بو عاصي: القوات لا تعطي شيكا على بياض لأحد

أكد وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي أن الموارد لا تتأمن فقط بالضرائب وإنما بالإصلاحات الكثيرة التي يمكن اعتمادها لتوفر مداخيل كبيرة للدولة وتخفف من الهدر من دون تكليف المواطن اعباء ضريبية جديدة. وأشار الى ان حزب "القوات اللبنانية" قيّم مع خبرائه الضرائب المقترحة وهي ستطال كل شرائح المجتمع لا الشرائح الفقيرة فقط.

ولفت الى ان 40% من الضرائب القائمة لا تُجبى وإذا تم تحسين الجباية ستكون الإيرادات ثابتة. وتوقف عند ضرورة ضبط التهريب، مشيراً الى ان النقاط الجمركية في المرفأ والمطار تؤمن موارد مهمة للدولة، الا ان العقبة الأكبر هي في ملف الكهرباء الذي يكلف الخزينة ما بين المليار ونصف المليار دولار والمليارين.

الاشتباك هو فعليا بين "القوات اللبنانية" وانقطاع الكهرباء
اسف بو عاصي الى ان بعضهم ادرج مشروع "القوات" الاصلاحي في ملف الكهرباء في خانة الاشتباك مع "التيار الوطني الحر" فيما الاشتباك هو فعليا بين "القوات اللبنانية" وانقطاع الكهرباء، مشددا على ان الخطط جاهزة والمطلوب ايجاد حل يطبق في ظل تعاون بين جميع الافرقاء. وتابع: "لدينا وزير طاقة نشيط وهو يتابع ملفات الوزارة منذ 7 سنوات بحكم موقعه السابق، ونحن ننتظر منه أن يقدم تصوّره لانتاج الكهرباء، لدرسه بعمق. المهم اعطاء إشارة الإنطلاق للخروج من النفق المظلم من إنقطاع الكهرباء في لبنان".
وكرر ان "القوات" ليست مع اقرار السلسلة خوفا من التظاهرت بل لانها مطلب محق، لا سيما ان هناك شرخ إجتماعي خطير وإضعاف للطبقة المتوسطة التي تقوم عليها المجتمعات، معتبراً ان غياب النمو هو ما يضرب مقدرات مجتمعنا.

اعترضنا على الشكل في التعيينات لا المضمون
كما شدد على ان "القوات" اعترضت على الشكل الذي اجريت فيه التعيينات لا على المضمون أو الاشخاص وفي هذه النقط كان هناك تناغم مع "المردة". واكد انه لا يجوز طرح الأسماء في الحكومة وكأن على الوزراء فقط التصديق فالوزير ليس مجرد منصب وانما مسؤولية، مشيراً الى انه تم الإلتزام بعدم تكرار الأمر وهذا حق .

جهود "القوات" للوصول الى قانون انتخابي جديد مستمرة
بو عاصي تطرق الى قانون الانتخاب موضحا انه لا توافق على صيغة قانون الإنتخاب حتى الآن الا ان التوافق تم على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية، لان عدم اجرائها سيضرب صورة الدولة بالنسبة إلى الشعب وصدقيتها مع الخارج. واضاف: "الإنتخابات وضعت لإعطاء الشعب فرصة لمحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة وتجديد الثقة بها او استبدالها، وهذا وما يؤمن تداول السلطة". وجدد التأكيد ان جهود "القوات" للوصول الى قانون انتخابي جديد مستمرة، وهي منطلقة مما تم التوافق عليه مع "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، معتقدا أن المختلط سيكون نقطة الإنطلاق الاساسية لان بعض الأطراف ترفض القبول بالنسبية الكاملة والبعض الآخر يرفض الأكثرية المطلقة.
واوضح ان النائب أنطوان زهرا قرر الاعتكاف وابدى عدم الرغبة بالترشح مرة جديدة، وهو نائب قواتي لذا من الطبيعي أن تعلن القوات ترشيح شخص آخر ولا استبعاد لأحد.
وعن وضع "القوات" لسيناريو احتياطي في حال تجاوز المهل الدستورية لتجنب الفراغ، اجاب بو عاصي: "القوات ليست ضليعة بالـ Plan B وعندما تضع هدفا معينا تصب كل جهدها لتحقيقه، هدفنا الوصول إلى قانون إنتخاب وإجراء الإنتخابات لذا تركنا الإجراءات الأخرى للآخرين ولكننا لا نعطي شيكا على بياض لأحد".

اخلاقياً يجب الا يكافأ نظام قتل شعبه
تعليقاً على كلام الرئيس الاميركي دونلد ترامب عن المناطق الآمنة، سأل بو عاصي: "كيف يضمن المناطق الآمنة من دون وجود عسكره على الأرض؟ فهل هو مستعد لذلك؟".
وعن موقف الرئيس عون في القمة العربية من عودة الاسد الى الجامعة العربية، اشار الى ان "القوات" بشكل واضح ومطلق هي ضد عودة سوريا إلى الجامعة العربية عبر الأسد، اذ اخلاقياً يجب الا يكافأ النظام الذي قتل شعبه وهي عملية بحت اخلاقية قبل ان تكون سياسية. واعرب عن تأكيده ان الرئيس عون سيأخذ وجهة نظر الأطراف السياسية ليعبر عن رأي كل الشعب اللبناني، معتبراً انه إذا طرح الموضوع خلال القمة العربية سيخلق إشكالية كبيرة بين الدول العربية ولذلك استبعد طرحه.


حذار المس بالجيش فهو ضمانة الاستقرار الامني
رداً على سؤال عن تصريحات الرئيس عون عن سلاح "حزب الله" التي عطلت الاجواء الايجابية الناجمة عن زيارة السعودية وعن توضيح الرئيس لموقفه من القرار 1701 ، رأى ان التوضيح ساهم في تبديد الاجواء، مركزاً على ان عون حريص على الدولة ومؤسساتها.

وكشف الى انه في تعاطيه مع المجتمع الدولي لمس نوع من "نقزة" ولكنها لم تولد بعد هذا التصريح بل من قبل ذلك، اذ ولدت من توجه بعض الاطراف اللبنانية قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، موضحاً انه يطمئن المجتمع الدولي ان اللبنانيين حريصون على بناء الدول وسيادتها، ومؤكدا لهم ان موقف "القوات اللبنانية" واضح في ما خص السلاح "حزب الله".
كما حذر بو عاصي من المس بالجيش اللبناني، موجها التحية لقائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون، واضاف: "يحكى عن توقف الدعم للجيش اللبناني في حال كان هناك تشريع معين لسلاح "حزب الله" وهو ما يتنافى مع الـ 1701، لذا نحذر من المس بالجيش، فهو ضمانة الاستقرار الامني والعمود الاساسي في بنيان الاستقرار اللبناني".

القرار النهائي في طريقة مسح النازحين يبقى لمجلس الوزراء

في ما خص النازحين السوريين، اوضح بو عاصي ان لا مسح دقيقاً بهذا الشأن والـ UNHCR كانت تحصي السوريين وقد طُلب منها سابقاً توقيف الإحصاء ومباشرة وزارة الشؤون الاجتماعية بالأمر ولم ينجح الأمر بسبب غياب التصور الفعلي والمتطور والامكانيات اللازمة.

وشرح: "امامنا إما فسح المجال للـ UNHCR ان تستكمل الاحصاء على ان يطلب منها تسليم الداتا للدولة اللبنانية، أو الحل الثاني أن تقوم الدولة اللبنانية بالمسح عبر الأمن العام أو عبر مقاربة مشتركة بين الأجهزة الأمنية والشؤون الإجتماعية ". واشار الى انه اجرى دراسة مطولة ومفصلة لهذا الحل الذي اظهر انه يحتاج الى وقت طويل جداً لاجراء احصاء جدي، الا ان القرار يبقى لمجلس الوزراء.
وتخوف وزير الشؤون الاجتماعية من ان يكون المجتمع الدولي قد بردت همته تجاه النازحين، واللبنانيين والبنى التحتية التي عانت كثيرا جراء تداعيات النزوح، آملا ان يكون المجتمع الدولي متجاوبا أكثر مع متطلبات لبنان لمواجهة اعباء الازمة.