خاص موقع التحري- ربيع دمج-
على مدار خمسة أيام متتالية ( بدأت الأسبوع الماضي) عاشت شوارع عين الرمانة وعبد الكريم الخليل وأسعد الأسعد وشوارع أخرى حالات مريبة وغريبة من السرقات المتشابهة في طريقة التنفيذ وكيفية التخطيط لها.
تعددت العمليات (ولاتزال جارية حتى الساعة)، الفاعل واحد هو رجل طويل القامة ضخم الجسد ( شبه رياضي) حليق الرأس يضع قبّعة على رأسه و يحرص في كل عملية على وضعها ليخبأ وجهه من كاميرات المراقبة أو التعرّف إليه بسهولة.
خمسة أيام رافقتها حتى الساعة خمسة سرقات تمت في ذات المحيط بجرأة تامة من قبل ذلك اللص الضخم المتخصص في سرقة محددة آلا وهي أجهزة الهواتف حصراً، أما الجديد في ذلك هو أنه يدخل إلى ضحيته بكل هدوء حاملاً إلى جانب حقيبة جلد يضع فيها "راوتر" الخاص بتشغيل الإنترنت، يحمل أيضاً معلومات مهمة عن الضحية كما فعل في آخر مرة حين دخل على محل البسة ( يوم السبت الماضي) في شارع عبد الكريم الخليل الرئيسي ووجد سيدة خمسينية وطفلة لا تتجاوز الـ11 سنة فسألها عن والدتها قائلاً "أين فاطمة" لتجيبه الطفلة "مش هون راحت مشوار وجاية"، لتسأله حماتها " شو بدك يا إبني منها"، وبإبتسامة فيها شيئ من الطيبة والسكينة قال "جاية ركبلكن إنترنت بالمحل"، وبحسب إفادتي فاطمة وزوجها في حديث مع موقع "التحرّي" فقد قام الرجل الثلاثيني ( حسب مواصفاته التي ظهرت ملامحه في إحدى كاميرات المراقبة) بوضع حقيبته جنباً وتظاهر كأنه يركّب شيئاً ما ثم طلب من الطفلة وجدتها بإعطائه هاتفهما كي يتأكد من أن النت يعمل بخير، وذهب بهما خارج المحل وإختفى ولم يعد، وبقيت الحقيبة الفارغة وفيها ماكينة "الراوتر" التي لا تعمل أصلاً ويبدو أنها حصل عليها من مستوعب نفايات.
الحادثة ذاتها حصلت قبل يوم في العمارة الملاصقة لمحل الألبسة، وكأن هذا اللص يراقب حركة المنازل والسكان جميعاً ويعرف أسمائهم تماماً، لدرجة انه يطرق الباب بهدوء ويسأل عن صاحبة أو صاحب المنزل، تماما كما حصل مع "عايدة.خ" التي إتصلت قبل يوم من السرقة في منزلها بموزع "كابلات الإنترنت" على أهل شارع العريض في الشياح، كون "النت" منقطع عندها.
بالصدفة أنه في اليوم التالي حضر اللص وسأل عن "عايدة" بالإسم لم يجدها في المنزل فقال لإبنتها بأنه سيدخل لتصليح العطل وفي في إطار مشهده التمثيلي المعتاد طلب من الإبنة إعطائه هاتفها كي يجرّب وضع "النت" على أن يصعد به إلى السطح للتأكد، فحمله وخرج من العمارة ولم يعدّ وأيضاً ترك الحقيبة كما عادته.
السرقات المتلاحقة حقق بها مخفر "الشيّاح" ولم يصل إلى نتيجة بعد، لكن هناك بعض التحفظات لدى الضحايا حول عدم التحقيق بشكّل جدي إذ لم يأتي أحداً لرفع البصمات عن الحقائب مع العلم أنها الدليل القاطع والوسيلة الأسرع للقبض على اللص، وكما هو معروف فأنه بعد مضي 24 ساعة تختفي البصمات وهذا ما حصل مع جميع الضحايا إذ لم ترفع بتاتاً وبقيت الحقائب الفارغة في أمكنتها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News