ليبانون ديبايت - عبدالله قمح:
لا يزال الوزير سليمان فرنجية واثقاً من ترشّحه لا بل متأكدا أكثر من ذي قبل بجدوى إستمرار هذا الترشيح الذي يرى فيه منقذاً للبلاد من المأزق الذي تتخبط به. دون أدنى شك، ثَبُتَ لمؤيدي ومعارضي ترشح فرنجية، نيل "بيك زغرتا" جرعة تأييدٍ واسعة، إن كان على المستوى الإقليمي - الدولي، أو على المستوى المحلي، حيث أنّ حسابات الأرقام تظهر بناءاً على مواقف الكتل، رقماً يمكن أن يصل بزعيم المردة إلى كرسي بعبدا بهدوء.
لكن رياح "التكبّر" لا تسير على هوى سفن "أبو طوني"، فوفقاً لأوساط سياسية مطلعة على حركة الملف الرئاسي، فإن من يعرقل الرئاسة فعلياً هو أسلوب "الترفع وعدم التنازل لمصلحة البلاد المبنية على نظرية أنا أو لا أحد التي تأخذ من الميثاقية دعوة إستمرار لها في الحياة". وعلى مبدأ الميثاقية نفسها والركائز الديمقراطية التي تعيش البلاد فيها، ترى المصادر في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الحل لهذه المعضلة المستمرة منذ سنتين هو النزول إلى البرلمان إنسجاماً مع طرح فرنجية الذي قدمه إلى العماد ميشال عون بعيد لقاءه الرئيس نبيه بري المستند على دعوته "النزول إلى الجلسة المقبلة في الواحد والثلاثين من تشرين الأول وليربح من يربح".
الأوساط ترى في هذا الطرح "منطقياً وديمقراطياً" وكون الأمور عالقة بين مرشحين إثنين والمنطق يقول بالنزول إلى المجلس النيابي وإنتخاب رئيس ومهما كانت النتيجة فيجب تقبلها، هذا أقل الأيمان، لكن لماذا يتم الرفض؟.
مبدئياً، يرى العماد ميشال عون بنفسه ممثل المسيحيين الأقوى خاصة في الفترة الأخيرة بعد نيله بركة ترشيح القوات اللبنانية له. ووفقاً لنفس المبدأ، يرى بالوزير سليمان فرنجية اقل تمثل مسيحياً رغم أن فرنجية كُرّس قطباً في اللقاء الرباعي الذي جرى في بكركي بوقتٍ سابق، لكن ذلك لا يلغي فرضية أن فرنجية حالياً هو صاحب أوسع تأييد برلماني في المجلس إذ يحظى بغطاء 37 نائباً مسيحياً بينما ينال عون تأييد 27 فقط إلى جانب أن الرجل صاحب تاريخ عريق وكل ما يقال عنه لا يصرف كونه يتمتع بموقع مميز داخل الوجدان المسيحي.
التركيز العوني إذاً هنا على الميثاقية، فبالنسبة إلى العونيين، فإن التأييد المسيحي الواسع هو ممر إلزامي للرئيس وهنا، تغمز الأوساط إلى أن "الإنتخابات البلدية الأخيرة كانت إنعكاساً للوجدان المسيحي الذي لم ينصاع تحت مظلة تحالف عون - جعجع العتيد، وأظهرت الأرقام أن نسبة حضور هذا الحلف لا تتجاوز الـ50%، بينما نفس الأرقام كرّست فرنجية زعيماً في الشمال"، مشيرةً في السياق أنه "ومنذ الاستقلال لم يأتِ رئيس لبناني يعكس الوجدان المسيحي بل كان كل رئيس هناك خلاف عليه".
لا نريد رئيساً بالإكراه، عبارة تجاهر فيها الأوساط السياسية وتتوجه بلسان حال متعجب لأصحاب نظرية "منتقدي الحقبة السورية" يوم كان يؤتى برئيس بالفرض، فهم اليوم يستخدمون نفس الأسلوب عبر إسقاط الرئيس بالباراشوت وإلزام جميع الكتل فيه وإلّا "لن ننزل لننتخب". في هذه الأخيرة، ترى المصادر إزدواجية عونية، فبينما يقال أن "الجنرال عون يتمتع بتأييد غالبية الكتل، نتحدث هنا عن حزب الله، امل، المستقبل، القوات .. لا يقبل عماد الرابية في النزول إلى المجلس والإحتكام إلى مطلب فرنجية الذي قال "مستمرون في ترشيحنا ولو بقي نائب واحد معنا فقط"، فلماذا هذه المكابرة؟
في الترجمة، هناك همس أن عون متخوف من الإيقاع به من قبل من رشحه وعدم الوفاء بالعهود، وهو يرى أنه دون نيل التأييد المدوّن لتأكيد وصوله إلى بعبدا لن ينزل إلى المجلس، وهذا فيه نسف لرأي الجميع وعدم إحترام لموقف من رشحه لا بل عدم ثقة بنوايا هذا البعض لجهة توفير إمكانية وصوله، وطالما أن الأمر كذلك، تسأل الأوساط "لماذا يريدون فرض رئيس آخر طالما أن هناك مرشح لديه التأييد؟" وهنا، تغمز الأوساط إلى أن "فرنجية ورغم كل شيء لا زال يمتلك التأييد الأوسع من قبل الكتل"، وفي حال أراد عون كما يقول - إنهاء الشغور - يستطيع أن يقتنع أن هناك مرشح قوي، وبعد مرور سنتين ونصف، عليه أن يقتنع بعدم جدوى الإستمرار بهذا الترشيح وسحبه لصالح من إستطاع نيل هذا الخط العريض (فرنجية) الذي ومن المؤكد أن حزب الله لن يمنع إنتخابه إن حصل ذلك!
من هنا، يستحق طرح الوزير سليمان فرنجية أن يبحث على مستوى جميع الكتل ووضع خلاصات ترشيح العامين والنصف لعون والعشرة أشهر لفرنجية بميزان المجلس النيابي والذهاب نحو معركة ديمقراطية تنتج رئيس "ملبّنن" للمرة الأولى، هنا، تؤكد أوساط أن فرنجية متحرّر من الإلتزامات السياسية وهو وإن دخل قصر بعبدا فسيدخل مرتاحاً دون أعباء تثقل عهده وتحوله إلى عهد تسليف من قدم له، بعكس عون الذي يعتبر أن جسر وصوله إلى بعبدا هو ورقة تفاهمه مع حزب الله والنوايا مع القوات اللبنانية المتناقضتان أساساً، فكيف يستطيع أن يدير حكم دامجاً بينهما؟ من هنا، ترى الأوساط في ختام حديثها لـ"ليبانون ديبايت" أن "عون سيدخل القصر مديوناً لجهتين متباعدتين لا يمكن الخلط بينهما"، وإنطلاقاً من هنا لا يمكن أن يكون عون "الرئيس المقبول مسيحياً كم دعت هيئة الحوار ورباعية بكركي وورقة نوايا القوات".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News