معظم الخبراء، باستثناء المطبلين للحكومة يتفقون على أن السياسة الخارجية في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية في حالة فوضى، ويجمعون على أن سبب ذلك هو تخلي تركيا عن سياستها الخارجية التقليدية لمصلحة توجهات أصولية.
ويجادل الخبراء بأن هذا الوضع قلص خيارات أنقرة بشكل كبير، لا سيما في هذه الأوقات المضطربة التي تشهدها المنطقة.
لقد وجدت تركيا نفسها معزولة وغير قادرة على التأثير في مسار الأحداث من حولها، مع انها تؤثر بشكل خطير في مصالحها الحيوية.
يمكن تلخيص فلسفة السياسة الخارجية التركية التي رسمها مؤسس الجمهورية الحديثة كمال أتاتورك بـ«السلام في الداخل والسلام في العالم».
وقد بنيت هذه الفلسفة على رؤية واقعية للموقع الجيوسياسي لتركيا، فضلاً عن تجاربها السابقة كما يقول السفير المتقاعد اولوش اوزولكر. وكانت التوجهات الغربية للسياسة الخارجية تمثل حجر الزاوية لتركيا إلى أن جاء حزب العدالة والتنمية وغير هذه القاعدة.
رؤية قومية
ويضيف أوزولكر ان حزب العدالة والتنمية حاول انتهاج سياسات خارج قدرات تركيا، فقد «كانت سياستنا الخارجية حذرة ودفاعية» ولكن حين حققت البلاد نمواً اقتصادياً، حاولوا ربط ذلك برؤية قومية وتطبيق سياسات أكثر حيوية، لقد أرادوا علاقات طيبة مع دول الجوار لكن من زاوية الأخ الأكبر، التي ادت في النهاية إلى تنفير القوى الاقليمية».
ويرى السفير المتقاعد تامل ايسكيت ان الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه حزب العدالة والتنمية هو صرف تركيا عن سياساتها الخارجية التقليدية، فقد اقترحت القيادة التركية انها يمكن ان تضطلع بدور القيادة الاقليمية للسنة، وهو أمر «يتعارض مع سياسات تركيا التقليدية، فضلاً عن كونه غير واقعي».
واضاف ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حاول فرض رؤيته على الآخرين، وحين رفضوا ذلك -كما في حالة الأسد في سوريا- أصبح يناصبهم العداء، ولهذا السبب أيضاً وجدت أنقرة نفسها على خلاف مع الغرب وروسيا ومع الجميع تقريباً.
أخطاء استراتيجية
أما السفير المتقاعد مراد بلهان فيعتقد أن خطأ تركيا الأكبر هو في الانحياز لهذا الطرف أو ذاك في النزاعات الإقليمية المعقدة.
وأكد ان السياسة الخارجية يجب أن تنأى بنفسها عن العواطف والمواقف العقائدية. وبين أن أهم الأخطاء التي ارتكبتها حكومة العدالة والتنمية هو تغيير وجهتها من الغرب إلى الشرق الأوسط.
وختم بلهان بأن حزب العدالة والتنمية ارتكب أخطاء استراتيجية، تلك الأخطاء التي لا يمكن تصحيحها بخطوات تكتيكية. وأوضح أن القيادة السياسية لم تأخذ بنصائح الخبراء، مما أدى إلى تراكم الأخطاء التي تدفع تركيا ثمناً باهظاً لها الآن.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News