ماذا يريد قائد فوج المغاوير سابقا شامل روكز؟ هل يغرد داخل سرب «التيار الوطني الحر»، أم حان وقت تغريده خارج السرب مع الحفاظ على أبوّة الجنرال والعم والراعي ميشال عون؟
مغوار العسكر
شامل روكز الذي لا يزال في مقتبل العمر السياسي (مواليد 1958) بنى سجلاً عسكرياً نظيفاً مكللاً بالإنجازات: عشرات الأوسمة وشهادات التقدير من قيادته ودولته والخارج. بدأ حياته العسكرية بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982. وجد نفسه مباشرة في جبهات سوق الغرب وبيروت في منتصف الثمانينيات. ثم انخرط في سلسلة من المعارك ضد الإرهاب في ضبيّه ونهر البارد. أقفل هاتفه حين استشهد له ضابط في عبرا وقاد معركة القضاء على ظاهرة الشيخ المتشدد أحمد الأسير. ثم ذهب يقاتل التكفير والإرهاب في عرسال من منطلق الدفاع عن أهل عرسال والوطن. لو قُيّض له تنفيذ رؤيته العسكرية لكان خفض عديد الجيش ورفع مستواه القتالي والتقني بأساليب حديثة تقارب ما هو قائم في الغرب. استراتيجيته العسكرية توفر على الدولة الكثير.
مغوار السياسة
في أولى المعارك السياسية الجدية التي خاضها شامل روكز، ربح المعركة. جونية والحدث والانتخابات البلدية أحدثت الفرق. فرض نفسه داخل التيار وخارجه. دخل السياسة من بابها الشعبي الواسع. استحق من «الجنرال»، توسيع دوره صوب ملفات سياسية أوسع وأكثر تعقيداً من الشمال الى عين التينة وما بينهما من «بيت المستقبل». مجرد أن رافق الرئيس سعد الحريري بعد عشاء السفير السعودي الى الناعمة في سيارته، أسال حبراً كثيراً وأسئلة عند البعض وقلقاً عند البعض الآخر ومنهم داخل البيت العوني نفسه.
قريبا ستكون انتخابات نيابية (إذا قرر اللبنانيون طبعاً أن يحترموا أنفسهم أكثر من تبعيتهم للخارج). من البديهي أن يخوض شامل روكز الانتخابات في كسروان. من المتوقع أن يفوز بها. لكن هل هذا ما ينشده فقط؟ ساذج من يعتقد أن مغوار الجيش الذي يدخل معارك السياسة سيقف عند متراس المجلس النيابي. طموحه أن يتقدم أكثر. في طريق الطموح عوائق عائلية وفي التيار ربما. لكن العارفين في الأمر يقولون إن في التيار ايضا كثيرين خلف الضابط ذي السمعة الممتازة. والعارفون يعرفون أنه لو كثرت الحواجز في وجه الطموح الأكبر، فإن شامل روكز قد يقفز فوقها جميعا، حتى لو كلفه الأمر التغريد خارج السّرب التقليدي.
خصوم روكز والقلقون من تعاظم دوره، يتساءلون عن قدراته السياسية الفعلية. فالمعارك الانتخابية ليست كالعمل في السياسة. بعضهم يقول إنه يفتقر الى الثقافة السياسية والاستراتيجيات الكبرى. بعضهم الآخر يعتبره محاطاً بأشخاص لا يوحون بالثقة. بعضهم الثالث يقول إن ثمة من يدفع روكز صوب الطموح لرئاسة الجمهورية بغية إبعاد الثقل الوازن لميشال عون.. وبعضهم الرابع يتساءل عن حقيقة علاقاته بواشنطن. وبعضهم الخامس لا يزال يفضّل الوزير الحيوي والصهر الثاني للبيت العوني جبران باسيل.
قد يبتسم، فهو كان يلمع أكثر كلما اشتد وطيس المعارك والأسئلة. لكن المشكلة الكبرى حالياً أمام أي طموح رئاسي هي الانقسام الحاد في المنطقة والعالم بين محورين. كل محور يدرس بدقة وبالتقارير والمعلومات كل طامح الى منصب كبير. لا شك بأن شامل روكز يخضع، من دون أن يدري، لامتحانات كثيرة حالياً، خصوصاً إذا ما أثمرت التفاهمات الصغرى والكبرى يوماً ما إبعاد عون وسليمان فرنجية عن السباق الرئاسي. لكننا لسنا في مرحلة التفاهمات بعد.
حقق شامل روكز سمعة ممتازة في مسيرته العسكرية والشخصية حتى الآن. أما دخول غمار السياسة، ففيه ورود قليلة وأشواك كثيرة. هنا القتال قد يكون أشرس من الجبهات. لكن الأكيد أن مسيرة روكز قد بدأت فعلاً، من داخل التيار أو من خارجه. الاحتمالان قائمان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News