مختارات

نور نعمة

نور نعمة

الديار
الثلاثاء 15 تشرين الثاني 2016 - 07:37 الديار
نور نعمة

نور نعمة

الديار

سوريا "في الإنتظار" ... غالب أم مغلوب؟

سوريا "في الإنتظار" ... غالب أم مغلوب؟

مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، كسبت روسيا اعترافاً اميركياً بأنها قوة عظمى تتميز بدور فعال في حل الازمات وفي تصويب البوصلة في عدة شؤون دولية. هذا ليس بأمر عادي! روسيا التي عانت تطويقاً أميركياً انعكس في اوكرانيا وفي عدة دول اوروبية، باتت اليوم اكثر ارتياحاً في تمركزها المباشر وغير المباشر في عدة دول اوروبية وعربية. ما يعنينا من الامر نظراً لموقع لبنان الجغرافي، هو النفوذ الروسي في الصراع السوري وتدخل القوات الجوية في سماء سوريا لدعم القوات الحكومية.

ان تعاون موسكو وواشنطن سيتمحور حول ضرب «داعش» وتقليص نفوذه وصولاً الى هزيمته في حين ستظل القوات الحكومية تتلقى الدعم الروسي في قتاله مع المعارضة في وقت ستتراجع امدادات الاسلحة والعتاد للمعارضة، الامر الذي سيضعف حتماً موقعها ميدانيا.

وفي هذا السياق، فلنختَر حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش والمعارضين المسلحين على سبيل المثال ونقيم التحول في السياسة الاميركية وانعكاس ذلك على الارض. والحال ان الجيش السوري وحلفاءه سيواصلون معاركهم مع دعم جوي روسي فيحققون بطبيعة الحال عدة مكاسب عسكرية في حين سيتعين على المعارضة التي ستحرم من الاسلحة والدعم الاميركي تعزيز مواقعها واستراتيجيتها العسكرية في التصدي لأي هجوم من قوات النظام دون ان تتمكن بعد الان من شن هجومات على الجيش. ونتيجة التغيير في موازين القوى، بتوسع قوة الجيش السوري في حين اضمحلال قوة المعارضة والتركيز فقط على حماية نفسها من هجومات القوات الحكومية، يبدو ان الازمة السورية ستأخذ منعطفا جديداً من حيث ترك طرف من الفرقاء المتصارعين تسجيل ربحا ميدانياً استراتيجياً، يعطي فريقاً معيناً اليد العليا في سير المفاوضات وفي نظام الحكم ومستقبل سوريا.

اضف إلى ذلك، ان القوات السورية احكمت قبضتها على عدة قرى في حلب وقد حاولت المعارضة استعادة هذه القرى غير ان محاولاتها باءت بالفشل حيث لم تنجح في كسر نفوذ القوات الحكومية عن هذه المناطق. وفشل المعارضة بليّ ذراع النظام في حلب مؤشر واضح على أن المعارضة ما زالت تعتمد على رهانات خاطئة ووعود كاذبة من جهات تدعمها بأنها قادرة على دحر النظام من حلب. فماذا ستكون نتائج المعارك بين الجيش والمعارضة بعد سحب الدعم الاميركي عن المسلحين؟ هل سيكفي الدعم التركي للمعارضة للتصدي لهجومات الجيش وحلفائه؟

تغيير في سياسة اميركا تجاه سوريا ينعكس تغييراً في الميدان وفي السياسة على حد سواء. وقصارى القول ان الاولويات تغيرت في الصراع السوري. لم تعد المطالبة برحيل الاسد شرطاً اساسياً للمضي قدما في المفاوضات. لم يعد تسليح المعارضة امراً الزامياً لواشنطن...

واليوم، تسعى هذه الادارة الاميركية الجديدة لمحاربة بطرق فعالة وحاسمة التكفيريين والاصوليات الاسلامية، خلافا لما اتسمت به سياسة اوباما عدم الحزم في التصدي للارهابيين والاسلاميين الاصوليين وكبح نفوذهم في منطقة الشرق الاوسط. هذا التوجه الذي ينوي ترامب اعتماده يتطابق مع توجهات موسكو في سوريا والتي منذ البداية حصرت حربها ضد الارهاب من جهة ودعم القوات الحكومية السورية من جهة اخرى. فهل ستتبدل مجريات الامور في الصراع السوري ويصبح من الممكن ان يحقق طرف سوري حسماً عسكريا؟ هل ستتحول قواعد اللعبة في سوريا الى غالب ومغلوب بعد ان استعصى تحقيق الحسم الميداني سابقاً وفي عهد اوباما الذي دعم المعارضة لو بشكل خجول؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة