تتزايد المخاوف من إنتقال الأعمال الحربية التي تعصف في منطقة الشرق الأوسط إلى لبنان، فترمي أهله وقاطنيه في دوّامة عنف ذاقوا مرّها على مراحل متعددة. وإذا كانت حالة الإستقرار الأمني الحالية نتيجة توافق دولي على تثبيت الأمن في لبنان، فإن السؤال يبقى عن أشكال وآليات الحماية في حال إتخذت التطورات منحىَ مغايرًا. من يحمي المدنيين والعزّل من أعمال عنفيّة محتملة؟ من يحاسب مرتكبي اجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؟ ويجد هذ السؤال صدّى في الذاكرة الجماعية لكل الافراد والمجموعات الذين عانوا الأمرّين: مرّة عند خسارتهم في الأرواح والممتلكات، ومرّة عند إفلات المرتكبين من العقاب.
ومن ضمن هذا السياق، تنفّذ "سنترل ريسرتش هاوس" للأبحاث والإستشارات، بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" ورشات عمل تحت عنوان "المرأة في النزاعات المسلّحة: الدور الإيجابي وآليات الحماية" في محاولة منها للإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه.
ورشات العمل هذه موجّهة إلى النساء الناشطات في قطاعات الأحزاب والإعلام والمجتمع المدني، بهدف تمكينهن من تطوير القدرات على نشر مبادئ الحماية الدولية خلال النزاعات المسلحة داخل مجتمعهن وبيئتهن المهنية، والتأثير الإيجابي في هذه النزاعات.
وعن سبب التوجّه إلى النساء في ورش العمل هذه، يجيب مدير "سنترل ريسرتش هاوس" ملكار الخوري بأن دور المرأة في أغلب الأحيان قد إنحصر خلال الحرب اللبنانية بالمتلقّي للعنف المسلّح وتحمّل نتائج الحرب الإجتماعية والإقتصادية، بمقابل قلّة منها إنخرطت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات العسكرية. لكن التطورات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية منذ تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم ساهمت في تحسين وضع ودور المرأة في مختلف قطاعات المجتمع (الإقتصادية والأكاديمية والسياسية والإجتماعية...) بما يمكّنها من لعب دور تفاعلي إيجابي على صعيد نشر مفاهيم ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتشكيل قوة ضغط على الرأي العام والقادة، لإحترامها.
تعرض هذه الورش ل 3 مواضيع هي:
الإنخراط السلبي أو الإيجابي في النزاعات المسلحة وأثره النفسي في المرأة
المرأة والسلم والأمن في قرارات مجلس الأمن
آليات حماية حقوق الإنسان خلال النزاعات المسلحة في القانون الدولي
وقد أصدرت "سنترل ريسرتش هاوس" كتيّباً هو بمثابة دليل حول هذه آليات الحماية تلك.
ويتابع الخوري قائلاً " إرتأينا التوجّه إلى 3 فئات من النساء، وهنّ الناشطات في الأحزاب، الإعلاميات، والناشطات في منظمات المجتمع المدني، نظراً لتأثير هذه القطاعات على موضوع حماية حقوق الإنسان بشكل عام، وخلال النزاعات المسلحة بشكل خاص.
في تجربة لبنان، تحوّل المحازبون إلى مقاتلين، وهم بهذه الصفة شكّلوا ويشكّلون تهديداً لحقوق الإنسان. أما الإعلام، فله دوران: سلبي من خلال تأجيج التوترات والتغطية غير المهنية، وإيجابي من خلال نشر الوعي، والإضاءة على الإنتهاكات والدعو إلى محاسبة المرتكبين. يبقى المجتمع المدني، والذي برهن خلال الحرب اللبنانية والفترة التي تلتها بأنه آخر خط دفاع عن القيم والمصالح المجتمعية، وهو يبرهن اليوم بأنّه أكثر سرعة وفعالية من أجهزة الدولة في عالجة العديد من الملفات، كموضوع اللاجئين السوريين، مكافحة الفساد وغيرها".
ويعترف الخوري بمحدودبة الأثر المباشر لهذه الورش على مسار أي نزاع مسلح قد يندلع في لبنان. "لسنا واهمين أن من شأن هذا الكتيّب الحؤول دون إندلاع نزاعات مسلّحة، أو إرتكاب إعتداءات وإنتهاكات. بل الهدف منه لفت النظر إلى وجود آليات محاسبة على إرتكاب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وتشكيل دليل سريع حولها. وتشجيع المرأة على المشاركة الإيجابية والفعّالة في رفع الوعي وحثّ محيطها المهني والإجتماعي على رفض أي إنتهاكات محتملة، بأمل تشكيل قوة ضغط ةالتأثير على الرأي العام"
نظم "سنترل ريسرتش هاوس" ورشة العمل الأولى بتاريخ 16 2016 بحضور ومشاركة 10 نشاطات من القطاعات الحزبية، والإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني. وهو يعدّ لتنفيذ ورشات إضافية خلال الأشهر المقبلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News