مختارات

 وليد الرجيب

وليد الرجيب

الراي الكويتية
السبت 07 كانون الثاني 2017 - 07:04 الراي الكويتية
 وليد الرجيب

وليد الرجيب

الراي الكويتية

اليوم العالمي للتنويم

اليوم العالمي للتنويم

في 4 يناير من كل عام، تحتفل الجمعيات المهنية المختصة في العلاج بالتنويم بالعالم، باليوم العالمي للتنويم، ويخصص جزء كبير من الاحتفال، لشرح وتوضيح التنويم العلمي واستخداماته، الطبية والنفسية والرياضية والتعليمية وغيرها، للجمهور الذي ما زال يعيش بأفكار مسبقة عن التنويم، تشوبها الكثير من الخزعبلات الشعبية، حيث شوهت السينما والتنويم المسرحي، حقيقة التنويم العلمي وأعطت صورة مغلوطة عن كيفية حدوثه، فرُبط شعبياً بالسحر والجن، لأن الإنسان عدو ما يجهل، مثلما مر الإنسان بصور مغلوطة حول الراديو والهاتف والسيارة وغيرها من المُنجزات العلمية، التي كانت تبدو غامضة لدى الشعوب المتخلفة بالذات، فأيضاً ربطت بالجن والشياطين والخرافات المختلفة، بل اعتبرت هذه المنجزات في بعض الدول العربية والإسلامية حراماً شرعاً، على اعتبار أنها لم ترد في القرآن الكريم.

والتنويم والعلاج به ليسا من الأمور المستحدثة، فقد اكتشف منذ الحضارات القديمة، لكن تمت منهجته بشكل شبه علمي قبل ما يزيد على ثلاثمئة عام، وبدأ هذا العلم يتطور ويتبلور وتتضح مناهجه وطرائقه، فاستخدم على سبيل المثال في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، لتخدير المرضى الذين تجرى لهم عمليات بتر، وهي من القصص المعروفة تاريخياً.

لكن حتى يومنا هذا ما زال هناك العديد من الناس، سواء في القارات المتخلفة والفقيرة، أو حتى في الدول المتطورة، ينظر له كأمر غامض بل خطر ولم يعترف به كثير من البشر، رغم المحاضرات والدراسات والمقالات التوضيحية لحقيقته العلمية، فهو أمر ليس مفتعلاً بل هو أمر طبيعي يمارسه كل الناس يومياً دون أن يعرفوا ذلك، فعندما يندمج الإنسان في فيلم ممتع هو في الواقع يدخل في غشية تنويمية، وكذلك إذا كان يقرأ رواية ممتعة يدخل في هذه الغشية التنويمية، والأمثلة في الحياة كثيرة ومتعددة، كما أن التنويم ليس مفروضاً على العقل أو الدماغ، إنما هو إحدى درجات أو وظائف العقل الأربع.

وأتذكر في عام 2005، وهو العام الأول الذي اُحتفل فيه بالتنويم، قمت باستضافة وسائل الإعلام ووكالة الأنباء الكويتية، وكان الأهم هو أن أشرح خطأ تسميته بـ«التنويم المغناطيسي»، حيث لا توجد صلة بينه وبين المغناطيس أو المغناطيسية، وهذا المصطلح موجود في الأدبيات العربية فقط، وفي اليوم التالي كتبت الصحف: «الاحتفال باليوم العالمي للتنويم المغناطيسي»، فالثقافة والعادات القديمة لها قوة تجذب الإنسان إليها، ويصعب التخلص منها، وهنا يأتي دور من أدوار التنويم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة