الاحدب: قرار مركزي وتقاعس محلي يعيق نهوض طرابلس

عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في مكتبه في طرابلس استهله بالتعليق على ذكرى 14 آذار: "فبعد مرور 12 سنة على ذكرى 14 اذار، تبدلت التحالفات وكثرت التنازلات واستشرى الفساد بما بات يهدد كيان وطن الارز بالانهيار".

وتابع:"فتهاوت الوعود وتساقطت الامال على طريق المصالح الشخصية والسعي للوصول الى السطلة. فطغت المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية الكبرى كما كتب الاستاذ غسان ريفي على موقعه الجديد "سفير الشمال، ونحن في طرابلس كنا نأمل أن تعالج مشاكلنا المزمنة وأن نعود تحت سقف الدولة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ولكن مع الأسف، تمذهبت الدولة وتبدلت الوصاية بوصاية أخرىـ وبدل العمل لعودة مناطقنا الى حاضنة الدولة والى لبنان أولا، تم العمل على عسكرة مناطقنا بطريقة ممنهجة من قبل السلطة السياسية الحاكمة وتم زج شبابنا في السجون".

وقال:"في ظل ما سمي السنية السياسية التي انتهت مع وصول العماد عون الى الرئاسة، أثبتت الارقام تراجع الانماء في مناطقنا التي تم افقارها و تهميشها. وبالتالي، عانت طرابلس في المراحل السابقة ما لم تعانيه اية منطقة اخرى من لبنان، فأصبح حزننا مكرر وموتنا مكرر عبر 20 جولة عنف حولت عاصمة الشمال إلى مدينة منكوبة تعاني من بؤس متمادي وبطالة مستشرية محرومة من أي مساعدة من قبل الدولة المركزية، بالإضافة إلى تعطيل الامكانات المحلية الكبيرة التي تملكها. فماذا اليوم والى متى هذا الحرمان؟".

اضاف:"أثبتت الأيام ان طرابلس ليست بحاجة الى مساعدات وخدمات من قبل محسن كريم من هنا او من هناك، بل هي بحاجة إلى قرار ومشروع دولة يحولها من منطقة عسكرية قابلة للتفجير بأي وقت إلى منطقة كباقي المناطق اللبنانية متاح لها الازدهار ولأهلها العمل. ولحماية لبنان من نيران المنطقة، لا بد من تغليب المصلحة العامة المغيبة ووضع حد لوجود لبنان ضمن معادلة تدويل العنف لدى القوى الكبرى".

اضاف:"ان الرئيس ميشال عون، رغم تمثيله سابقا لفريق من الفرقاء المتنازعين على السلطة في لبنان، الا انه اصبح اليوم رئيسا للجمهورية اللبنانية وذلك بموافقة جميع الاطراف الدولية والاقليمية دون استثناء. فهو اليوم رمز الدولة اللبنانية و نحن ابناء طرابلس بحاجة للدولة و نريد ان تعود الدولة الينا ولا نقبل الاصطدام معها. فنحن مع الدولة مهما تغيرت الاسماء و بصرف النظر عنها".

وتابع:"اننا نأمل بأن يكون عهد فخامة الرئيس ميشال عون خشبة خلاص للوطن ونعول على وطنيته من أجل إعادة لم شمل اللبنانيين، كل اللبنانيين، حول مشروع وطني شامل ينصف و لا يظلم، يجمع و لا يفرق, يقوي ولا يضعف".

وقال:"نحن مع الدولة و لسنا مع السلطة، السلطة المتمثلة بحكومات توافق مصالح السياسيين المتتالية التي لم تلحظنا يوما على خارطة لبنان, تلك الحكومات التي هي نفسها غطت استعمال طرابلس كصندوق بريد بين قوى اقليمية، ورطت شبابنا وقسمتهم الى مجموعات تتقاتل فيما بينها وفق أجاندات اقليمية، نحن في تعاملنا مع الحكومة لا نعترف سوى بالنتائج وهي حتى الان غائبة، والماضي لا يطمئن!"

واردف:"لا قرار سياسي لزيادة حصة طرابلس من التبادل التجاري عبر مرفقها، فعمل مجلس ادارة المعرض معطل بوصاية وزيرين في الحكومة المواطن بحاجة لمدة سنتين لاسترداد مستحقاته من الضمان الاجتماعي في طرابلس في حين يستردها بأسبوعين في باقي المناطق اللبنانية، حتى السلطة المحلية موضوع اليد عليها والمؤسسات العسكرية كانت وبطلب من السياسيين وبتوازنات غريبة بينهم تحمي من يحرض ويوزع السلاح بدل حمايتنا نحن أهل طرابلس الضحايا".

وتابع:"نحن لا نعارض اشخاصا، بل نعارض سياسات و ننتظر تعويضا عن السنوات العجاف التي عشناها في طرابلس. فهل يعقل ان تناقش الموازنة اليوم و ان يتم اقرار ضرائب اضافية على مدينة منكوبة؟".

وقال:"الموازنة هي رؤية الدولة الاستراتيجية, فأين نحن من لبنان وأين الدولة من طرابلس. فلو كانت هذه السلطة الفاسدة تريد فعلا تمثيل مصالحنا واعادة طرابلس على خارطة لبنان, فأقل ما باستطاعتهم فعله هو وضع اعفاء ضريبي لتجار طرابلس وكل من أراد أن يستثمر فيها على فترة "خمس سنوات" توازي تقريبا فترة جولات العنف التي ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من سكان طرابلس الأبرياء وذلك مع تراجع المستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي".

وتابع:"اننا نحذر من محاولات اعادة انتاج البؤر والمربعات الأمنية التي لم نتوقف يوما عن ادانتها لما لها من اهداف مشبوهة على المدينة و على الوطن. وأيضا نحن في مرحلة تأسيسية في لبنان تم فرز القوى السياسية الى مذاهب، فتقاربت الطوائف والمذاهب من بعضها لوضع مطالبها الا نحن، فدولة الرئيس الشيخ سعد لم يتحالف مع أحد ولم يستشر حتى أحد ويعتبر حقوق السنة مؤمنة فقط بوجوده في السلطة".

وقال:"نحن نذكر بأن هنالك ورقة للمبادرة السنية وقع عليها أطراف من 14 ومن 8 ووسطيين وأحزاب ملتزمة وأحزاب غير ملتزمة وشخصيات فاعلة وضعت ثوابت لما يريده سنة لبنان، فإن لم يلتزم بها الرئيس فهذا يعني بأنه يمثل مصالحه حصرا".

واعتبر:"ان في استقرار طرابلس والشمال مصلحة حيوية لجميع اللبنانيين لما يمثلان من خطوط دفاع اولية عن الوطن في ظل تفاقم الحرائق من حولنا وانسداد افق التسويات الاقليمية والدولية. نحن مع محاربة الارهاب و لكن مع الاسف الدولة لغاية اليوم تحمي المحرضين والمحركين وتعاقب شباب طرابلس الابرياء، فمعارضتنا في طرابلس يجب أن تكون للحكومة ولهذه السياسات لا أن تكون للدولة والمؤسسات".

وقال:"ان التهجم على الدولة تحت ذريعة أنها صنيعة ايران وهذه المغامرات و العنتريات الفارغة التي نشاهدها يوميا في طرابلس منذ ما يقارب السنة، تعطي ذرائع للدولة ومؤسساتها بان تواجه ابناء طرابلس و تهمش المدينة فلا يجوز اعطاء اي ذريعة لاي فريق يعيق الانماء في مدينتنا. وعلى الدولة أن تعاقب من يحرض و يتمرد عليها ولكن لا يجوز ان يعاقب اهل المدينة تنيجة هذه التصرفات كما هو الحال منذ الثمانينات".

وتابع:"هنالك من انشق عن السلطة التي كان مشارك بها الأمس تحت ذريعة الحفاظ على القضية، فعن اي قضية تتحدثون؟ هل كانت قضية رفيق الحريري تحويل لبنان الى ساحة قتال؟ و نسمع من يطالب بتبرعات بخمسة ملايين دولار تكلفة خوضه الانتخابات. تطالبون بخمسة ملايين لشراء الناس والادعاء من بعدها ان طرابلس تريد قتال الدولة لانها صنيعة ايرانية فتضرب طرابلس مجددا باجماع اقليمي و دولي ومن ثم تعودون انتم الى السلطة؟ اتق الله في اهل طرابلس و كفاك نفاق!"

وتابع:"باسم التغيير صادروا السلطة المحلية مستعملين مقدرات المدينة و مواردها لتحقيق مصالحهم الخاصة. ثلاث مليارات في موازنة البلدية تحت بند اعياد و تشريفات و لم تصرف ليرة واحدة على الشؤون الصحية والاجتماعية لأهل المدينة....هذا ليس تغيير هذا نفاق".

وقال:"لا احد يستطيع ان يدعي تمثيل طرابلس حصريا ويجب وضع حد للأجواء المسمومة الناتجة عن نزاعات سخيفة مثل صور وشعارات".

وختم:"كنتم جزء من السلطة ورأينا تنيجة ممارستكم للحكم في وزارة العدل. غطيتم توقيف شباب من طرابلس تعلمون علم اليقين انهم ابرياء لانكم تعلمون من سلح ومول و حرض. وحميتم من سلح وحرض و مول مستغلين وجودكم على رأس وزارة العدل.

واخيرا دعا الاحدب الرئيس سعد الحريري الى "دعوة الجميع بمن فيهم الريفي للكف عن المناكفات الشخصية ورسم خارطة طريق في هذه المرحلة الدقيقة تكون فقط لمصلحة طرابلس".