إذا تزلّطت خالتك بالكامل ووقفت على شرفة المنزل، وتعمّدتَ إطلاق النكات عليها مع شباب الحيّ، من الطبيعي أن تكون أنت الـ»سانافابيتش» وليس هم أبداً، فهي هي يا حبيبي خالتك أنت وحدك.
ألا تذكّركم هذه المقدمة السوسيو-إباحية بقصّة التلفزيون الوطني اللبناني ووضعه الحالي؟ أو ليس هذا المنبر هو خالتنا المتعرّية من ميزانياتها وإنتاجاتها وتطوّرها وأحلامها؟ وألسنا نحن بأكثريتنا «أولاد الحرام» الذين نتشاطر في إطلاق النكات عليه عند كلّ هفوة؟
أصبح تلفزيون لبنان مادة كوميدية مفضوحة لغالبية البرامج التلفزيونية على المحطات الأخرى، وأصبح أوتوماتيكياً مهزلة لدى الشعب اللبناني.
وهذا الواقع المخزي الذي لا يتحرّك أحد، سواء من موقعه الرسمي أو الاجتماعي، لتغييره، هو نتيجة تخاذلنا نحن في الدفاع عن الصرح الإعلامي الوحيد الذي يخصّنا جميعاً والذي يعكس صورة صريحة ومباشرة عن واقعنا المخزي.
تلفزيون لبنان هو المحطة الوحيدة التي ليس لديها إنتاجات مسروقة أو مقتبسة عن الغرب، وهو المحطة الوحيدة التي تكرّم يوميّاً كبار الفنانين والممثلين اللبنانيين مع كلّ مسرحية وأغنية ومسلسل، وهو المحطة الوحيدة التي تبقي على شاشتها بعضاً من بقايا الحقبة الذهبية التي صنعت مجد الإعلام اللبناني ومعه الإعلام العربي.
ولكن تلفزيون لبنان لم يعد ملكاً للشعب أو دولته المنتحرة، وإنما رهينة الطبقة السياسية الفاسدة التي أغرقته في الطائفية والمحاصصة والمحسوبيات... وهذه الطبقة لا ترى فيه أكثر من بقرة، سرقة حليبها حلال.
ولا بدّ أن نخجل من خجلنا من تلفزيون لبنان، لأنه ليس أكثر من انعكاس صريح لواقعنا، وكلّ الضحك عليه هو بالتأكيد بلا سبب... فكفانا قلّة أدب.
وفيما يستعدّ مجلس الوزراء الخميس المقبل لمناقشة ملفّ التعيينات الإدارية في تلفزيون لبنان واختياره 3 أسماء لرئاسة مجلس إدارة المحطّة، هم طلال المقدسي ، كميل منسّى والدكتور جورج كلاس، والذي سبق ان رشَّحه البطريرك غريغوريوس لحّام خطياً لتولّي المنصب، المفروض من وزير الإعلام رمزي جريج أن ينأى بنفسه عن المحاصصات والمحسوبيات، وأن يستشرس بمهنية مطلقة تعيد تلفزيون لبنان إلى الدولة وإلى الشعب اللبناني، وينتزعه من براثن الطبقة الفاسدة من أجل تعيين أصحاب الكفاءة والكفّ النظيف، أو حتى تخصيص الميزانية الضرورية لتسهيل مهمة المدير الحالي أو التالي لتجديد المحطّة وبرامجها لتلميع صورتنا المعكوسة على عدسة التلفزيون الوطني.
ليس مهمّاً إذا كان رئيس مجلس الإدارة من طائفة الروم الكاثوليك، وليس مهمّاً إذا كان أعضاء المجلس من الموارنة والشيعة والسنّة والدروز (مناصفة). المهمّ أن يكون المقدّم بليغاً، والمنتج سخيّاً، والمخرج رؤيوياً، والمعدّ مثقّفاً، والمدير قديراً... حتى يعود تلفزيون لبنان ريادياً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News