منوعات

جوزف طوق

جوزف طوق

الجمهورية
الجمعة 20 أيار 2016 - 09:04 الجمهورية
جوزف طوق

جوزف طوق

الجمهورية

إنت كمان فيك تكون فنّان!

إنت كمان فيك تكون فنّان!

تذكّر أنت وتقلّب بإحباط بين صوَر سيارات الفنانين الخارقة وممتلاكتهم الفاخرة وملابسهم الأنيقة، وأغنياتهم ورسوماتهم ومنحوتاتهم الجديدة، تذكّر أنه يمكنك أن تصبح واحداً منهم إذا كنت تملك موهبة تحتاج إلى الظهور فقط.

في الماضي، كان الفنّانون يركضون خلف صانعي النجوم ومكتشفي المواهب والصالونات الفنيّة لعرض أحد أعمالهم لعلّهم يحصلون على نثرة من فرصة ذهبية تسمح لهم دخول هذا المجال المقفل على أصحابه.

وبينما كان يحتاج الفنانون في الماضي إلى عقد علاقات وثيقة مع النقّاد والشعراء والملحنين وأصحاب المعارض الفنيّة، فإنّ الموهوبين اليوم لا يحتاجون إلى أكثر من وصلة إنترنت وهاتف ذكي بكاميرا قوية وبعض التطبيقات المميزة.

في بداية القرن العشرين، وبعدما هاجر إلى بوسطن، عرف جبران خليل جبران أنه من دون زيارة باريس لن يستطيع الغوص عميقاً في عالم الفنون. وبعد زيارته المطوّلة إلى العاصمة الفرنسية فتحت له صالونات العرض في أميركا وأوروبا، ووطّد علاقته بكثير من الأسماء اللامعة في الوسط الفنّي نثراً وشعراً ورسماً.

أمّا أي جبران عصري (أو ما يعادله أو أقل منه موهبة)، يستطيع أن يضرب ضربته الفنيّة من داخل غرفته في المنزل، وهو متأكّد أنّ أحد صيّادي المواهب الصاعدة سيلتفت إلى أعماله، لأنّ المجتمع قد قطع شوطاً كبيراً منذ أيام الصالونات الخاصة وأوساط الفنانين المغلقة، لأنّ عالم الفنون أصبح مفتوحاً أمام العموم من دون قيد أو شرط وعلى هاتف كلّ واحد منّا، وخصوصاً عبر تطبيق «انستاغرام» في الدرجة الأولى، يليه موقع «يوتيوب».

فكلّ طَموح بيننا ينشر أعماله بالصوت او الصورة على هذين الموقعين، يملك فرصة حقيقية في أن يكتشفه عملاق في السوق، ويملك فرصة أن تنتشر أعماله محلياً وعالمياً في عالم الفن الذي اكتسب كثيراً من الديموقراطية خلال الاعوام الخمسة الماضية.

فعلى تطبيقات الهاتف التي يتابعها مئات ملايين المستخدمين حول العالم، ومثلهم عشرات المتعطشين إلى اكتشاف مواهب جديدة، هنا بالذات لا يوجد نقّاد وصانعو الموضة الفنيّة ليُملوا علينا ماذا نحب وماذا نكره، هنا نجد كبسة صغيرة نعبّر فيها عن إعجابنا ونصنع بها مستقبل الفنّ المعاصر، ومعه نرسل المواهب الجديدة إلى صالونات المجد.

تذكروا أنّ صائدي المواهب لا ينتظرون الاعمال الجديدة في الصالونات الخاصة والاستديوهات المتطورة، بل يستلقون مثلكم على ظهورهم في غرفة فندق يقلّبون بين الصور والفيديوهات مثل أيّ واحد منّا بحثاً عن المميز، لكنّ الفارق أنّ هؤلاء يستطيعون أن يصنعوا مستقبلك. تحرّك... لأنّ صاحب أغنية «غانغنام ستايل» صنع مجده بفيديو واحد على «يوتيوب».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة