إعتبر السيد علي فضل الله أن لبنان لا زال أسير طبقة حاكمة لم تقرر بعد أن تخرجه من الشرنقة التي وضعته فيها.
وأضاف في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، أن البلاد لا زالت تعاني من حالة التردي، حيث العجز المستمر الذي لا أفق له في ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، أو تحريك العمل في المجلس النيابي، وتفعيل عمل مجلس الوزراء، فيما يعاني البلد الفساد الذي ينهش أركانه، والقضاء المغلوب على أمره، والتطييف ومذهبة الصراعات التي تجري داخل مؤسسات الدولة، وحتى الأمنية منها.ويزيد في ذلك الضغوط السياسية والاقتصادية، وأزمات المنطقة التي تدور حوله وتترك آثارها فيه، وما على اللبنانيين في كل ذلك، إلا انتظار عودة الضمير إلى هذه الطبقة السياسية، ونحن نخشى أن لا يعود، وهو فعلا لن يعود إلا إذا شعر المسؤولون بأنهم أمام مواطن يراقب ويتابع ويحاسب، ولا يستكين لكلمات معسولة أو يرضخ لأمر واقع.ومن هنا، ندخل إلى البلديات التي نريدها أن تعبر عن إرادة التغيير لدى اللبنانيين في حسن اختيارهم لممثليهم في هذا المرفق الحيوي الذي يدير شؤون قراهم ومدنهم، وأن يكون خيارهم في ذلك نابعا من الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف وحسن الإدارة، بحيث يختارون الكفء والصالح، سواء كان من هذه العائلة أو تلك، أو هذا الموقع السياسي أو ذاك، أو هذا الحزب أو ذاك التنظيم".
وقال: "يجب أن يخرج اللبنانيون مما اعتادوه في التعامل مع مثل هذه الانتخابات، حيث تبرز في ذلك الصراعات العائلية والسياسية والطائفية والمذهبية والتأثيرات المالية، على حساب الهدف الذي وجدت البلديات لأجله، فالبلديات موقع إنمائي، ولا بد لمن يتصدى لهذا الموقع من أن يكون جديرا به، وهي ليست تعبيرا عن أوزان سياسية أو مالية أو عائلية أو غير ذلك، فالذي يستحقها هو الذي يملك البرنامج الأفضل والتاريخ الأطهر، فلا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع، أيا كانت عائلته أو موقعه.إن على اللبنانيين أن يعرفوا أن أصواتهم التي يضعونها في الصناديق غالية وثمينة ومسؤولة، ولا ينبغي أن توضع كيفما كان، ومن يضعها كيفما كان في البلديات أو النيابة، أو أي موقع مؤثر في قرار البلد، ليس من حقه بعد ذلك أن ينتقد أو يعارض، لأنه سيصير شريكا فيما وصل إليه البلد فيما بعد، وهو ما يتطلب من اللبنانيين أن يخرجوا أنفسهم من حالة الإحباط التي يعيشونها، وأن يكفوا عن الحديث القائل بأن لا أمل في التغيير، لأن التغيير سوف يأتي إن قرر اللبنانيون ذلك".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News