ليبانون ديبايت – علي عواضة
لجمت قيادتا التيّار الوطني الحر وحركة أمل الخلاف ذات السقف المرتفع بينهما، والذي كان سمة المرحلة الماضية من خلال قرب عقد قران ورقة "تفاهم" بينهما، ولدت من رحم الخيارات المتباينة ليس في موضوع رئيس الجمهورية الذي عارض الرئيس بري جهاراً السير بعون فحسب، بل ما هو أعمق من ذلك بكثير.
تأتي الورقة التي تبحث تفاصيلها حالياً بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وزميله معاون الرئيس نبيه بري علي حسن خليل بمثابة سحب فتيل التفجير بينهما والعودة إلى العلاقة السياسية التي كانت اكثر من مميز بين اعوام 2006 - 2010. ويبدو ان العلاقة بين الجهتين تمر حالياً بشهر العسل بعد سلسلة اللقاءات التي جرت في الايام السابقة، برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وعلى الرغم من قرع طبول الحرب سابقاً لكن اللقاءات الثنائية التي نزعت عنها ثوب العلاقة المرّة قطعت اشواطاً كبيرة وكُسر الجليد بين الطرفين.
أبواب الملف النفطي فتح افاقاً للحوار بين القطبين بعد صيغة الإتفاق التي تمّ التوصّل إليها في الصيف الماضي والتي كانت بمثابة حجر إرتكاز المستوى الجديد طوت "الحرب الباردة" وأنهت القطيعة والتوتر بعد ان وصلت العلاقة بين الجانبين الى مرحلة الانفجار نتيجة الاختلاف في مقاربة المواضيع السياسية، التي بحسب معلومات "ليبانون ديبايت" كان الشق الاقتصادي عاملاً اساسياً فيها. وبعد التنازلات التي قدمها التيار قبيل انتخاب عون رئيس للجمهورية، ها قد اختلف ميزان القوى ورجحت كفة التقارب على التباعد، والملفات العالقة تمر عبر التنازلات المتبادلة.
مصادر مقربة من الطرفين اشارت لـ"ليبانون ديبايت" ان التواصل ليس وليدة الساعة بل ناتج عن فترة تراكمات لاشهر طويلة حيث كانت هناك اجتماعات سابقة على مستوى القيادات، لتطور بعدها وتصل إلى مستوى اجتماعات متتالية بين الوزير على حسن خليل والوزير جبران باسيل برعاية اللواء ابراهيم، واعتبرت المصادر ان الورقة بين الطرفين مختلفة عن اللقائمة بين التيار والقوات وابعد من ان تكون شبيهة بورقة حزب الله - التيار، كون أمل والبرتقالي هما أساساً في نفس الخط الإستراتيجي، وما يحصل الآن بحسب المصادر هو أقرب إلى "ورقة تنظيم علاقة".
وحول ما ستتضمنه الورقة، تشير المصادر إلى أنها ستشتمل على بنود دعم الخطوات الإصلاحية وتعزيز دور أجهزة الدولة وسن قانون إنتخابي عادل متوازن ومنصف فيما لم يغب إتفاق الطائف وتطبيق بنوده عن ورشة العمل. أما في الشق الداخلي فستتضمن الورقة آلية تواصل بين الجهتين تكون دورية ودائمة ممثلة بالوزيرين خليل وباسيل وتبحث في كيفية تطوير العلاقة وتنسيق المواقف وحل أي موضوع عالق، كذلك ستتضمن الورقة دعوة إلى الأفرقاء للتواصل والحوار وتعويم ثقافة "الاتفاقات الثنائية" على الخلافات.
وتخلص المصادر إلى أن ثمرة البحث خاصة في الأيام الثلاثة الماضية حيث عقدت لقاءات متتالية تميزت بجلوس باسيل وخليل على مأدبة الغداء، أدت إلى إنتاج "مسودة اتفاق" يعمل حالياً على اجراء التعديلات الطفيفة الاخيرة عليها ومن ثم ستعرض على الرئيس نبيه بري لنيل بركته على أن تبصر النور قريباً جداً وتصبح هي مقياس العلاقة بين الطرفين.
متابعون رأوا في إنجاز ورقة التفاهم بين "أمل" و "التيار" ان حصلت فستكون روقة دعم قوية للعهد الجديد، وتفاهم قوي بين الرؤساء الثلاثة قد تكون اقرب الى الترويكا، وسينتج عنها تفاهمات كبيرة ويجنب البلد العديد من المشكلات السياسية، واتخاذ الحوار سبيلاً وحيداً لحل المشكلات الوطنية لما يخدم مصلحة البلد بعيداً عن المقاطعة والتراشق الكلامي بين الاطراف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News