منوعات

جوزف طوق

جوزف طوق

الجمهورية
الخميس 19 أيار 2016 - 07:45 الجمهورية
جوزف طوق

جوزف طوق

الجمهورية

Chez رولا وابراهيم وكنعان

Chez رولا وابراهيم وكنعان

كان يا ما كان مبارح أو أكثره يومان، رَجل إسمُه ابراهيم ملقّب بالأرنب، افتتح مركزاً لإقراض المال إسمُه «شي ابراهيم» أسفلَ سفحِ جبلٍ تعلوه قمّتان شاهقتان تبعدان 41 قرية عن مركز أعماله.

وبفضل بعض الجهد والكثير من الغشّ، ازدهرَت أعمال ابراهيم واتّسعَت معها أحلامُه، وصار كلَّ يوم صباحاً يقف في وجه الشمس الطالعة ويتأمّل ظلَّه المطبوع كالأسد على واجهة محلّه ويتخيّل أذنَيه الطويلتين نابَين مخيفين، ويَحلم كيف سيغزو يوماً قمّتَي الجبل خلفَه ويُنشئ عليهما مملكة الأرانب... فعلى واحدة كانت تنتصبُ شجرة، كلُّ جالسٍ تحتها يتنعّم بحماية منظرِها المهيب وكلُّ آكلٍ منها يستطعم الأمرَّ مِن العلقم.

وعلى التلّة الثانية توجَد عين ماء غزيرة يُطلق عليها السكّان إسم «بزعون» ويتناقلون في ما بينهم أنّ كلّ مَن يشرب منها يَسكر بالانتصار.

وبعدما ازدهرَت الأعمال وأصبحت المنطقة مقصودة من الصالحين والطالحين، افتتحت فتاةٌ طموحة محلَّ سمانة أطلقَت عليه اسم «شي رولا» على يسار «شي ابراهيم»، وكانت تبيع فيه كلَّ ما يتمنّاه الشُراة، وكانت ماكرةً تقنِع زبائنَها أنّ الخسّ ملفوف والبندورة كوسى والأجبان زينة أعياد ميلاد... وكانت قادرةً على بَيع البضاعة لأنّ كلّ شيء رخيص ومكدَّس وعليه عروضات خاصة طوال أيام السنة.

وإلى يمين مركزه، افتتح ابراهيم مكتب «شي كنعان» الفريد من نوعه لبَيع الاستشارات السياسية والقضائية، وكان فيه يمتهن «تركيبَ الدَكر عَ الدَكر»، وينشَط في المحاكم والمجالس الخاصة والمؤتمرات في الدفاع عن حقوق الأرانب.

وفي يومٍ من الأيام قرّر مجلس القرية البلدي مدَّ شبكة مجارير بالقرب من «شي ابراهيم» لتصبَّ في البحر أمامه مباشرةً، وكان هذا المجرور الأخبارُ عنه معروفة... فقرّر ابراهيم أن يستعجل قصّة غزوِ القمَّتين، ولم يكن أمامه سوى الاستعانة برخصِ رولا ومكرِ كنعان لتسريع غايته.

ولكنّ المشكلة أنّ رولا وابراهيم كانا يستهلكان الجَزر سويّاً، وفي اليوم التالي كانت رولا تبيع البَيض على أنّه جَزر، وكان ابراهيم يَبتدع نصوصاً قانونية لإيهام أهل القرية أنّ الجزر مضِرّ بالصحّة ولا بدّ من استهلاك البَيض لمنافعِه السحرية.

ولم يكن لا ابراهيم، ولا رولا مدركَين أنّ ألاعيبَهما باتت مكشوفة أمام أهل القرية وأنّه لا يمكنهما تمرير أيّ سرّ أو عملية غشّ من تحت الطاولة، وحتى توَهُّمات ابراهيم في غزو القمَّتين باتت معروفة من الجميع، إذ إنّ أهل القرية نشأوا في بيئة عايشَت كثيراً من «لاعبي الكشاتبين».

وتقول الرواية أنّه عندما علمَ أهل القرى الـ41 بخبايا اللعبة الماكرة التي تدور أسفلَ جبَلهم، ابتدعوا إسهالاً جماعياً أدّى إلى فيضان المجرور، فغرقَت محلّات «شي ابراهيم» و«شي رولا» و«شي كنعان».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة