المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الخميس 29 أيلول 2016 - 14:01 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

"ذا غود فاذر اللبناني".. حط بحصة للأميركاني!

"ذا غود فاذر اللبناني".. حط بحصة للأميركاني!

عبدالله قمح - ليبانون ديبايت:

عام 1972، أي قبل الحرب الأهلية اللبنانية بثلاثة أعوام، حاول المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا إيجاد تفسير عيش المافيات وكيفية ظهورها وحياتها وكيفية نجاحها في بناء علاقات سياسية إجتماعية كانت محركاً لها في التحكم بمفاصل المجتمع ولاحقاً بحركته السياسية والإجتماعية وكيف تنجح بأن تصبح جاسيةً على صدر مجتمعٍ كامل فكان "ذا غود فاذر" الذي يعتبر أحد أهم إخراجاته دور مايكل كورليوني (آل باتشينو) وهو الأبن الذي "كمش" مفاصل البيت واللعبة.

وفي ظل نجاح "ذا غود فاذر" الذي تحول إلى ثاني أعظم مشهدية أميركية كان في لبنان يطبخ وبهدوء واقع " "غود فاذر" آخر تمرّس في الحرب الأهلية (1975 - 1990) حتى غدى قابلاً للحياة، فخرجت منه "ترويكا" حكمت لبنان وفرضت مشيئتها عليه، وهي لا زالت حتى اليوم تقبع على صدره وإن تغيّرت وجوهها لكنها فكرياً باقية وتتمدّد. في النسخة اللبنانية نجد زعماء السياسة والطوائف وأمراء المال ولعبهم السياسية المنطلقة من ذهنية مافيويّة تتقاطع مع نفس المبادئ التي نشأ على أساسها "ذا غود فاذر"، حجبت الرؤية عن الرئاسة بسبب مفاعيل نظرتها المصالحيّة، فتراها حيناً تتحالف فيما بينها، وحيناً أخرى تتصارع وتكيل الإتهامات لتعود للكرّة نفسها متحالفةً من جديد.

أزمة الرئاسة الحالية تكشف شكلاً من هذا القدر، فبينما الرئيس نبيه بري يتصارع مع حليفه في الثامن من آذار ميشال عون، يتعادى الحليف الآخر فرنجية مع الذي كان يراه بمثابة الأب (الجنرال) بسبب الرئاسة، والأول القريب من الرئيس السوري بشار الأسد، رشّحه أقرب من هو في السياسة اللبنانية للعائلة السعودية المالكة! في حين أن عدو فرنجية اللدود الذي إتهمه يوماً بالتغطية على أدوار القادة الأمنيين في إغتيال الرئيس الحريري، فؤاد السنيورة، بات أكثر الداعمين لوصوله إلى الرئاسة، ويليه فتفت والمرعبي وغيرهما من أكثر أعداء محور المقاومة الذي ينتمي إليه فرنجية!، وبينما جاهر حزب الله بترشيح عون إنضم إليه في التأييد سمير جعجع الذي سحب ترشيحه من أجل غريمه العنيد عون.. هل فهمتم شيئاً..؟ لا يهم!

وعلى هذا الإيقاع يعزف الرئيس نبيه بري الذي شاء أن يضع يده بيد الرئيس فؤاد السنيورة بوجه سعد الحريري وميشال عون، على الرغم من أن النائب الصيداوي رشح ألد خصم له، محمد رعد، ليكون رئيساً للمجلس النيابي مكان بري نفسه! "حلف المصيبة" وقع على ظهر خيار ميشال عون بعد أن إلتمس السنيورة توجّه رئيس كتلته نحو إختيار الجنرال رئيساً من جراء مفاعيل إتفاق نادر الحريري - جبران باسيل التي سرّبت إليه من جدران بيت الوسط، فإحتد الوزير الشهير بالمالية وبدأ يصول ويجول داخل كتلته من أجل خلق حالة ما تضغط على الحريري من أجل عدم السير بعون أو تؤثر في حال إختار السير، عاملاً على التحالف مع بري بشكلٍ غير ظاهر، آخذاً على نفسه عاتق تعطيل وصول الجنرال مستقبلياً بينما بري عمل على ذلك في المستوى الشيعي، كونه يعرف أن حزب الله لن ينزل بدونه إلى المجلس!

البرتقاليون أبناء هذا البيت، لاحظوا التحالف الغير معلن، وكونهم جزء من هذه العائلة، يقال أن أحد الوزراء توجه إلى دارة برّي مبلغاً إياه أن التيار لن ينزل للتصويت له (اي بري) رئيساً للمجلس في حال تم الذهاب نحو إنتخابات نيابية قبل الرئاسية، كان ذلك قد سبق إتصال آخر أجراه برّي بمن يلزم، قائلاً أنه لن يسمح بأي تنازلات في أول حكومة عهد في حال السير بعون رئيساً دون الأخذ بعين الإعتبار بثوابته!

الطاولة التي يتقلب عليها الجميع يُحمّل فيها الجميع مسؤولية الجميع! فبينما يرفض بري النزول إلى المجلس بذريعة "عدم قبول المكون السني بمرشح الرئاسة"، يلتف على ذلك بعدما قرّر زعيم هذا المكون الجنوح نحو خيار عون، فتراه يحفذ "السنيورة" على إظهار المكون السني بمظهر عدم القابل لعون، فيصبح هناك حجة لإبتداع نظرية أخرى هي "عدم إتفاق المكون السني على رئيس" وبالتالي عدم النزول ريثما نجد حل لهذه المعضلة!، وهنا، يخرج موقف حزب الله القابل بعون رئيساً والغير قابل بالنزول إلى المجلس لإنتخاب عون طالماً أن بري لم يقبل وبالتالي لن يقبل أيضاً طالما أن المكون السني لديه مشكلة.. وهكذا دواليك!

إذا، يصبح "ذا غود فاذر"، عملاق السينما الأميركية تفصيلاً صغيراً في فيلم المافيا اللبنانية نظراً لتفاصيلها التي تستطيع أن تنتج 100 "ذا غود فاذر في التنكة"، التي فيها أكثر من دون مايكل واحد ونحو مئة فيتو كورليوني.. وعيشوا أيها اللبنانيون بهذه النعمة، ونوماً هنئاً لكم!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة