لم يكن ممكناً قراءة عراضة "الكتيبة المقنّعة" في أحد معاقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الجمعة الماضي بمعزل عن "البازل" الانتخابي، علماً ان التحريات السياسية نشطت لليوم الثاني على التوالي لمعرفة الأبعاد الفعلية لهذا التطور الذي أُعطي تفسيرات عدة بينها:
* انه رسالة ذات طبيعة أمنية لتزامُنها مع اجتماع موسّع عقد في القصر الجمهوري وضمّ وزراء وقادة أمنيين خلص الى قرار باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في المطار والمرفأ وعلى المعابر الحدودية، وكأن "حزب الله" أراد القول "نحن هنا" في حركة الهدف منها إفهام الجميع بضرورة عدم التعرض لـ "الإمتيازات" التي يتمتع بها في تلك المرافق.
* رسالة ذات طبيعة سياسية تشبه حركة "القمصان السود" في العام 2011، التي نجحتْ حينها في قلب الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فأطيح بسعد الحريري لمصلحة مجيء نجيب ميقاتي. أما الهدف الآن من فرقة "الملثمين" فالضغط في اتجاه تغليب خيار "حزب الله" في قانون انتخاب قائم على النسبية الكاملة.
* رسالة ذات طبيعة إجتماعية القصد منها إحداث صدمة في البيئة الحاضنة لـ "حزب الله" بعدما انفلش الفلتان الإجتماعي كتعاطي المخدرات والإتجار بها وفرض الخوات والحروب بين "المافيات" التي تتنافس على احتكار خدمات كالكهرباء والمياه والساتيلايت، وهو الأمر الذي استدعى "النزول على الأرض".
وقالت أوساط مهتمّة بما يجري في الضاحية أنه سبق تشكيل لجان شعبية في أحياء الضاحية تضمّ عناصر من "حزب الله" من أبناء تلك الأحياء وآخرين من العائلات والعشائر هدفها حفظ أمن الناس وسط تراخي الدولة وأجهزتها، نافية أن يكون لما شهده برج البراجنة أي أبعاد سياسية داخلية أو خارجية، فالأمر يقتصر على إعلان المواجهة في وجه ظاهرة المخدرات وحفظ الأمن الاجتماعي للأهالي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News