أمن وقضاء

placeholder

ربى منذر

الجمهورية
الخميس 08 كانون الأول 2016 - 07:13 الجمهورية
placeholder

ربى منذر

الجمهورية

كان عميلاً إسرائيلياً... من دون أن يعلم!

كان عميلاً إسرائيلياً... من دون أن يعلم!

كلماتٌ قليلة، كانت كفيلة بإقناع مهندس لبناني بالعمل لمصلحة مؤسسة أردنية: «أنت تحتاج لهذه الوظيفة، وفي كل الحالات ستعمل لحساب شركة سياحية، فلا شيء يدعو الى القلق». هذه الجمل البسيطة قادت الى 4 سنوات من العمل، كانت خلالها المياه تسير تحت رجلي المهندس: فهو كان عميلاً إسرائيلياً... من دون أن يعلم.عام 2008 إتّصل المهندس حسن يونس، إبن مشغرة، بصديقه المهندس الدكتور سهيل قدورة من جب جنين، وأخبره آنذاك أنه تلقى عرضاً من شركة أردنية للعمل فيها كمهندس، علماً أنها تتعاطى بالسياحة، «لكنني رفضته كوني تلقّيت عرض عمل آخر، واعتبرت أنّ الموضوع قد يهمك، لذلك سأعطيك أرقام الشركة لتتواصل مع المعنيين فيها وتسألهم عن طبيعة العمل»، أضاف يونس.

مرّت السنوات، عمل خلالها قدورة مع الشركة الأردنية من بلدته منذ العام 2008 حتى الـ 2012، وحين أنهى عمله اعتقد أنّ الصفحة طُويت، وعمله أصبح في خبر كان، لتفاجئه مديرية المخابرات في تشرين الثاني الفائت بمداهمة منزله وسوقه الى التحقيق. فهي، وبعد رصد حركة الاتصالات الدورية ومراجعتها، شكّكت في اتصالات كان يجريها الرقم الذي تبيّن أنه تابع لقدورة مع ارقام أخرى مشبوهة.

ساعات أمضاها قدورة قبل التحقيق، لم يستوعب خلالها كيف «لبسته» تهمة العمالة لإسرائيل بعد 4 سنوات على تركه الوظيفة في الشركة.

وتقول المعلومات انّه اعترف خلال التحقيق بأنّ صديقه يونس اتصل به منذ سنوات، وأعطاه فكرة عن نوع الشركة، وزوّده بعدها بطرق التواصل معها.

«وبالفعل، هذا ما فعلته»، يقول قدورة بحسب مصدر أمني: «إتصلتُ بالشركة وذهبت الى الأردن حيث اجتمعت بالإدارة، لتعرّفني الى طبيعة عملها كشركة سياحية، طالبةً بعض المعلومات عن معالم أثرية في لبنان، فقدمت لها ما طلبته من دون أي شكوك».

ويتابع قدورة: «لكنّ طلباتها المتكاثرة لاحقاً والمتوسعة، بدأت تثير شكوكي. فالشركة بدأت بعد فترة تطلب معلومات عن البنى التحتية في لبنان
وتحديداً تلك المتعلقة بشركات الإتصالات ومواقع محطات الاتصال ومراكز هوائيّاتها أي «الأنتانات»، خصوصاً في منطقة البقاع»، موضحاً: «هنا بدأت رحلة الشك في أنّ هذه الشركة ليست إلّا غطاء للمخابرات الإسرائيلية، وبعدما طفح الكيل من طلباتها المقلقة، قررت التوقف عن العمل، وانتهت رحلتي فيها عام 2012».

ويستطرد قدورة: «تبيّن لي لاحقاً أنني كنت الوحيد في الشبكة، وهو ما كان يحصل للمرة الاولى حيث يكون هناك شخص وحيد في شبكة اسرائيلية».

ويقول المصدر الأمني انه تبيّن أنّ يونس الذي جرى الاتصال معه بالأساس، بريء. وهو شخص ميسور مادياً ومحبوب في المنطقة ويقوم بأعمال خيرية، ويُعتقد أنّ سبب اتصال الشركة الأردنية به، كان لأنّ له أخاً في «حزب الله»، قُتل في المواجهات مع اسرائيل وعائلته معروفة.

وبعد التحقيق مع يونس تبيّن أنّ الكلام الذي أفاد به صحيح وتطابق مع اعترافات بدورة، وقال إنه حوّل الاتصال لهذا الأخير مع الشركة لاعتقاده بأنه يفيده بذلك العمل.

وتدلّ هذه العملية على أنّ البريء يعود ويأخذ حقه حتى ولو أوقف، إلّا أنّ الاعلام يتسرّع وينشر معلومات لا تزال قيد التحقيق، وهو ما يجب توَخّي الحذر فيه لأنه يحمل إساءة لسمعة أشخاص، قد يتبيّن أنهم أبرياء بمجرد تأكد الأجهزة الأمنية من بعض المعلومات، تماماً كما حصل مع بدورة الذي أطلق سراحه، على رغم أنّ الضرر الذي أصاب سمعته قد فات عليه الأوان.

وتؤكد هذه العملية أنّ تركيز الجيش لا يصبّ على «داعش» وتوابعه، لأنّ هناك إرهاباً من نوع آخر هو الشبكات الإسرائيلية، والدليل يكمن في أنه رغم توقف الاتصالات منذ العام 2012 بين الفريقين، إلّا أنّ الجيش ما زال يرصد المعطيات والاتصالات، فمتابعة الشبكات الاسرائيلية دائمة ولو لم يُعلن عنها، لأنّها عمل أمني استخباراتي صامت.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة