خاص موقع التحري -ربيع دمج-
على مدار ثلاث سنوات متتاليية وطوال مدة توقيفها داخل سجن بعبدا النسائي، وفي جميع جلسات الإستماع إلى إفادتها كانت تصرّ الأثيوبية "تابيتا تانغا" على أقوالها "لا لم أقتل طفلتي، لقد وُلدت ميتة، وقد وضعتها داخل كيس كي لا أزعج مخدومتي وكي لا أنفضح".
تابيتا التي لا يتجاوز سنها الـ25 سنة أتت إلى لبنان في العام 2013 لتعمل لدى "م.ش" في منطقة الجناح، بعد مرور خمسة أشهر فقط من وجودها في لبنان أدخلت إلى مستشفى النبطية الحكومي بحالة نزيف رحمي، والسبب لدخولها هذه المستشفى البعيدة عن مكان عملها في بيروت كونها كانت تمضي أيام العطلة الأسبوعية مع عائلة مخدومتها في منزل العائلة بالجنوب حين حصلت الكارثة.
وفي تفاصيل الواقعة التي تعود أحداثها إلى العام 2013، وصلت "تابيتا" إلى بيروت وهي من صديقها في أثيوبيا ضمن علاقة غير شرعية كانت في شهرها الرابع لدى وصولها إلى لبنان. والغريب في الموضوع أن الفحوصات الطبية لم تظهرها بوضع الحامل أو ربما هناك عملية تزوير في الأوراق حصلت بين مكتب لبنان ومكتب إثيوبيا.
في تاريخ 11 تشرين الثاني من العام 2013 حلّ موعد الولادة، وبدأت آلام المخاض تفتك بجسدها، لم تخبر أحد بالموضوع وعضّت على وجعها لتواجه مصيرها بمفردها وتضع مولودتها داخل غرفتها في منزل مخدومتها من دون مساعدة أحد، والمخدومة آخر من يعلم أيضاً.
بعد ولادة الطفلة (قالت في التحقيقات معها أنها ولدت ميتة)، وضعته داخل كيس من النايلون في خزانة ملابسها بعد يومين فقط باتت رائحة كريهة تفوح من المنزل في الوقت الذي أصيبت به بنزيف حاد، ما اضطرّها إلى إخبار مخدومتها لإسعافها.
بناء على تلك المعلومات، إنتقلت دورية من فصيلة بئر حسن إلى المنزل الذي تعمل فيه الفتاة، حيث تمّ العثور على كيس من النايلون بداخله طفل ميت حديث الولادة. كما إنتقل الطبيب الشرعي أحمد المقداد فجر اليوم نفسه إلى المنزل المذكور، وكشف على المولود وأعدّ تقريرا مفاده أنّ المولود هي أنثى مكتملة النمو، وزنها أكثر من ثلاثة كيلوغرامات ونصف، حبل الصرّة مقطوع بشكل غير طبّي، جثّة الطفلة ملفوفة بكيس من الورق وموضوعة داخل كيس نايلون.
بعد تشريح الجثّة لمعرفة ما إذا كانت قد وُلدت حيّة أم ميتة، أكّد الطبيب المذكور أنّها ولدت حيّة وبعدها حصلت الوفاة، لأنّ الرئة كانت ممتلئة بالهواء، وأنّه أحيانا قد يولد الجنين دون أن يصرخ فيتمّ ضربه على ظهره أو يُستعان بآلة لإخراج السائل من المجرى لمساعدته على التنفّس بشكل طبيعي ولكي يبكي، مشيراً إلى أنّ الرئة تكون متوقّفة عن العمل ولا تحتوي على هواء داخل الرحم، وهي لا تمتلئ بالهواء إلّا بعد الولادة في حال ولد الجنين حيّاً، عندها تبدأ الرئة بالعمل من تلقاء نفسها، ومن الممكن أن تكون الوالدة ظنّت أنّ الطفلة ولدت ميتة لأنّها لم تصرخ.
وبالإستماع إلى صاحبة البيت، أفادت أنّها رأت دماءً في غرفة المتهمة وكانت الرائحة كريهة في الداخل، فطلبت من خادمتها الثانية ومن الناطور تنظيف الغرفة ريثما تنقل "تابيتا" إلى المستشفى، وطلبت من ابنتها الإشراف على أعمال التنظيف، والتي اتصلت بها لاحقاً وأخبرتها أنّه تمّ العثور على كيس من النايلون على السرير في غرفة العاملة المذكورة وبداخله مولود ميت، فخابرت القوى الأمنيّة بالأمر، وأكّدت أنّها لم تكن تعلم بأنّ خادمتها حامل أو أنها وضعت طفلا في المنزل.
في آخر جلسة لها وبعد مواجهتها بتقرير الطبيب وشهادة الشهود، إعترفت بأنها قتلت طفلتها عن طريق الولادة الخطأ (وقالت سابقاً طفلها ولد ميتاً كونه لم يصرخ وأنّها تجهل جنسه)، وأن أجهضت نفسها بطريقة خاطئة لتستر نفسها من فضيحة كبيرة بين ربة عملها وبين أهلها في أثيوبيا كونها حملت سفاحاً من شاب هناك.
بررت " تابيتا" جريمتها، هي أيضاً ضحية علاقة عابرة ومجتمع لن يرحمها، ولتطبيق القانون بشكل عادل فقد حصلت على عقوبة سجن لمدة أربع سنوات مع إحتساب فترة توقيفها بقرار من رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان القاضي عبد الرحيم حمود كون الموقوفة حملت سفاحا، جراء علاقة جنسيّة مع صديق لها في أثيوبيا، وقد عمدت على قتل مولودتها فور ولادتها وهي حيّة ووضعتها في كيس من النايلون.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News