نظم المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، التابع لجامعة الدول العربية، ندوة بعنوان "رعاية الشباب العربي وحمايته من التطرف والفكر الارهابي والكراهية"، في مركزه في الأشرفية، شارك فيها ممثل الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري منسق عام الاعلام في التيار عبد السلام موسى وممثلون عن الدول العربية، في حضور رئيس المركز السفير عبد الرحمن الصلح، ورئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة مشيرة أبو غالي.
وألقى موسى كلمة أحمد الحريري نوه فيها "بقرار مجلس وزراء العدل العرب تكليف المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية عقد هذه الندوة العلمية المتخصصة، نظرا لما يشكله عنوانها من قضية بالغة الأهمية والحساسية، بعدما باتت بالنسبة لكل المجتمعات العربية، من التحديات الخطيرة".
واشاد "بالجهد الذي تبذله جامعة الدول العربية، من أجل التصدي لهذا التحدي، باعتباره أولوية عربية لا يمكن التهاون مع نتائجها التي باتت كالسرطان الذي يضرب مناعة مجتمعاتنا العربية، وأمنها القومي، من خلال ضرب شبابنا، ووصمهم بتهمة الارهاب، والإساءة إلى رسالة الإسلام الذي نعتز به، كدين محبة وسلام".
وإذ أشار إلى "تزامن انعقاد الندوة في بيروت مع إطلاق مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، قبل يومين، من القاهرة الحملة الشبابية تحت عنوان "لا للعنف.. لا للتطرف.. لا للإرهاب"، أمل موسى أن "يكون في هذا التزامن، بين بيروت والقاهرة، قرار عربي حازم، يخرج بنا من زمن التنظير إلى زمن التطبيق، لأننا جميعا كعرب، في مركب واحد، إما أن ننجح معا في حماية شبابنا وتخليص مجتمعاتنا من سرطان التطرف أو الإرهاب، أو نغرق معا في بحور من الدماء والقتل والعنف، التي نراها للأسف، في أكثر من دولة عربية، لعل أكثرها دلالة، ما يحصل في سوريا والعراق وليبيا".
وقال: "كلنا أمل أيضا، بأن يكون الحزم الذي نتطلع إليه لتحصين شبابنا وحمايتهم، على قدر الحزم السياسي الذي دشنته المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على قاعدة التضامن العربي، مع جمهورية مصر العربية ودول الخليج العربي، لتحصين عالمنا العربي من المد الإيراني وميليشياته التي تنشر الإرهاب والخراب والفتنة، وللدفاع عن كرامة العرب وسيادتهم على أرضهم".
ولفت الى "حدثين يشكلان وسيلة من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها حماية الشباب العربي وتحصينه من مخاطر التطرف والارهاب، الأول الإعلان عن إنشاء "جسر الملك سلمان" بين مصر والسعودية، وما يعنيه ذلك من تداعيات أكثر من إيجابية على واقع الشباب العربي لجهة توفير مئات ألوف فرص العمل على الصعد والمستويات كافة، والثاني رؤية "السعودية 2030" واهميتها المستقبلية للشباب السعودي، ولكل الشباب العربي، باعتبار أن المملكة العربية السعودية التي هي قبلة العرب والمسلمين، هي أيضا قبلة الشباب العربي للعمل والتطور، فكيف إذا كانت هذه الرؤية المستقبلية عمادها الشباب، وراعيها أمير الشباب العربي ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وشدد على "أن البعد الاقتصادي على أهميته، هو حلقة من حلقات كثيرة لا بد أن تتكامل في ما بينها للوصول إلى الهدف المنشود، ولعل أهمها، أن تقوم المرجعيات الدينية بوضع استراتيجية عاجلة للتصدي لواقع بعض المؤسسات الدينية ودور العبادة، ومراقبة أي خطاب يحض على التعصب، وينشر رسائل الكراهية بين المذاهب، وأن تقوم أيضا بوضع استراتيجية إعلامية غير تقليدية، تأخذ بعين الاعتبار تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الذي تستخدمها قوى التطرف لتجنيد الشباب لإعادة التركيز على صورة الاسلام الصحيح الذي يمتاز بالوسطية والاعتدال والتسامح والكرامة".
ودعا موسى إلى "تفعيل دور الإعلام العربي وعلاقته بالشباب العربي لجهة الاهتمام بقضاياه وتطلعاته، اضافة إلى تفعيل مسؤوليته في تكوين رأي عام ينبذ العنف ويتشبع بقيم الاعتدال، وتفعيل مشاركة الشباب في الحياة السياسية والديموقراطية في دولنا العربية بعدما أثبت "الربيع العربي" أهمية دور الشباب وقدرتهم على صناعة التغيير"، مشددا على "ضرورة وضع الخطط لمحاربة الفقر والبطالة والعمل على معالجة الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يمر بها الشباب".
وحث "الدول العربية على المسارعة لإطلاق ورشة شاملة لمحاربة الارهاب وتحصين شبابنا من مخاطره"، مشددا على "أننا في "تيار المستقبل"، وبما نمثله من استمرار لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع الرئيس سعد الحريري، نحرص أشد الحرص على حماية شباب لبنان، وشباب المستقبل، من هذه المخاطر، رغم إصرار بعض الاطراف، على توريط لبنان والتضحية بشبابه في حروب مذهبية، تغذي التطرف والتعصب، وتصب الزيت على نار الكراهية التي ننبذها".
وختم موسى بالقول: "رغم كل النار الاقليمية المشتعلة من حولنا، نجحنا في حماية شبابنا من الذهاب إلى النار، كما نجحنا في منع النار من التمدد إلى لبنان، وكل ذلك، بفعل الاعتدال الذي نواجه به التطرف، وبفعل الحكمة التي نتصدى بها لكل السياسات المتهورة، ونحن ثابتون على اعتدالنا وحكمتنا، مهما حصل".
وتخلل الندوة مداخلات لكل من ممثل دار الفتوى الشيخ الدكتور وفيق حجازي، ممثل المطرانية المارونية الأب جوزيف رحمة، المستشار لدى المركز العربي للبحوث القضائية جوزيف الياس رحمة ولممثلي الوفود العربية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News