صناعة العرق في لبنان تواجه صعوبات كثيرة..

تواجه صناعة العرق في لبنان صعوبات مختلفة على صعيد كلفة الانتاج والتصدير والمنافسة من المشروبات الكحولية الاخرى مثل الويسكي والنبيذ. الّا انه يبقى الرمز التقليدي والوحيد للمشروب اللبناني وهذا ما يبقيه متميزاً على رغم الصعوبات المذكورة.إنه المشروب الكحولي الذي يتميّز به لبنان وحده، كما هو الامر لمشروب saki في اليابان وouzo في اليونان وVodka في روسيا.

يصنع العرق من العنب واليانسون. عند نضوج العنب يقطف يدوياً بين شهر ايلول وتشرين الاول وتنزع عنه البذور ويخزّن في براميل لمدة 15 يوماً لتخميره، بعد ذلك يتحوّل عصير العنب الى نبيذ يمر في ثلاثة مراحل من التقطير.

في المرحلة الاولى يتحول الى سبيرتو، وفي الثانية تجري تنقيته من الشوائب، وفي الثالثة يتحول الى العرق المثلّث المميز. يضاف اليانسون في المرحلة الثانية او الثالثة.

اما الأوعية المستخدمة في عملية التقطير فمختلفة بين «ستانلس ستيل» او «النحاس» او الفخار ويمكن لكل نوع من الاوعية ان يميّز نوعية العرق المنتج. ولكن النحاس يبقى الافضل، لكنه كان الأكثر ثمناً في الماضي لذلك أعطي للعرق الممتاز لقب مشروب الذوات او النبلاء.

ويقدر الانتاج السنوي اللبناني من العرق بنحو مليوني زجاجة سعة 0,70 ليتر، علماً انّ كمية كبيرة من العرق تنتج في المنازل الخاصة وفي القرى للاستهلاك الشخصي، وهذا التقليد في لبنان هو مدعاة فخر الكثيرين.

الصادرات

ويصدّر لبنان سنوياً نحو 20 % الى 25% من الانتاج المحلي اي نحو ما قيمته 3,72 ملايين دولار كما في العام الماضي 2015 عندما زادت الصادرات بنحو 371 طناً عندما بلغت 3,61 ملايين دولار اميركي في العام 2014.

امّا في العام 2016 الجاري فبلغ حجم الصادرات حتى نهاية شهر حزيران الماضي 196 طناً اي ما قيمته 1,54 مليون دولار.

اما الطلب على هذه الصادرات فيأتي خصوصاً من الانتشار اللبناني في العالم، وتتوزّع الصادرات بـ 23,95 % منها الى الولايات المتحدة الاميركية و19,47 % الى الامارات العربية المتحدة و12,39 % الى العراق. وعلى رغم الآمال بتعزيز حجحم الصادرات واجتذاب الاهتمام الخارجي الّا انّ مجموعة عوامل تشكل صعوبات ومعوقات امام تحقيق هذه الاهداف.

ومن هذه الاسباب ارتفاع نسبة الضريبة الجمركية وهي تصل الى 70 % نظراً لكثافة نسبة الكحول، كما أنّ هناك من يعتبر العرق مشروباً عنصرياً عرقياً من قبل الكثيرين.

امّا اسعار تصدير ليتر العرق فتراجعت من 9,72 دولارات في العام 2012 الى 8,52 في 2013 ثم الى 8,53 دولارات في 2014 ثم 8,29 دولارات في 2015 ثم الى 8,27 دولارات حتى حزيران العام 2016 الجاري.

وعلى رغم تحسن الطلب المحلي نظراً لانتشار المطاعم الجديدة بكثافة، هذه المطاعم التي تسوّق العرق بين الاجيال الجديدة، الّا انّ صناعة العرق تواجه مصاعب ارتفاع كلفة الانتاج وخصوصاً مع إقفال الحدود السورية حيث مصدر اليانسون الممتاز.

اما حالياً فيستورد اليانسون بأسعار مرتفعة الأمر الذي دفع بعض المنتجين الى استخدام انواع يانسون أقل جودة، ويواجه المنتجون ايضا منافسة من أنواع عرق قليلة الجودة تسوّق في بعض المطاعم ما يدفعهم للمطالبة بقوانين تحمي جودة الانتاج.

ويلقى العرق منافسة قاسية من الويسكي ومشروبات روحية أخرى، كما يجتذب النبيد اعداداً اضافية من المستهلكين ويتمتع بحملات دعائية تسويقية في لبنان والخارج تفعل فعلها في ارتفاع حصة النبيذ على حساب العرق، غير انه يمكن القول إنه على رغم الصعوبات ليس العرق في موقع الخطر اذ إنه يبقى المشروب الكحولي اللبناني الوحيد ومن دون منازع، وهو تقليد لبناني أصيل.