السياحة 2016: زيادة في الأعداد وتراجُع في الإنفاق

أظهرت أرقام النصف الاول من العام 2016 زيادة عدد السياح في لبنان والذي ترافق مع تراجع قيمة إنفاقهم. ويعود ذلك الى تراجع عدد السياح الخليجيين لمصلحة السياح الاوروبيين والاميركيين إضافة الى العراقيين وسجلت ظاهرة السياحة المحلية الريفية مجددا مع المراهنة عليها لتعزيز القطاع السياحي.للعام الثاني على التوالي يزداد عدد السياح الذين يقصدون لبنان خصوصا من الدول الاوروبية، ولم يعد الخليجيون يتصدّرون أعداد السياح في لبنان. وبحسب وزارة السياحة اللبنانية ازداد عدد السياح في النصف الاول من العام 2016 بنسبة 70 % الى 723105 شخصا.

وللعام الثاني أيضا يتصدّر الاوروبيون اعداد السياح في لبنان في حين تراجع الخليجيون الى المرتبة الثانية ويمثل السياح الاوروبيون ثلث السياح
وعددهم 38245 في النصف الاول من 2016 ويتقدم هؤلاء السياح الفرنسيون وعددهم 60720 زائر اي بزيارة 8,1 %. اما السياح الالمان والسويديون فزادوا بنسبة 16,73 % و16,13 % الى 32646 و14878 زائرا على التوالي في الفترة المذكورة.

اما السياح من بريطانيا وايطاليا وتركيا فزادوا على التوالي 9,63 % الى 26996 و2,46 % الى 14171 و6,79 % الى 11318 زائرا.

تراجُع السياح العرب

بسبب مقاطعة الدول الخليجية للسياحة الى لبنان تراجع عدد السياح الخليجيين وخسر لبنان السياح الذين يسجلون افضل انفاق سياحي. وبالمقارنة مع العام 2011 تراجع عدد السياح من المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة على التوالي بنسبة 38 % و41 % و64 % الى 14415 و 9121 و1279 شخصا في النصف الاول من العام 2016.

في المقابل، ومع هروب العراقيين والمصريين من الاوضاع الامنية في دولهم زاد عدد السياح العراقيين بنسبة 20,6 % الى 98858 زائرا وزاد عدد المصريين 4,26 % الى 36670 زائرا.

اما السياح الاميركيون والذين يحتلون عادة المرتبة الثالثة اي نحو 18 % من العدد الاجمالي للسياح فقد زاد عددهم من 58560 زائرا الى 66818 زائرا ومن 40526 زائرا كنديا الى 44715 زائرا.

السياحة الريفية

مع التغيير في نوعية السياح الى لبنان اذ يفضل الاوروبيون السياحة الريفية، تراجع الاقبال على الفنادق في العاصمة من 57 % في النصف الاول من 2015 الى 54% في 2016 فتراجعت ايرادات الغرفة الواحدة من 164 الى 135 دولارا وهو التراجع الاكبر في الشرق الاوسط. وهذا ما يعكس تداعيات غياب السياحة الخليجية الى لبنان.

ويؤثر هذا التغيير ايضا على الانفاق السياحي العام في لبنان الذي تراجع بقوة وبدء الايجابيات الناتجة عن الزيادة الكبيرة في عدد السياح.

بحسب ارقام غلوبال بلو، تراجع الانفاق السياحي في الفصل الثاني من العام 2016 بنسبة 18 % مقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2015 وبنسبة 22 % بالمقارنة مع الفصل الاول من العام 2016.

وما زال الخليجيون الاكثر انفاقا بحسب ارقام الفصل الثاني من 2016 فبلغ انفاق السعوديين 14 % والاماراتيين 13 % ، اما المصريون والاردنيون فـ 7 % لكل منهم. وقد تراجع انفاق هؤلاء عموما بنسبة 22 % مقارنة مع الفصل الثاني من العام 2015.

السياحة الداخلية

تجري المراهنة حاليا على زيادة نمو السياحة الداخلية والتي في غالبيتها سياحة ريفية حيث سجل انشاء عدد كبير من الفنادق الى جانب الغرف في عدة من المناطق اللبنانية والتي تترافق مع سلسلة من المطاعم والمقاهي بقرب منها.

وانعكست هذه الاتجاهات الجديدة نحو السياحة الداخلية والريفية من خلال زيادة عدد قروض كفالات الى القطاع السياحي والتي زادت من 19 كفالة في النصف الاول من العام 2015 الى 64 كفالة في النصف الاول من العام 2016.

ودفع ذلك بمجلس السياحة والسفر العالمي الى توقع نمو الانفاق السياحي المحلي بنسبة 3,7 % في 2016 الى 2607 مليار ليرة لبنانية او 1,73 مليار دولار وبنسبة 5,3 % سنويا حتى العام 2026 ليبلغ 4,362 مليار ليرة او 2,89 مليار دولار.