساهل في البداية مع داعش في العراق والشام لأنه "لا يشكل خطراً وجودياً على الولايات المتحدة". ومع ذلك، كشف مقال غولدبرغ أن مبدأ أوباما لا يمثل فحسب التردد الكبير للرئيس حيال التدخل العسكري، وإنما يثبت أيضاً تخليه عن العالم العربي ودعمه المعلن لإيران.
ورأى عبيد أن "الطريقة المثلى لإظهار وجهة نظر عالمية مناقضة لمبدأ أوباما تكمن في النظر إلى مبدأ سلمان. فالقيادة السعودية تعتقد أن على الأسد أن يرحل عن سوريا، وأنه يجب عدم الإعتراف بالحقوق الإقليمية والنووية لإيران، وأن الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان واليمن هي مجموعات إرهابية يجب تدميرها، وأن على العالم الاعتراف بدولة فلسطينية، وأنه يجب بذل كل جهد عالمي من اجل إلحاق الهزيمة بداعش في سوريا والعراق والقاعدة. ولعل جوهر الكثير من الخلافات المبدئية هو التأكيد سعودي على أن إيران هي جذر المشاكل الأمنية التي يعاني منها الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق، يبدو قول أوباما إن على السعودية أن "تتشارك" المنطقة مع إيران، سخيفاً، وخصوصاً في ظل دعم طهران الواسع والمستمر للإرهاب.
وعدد عبيد ثلاثة عناصر عن مبدأ سلمان الذي لم يكن عفوياً وإنما مبني على تقويم صلب للتاريخ، وهو في طور تحقيق تغيير حقيقي في العالم.
فبعد "الربيع العربي" الذي تحول الى كارثة، بحسب عبيد، تخلى أوباما بموجب "مبدئه" عن التدخل العسكري في المنطقة، مما أدى إلى تفاقم الفوضى وإراقة الدماء. ولملء هذا الفراغ القاتل، تدخلت السعودية مع حلفائها لفرض النظام في منطقة تعاني من ويلات الدول المتهاوية وتنظيم داعش والوكلاء الإيرانيين .
ومع ذلك، توشك فترة حكم الرئيس أوباما على الانتهاء، "ومن الممكن أن تعتمد الإدارة الجديدة مقاربة إيجابية وأكثر واقعية حيال الدور المهم للولايات المتحدة في الحفاظ على الاستقرار في أهم مناطق العالم من الناحية الاستراتيجية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News