المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
السبت 27 آب 2016 - 09:18 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

ما تبقّى من خيارات أمامَ المسيحي المشرقي

ما تبقّى من خيارات أمامَ المسيحي المشرقي

هنري صفير

وضعتْ أميركا مبادئ العولمة وأخذت تحدِّد التصرّف النقدي والتصرّف المالي بشكلٍ أنّها تستعمرَ دولَ العالم من غير تدخّلٍ عسكري.

ومن بعضِ تدخّلاتِها في سياسة الشرق الأوسط ولَّدَتْ الحروب التي نشاهِد، تفاقَمَ من جرّائها جشعُ الظالمين فولَّدَ جوابَ بعض المظلومين إرهاباً قتّالاً هدّاما متمادياً لا حدودَ له.

والإرهابُ يتفاعَلُ بشراسَةٍ في الشرق الأوسط وتفرَّعَتْ منه عملياتٍ إرهابية هَزَّتْ الغرب وجَعَلَتْهُ يتخطّى مبادئَ حقوقِ الانسان ورسالةَ الحريّات التي كانت أساساً لِدساتير الغرب ولتجمّعِ دولِ أوروبا.

وسطَ كلّ ما يجري، ما هي الخيارات المتبقيّة للمسيحي المشرقي؟

الخيار الأول: وهو الأسوأ، يؤدّي الى الاعتراف بأنَّ المسيحي المَشرقي هو غير قادرٍ على أيَّةِ مشاركةٍ في رَسمِ مستقبلِه ولا يتبقّى أمامَه إلاّ الخضوع لمشيئةِ المستعمرين، وعبوديّة أسيرُ في مسارِ الظالمين.

الخيار الثاني: قد يقودُ المسيحي المشرقي الى الهروب عندما يستشرفُ أنَّ السلامَ الذي في الشرق الأوسط ليس لمصلحتِهِ ولا يصونُ حريَّتَه ولا يؤَمِّنُ حريّةَ معتقداتِهِ.

فيهاجرُ الشباب الى الخارج ليعيشَ في ظلِّ وهمِ عدالةِ حقوق الانسان، وهذا الخَيارُ هو خيارُ الهروب وليس مُطابِقاً لكلمات السَّيد المسيح.

الخيار الثالث: قد يكونُ خيار التطّورِ المُنكفِئْ يبحثُ فيه المسيحي المشرقي عن البقاء والعيش المنعزل من دونِ الاهتمام بغيرِهِ ومن دونِ تأديةِ رسالةِ المسيحيّين في المشرق، وهذا الخَيارُ الثالث يقودُ الى تشرذمٍ شَهِدْنا معه تفرّقَ أجزاء المسيحيين أشلاءَ أشلاءَ.

الخيار الرابع: أمّا الخيار الرابع الذي يجب أن يكونَ خَيارنا، فهو خَيارُ التطوّر المشترك – المتكامل... فيرى المسيحي المشرقي نفسَهُ في خِضَّمِ التطوّر الجَماعي. أمّا هذا الخَيار فلا بدَّ أن يكونَ ناتجاً عن عمليةِ توليفٍ جَماعيّة تنبثقُ منه مَعالِمُ المسيحيّة الجديدة، فتتكامَلُ مع درزيّة وشيعيّة وسنيّة جديدة لِتؤَلِّفَ الجمهورية الجديدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة