"ليبانون ديبايت"
باتت بعض المدارس في لبنان تتسابق على الظفر بمكتسبات يوفّرها النازحون السوريون. أظهرت الأرقام والدراسات والأبحاث سابقاً أنّ 42% من السّوريّين هم أطفال في سنّ الدراسة، من بينهم أكثر من 280 ألف طفل نازح سوري في لبنان، الأمر الذي دفع الهيئات الدوليّة إلى رفع قيمة التعامل مع لبنان ورفد القطاع العام والمجتمع الأهلي بالمساعدات من أجل سدّ الثغرات في الخدمات التعليميّة للاجئين السّوريّين.
أسّس في وزارة التريبة برنامج شامل لتعليم السوريين في لبنان مدعوم من الأمم المتحدة ومنظمات ومانحين دوليين وهيئات اجتماعية غير حكومية، إذ خصّ به مبالغ خاصّة تقدّم كمساعدات إلى الوزارة التي تقوم بصرفها بانتظام على المدارس، بيد أنَّ هناك دائماً من يشزّ عن القاعدة خدمةً لغاياتٍ خاصّة ويراكم الاستفادة على ظهر غيره.
مصادر تربوية تكشف لـ"ليبانون ديبايت"، عن استغلال مالي لتعليم السوريين يحصل في مدرسة ايعال الرسمية التابعة لقضاء زغرتا، حيث هناك عملية غشٍّ تتعرّض لها الوزارة والمفتّشين على حدٍ سواء، تؤدّي بالنتيجة إلى جني استفادات ماليّة للجيوبٍ الخاصّة. وتؤكّد المصادر، أنّ المدرسة رفعت عند بداية العام الدراسي لائحة تضمّ 205 اسماً لطلابٍ سوريين يدرسون في صفوفها، إذ من المفترض أن تقوم الوزارة بسدِّ النفقة عنهم.
لكن لاحقاً، تبيّن أنّ هناك 65 طالباً فقط يتلقّون تعليمهم في المدرسة وليس 205، ما يدلّ على وجود تلاعبٍ في اللوائح. يُفتَرض، بحسب المصادر، أن يجري إعداد بيانات الطلّاب وفاقاً للوائح إلكترونيّة من خلال استخدام برنامج عبر Ipad، لكنّ المدرسة المُشار إليها، تقوم بإعداد اللوائح بطريقةٍ يدويّة، ما يعرّض النتائج الصادر عنها لسهولةٍ في التلاعب.
التلاعب هذا ينسحب على المفتّشين الذين يتعرّضون لعملية خداعٍ عند زيارتهم إلى المدرسة، حيث يجري ملء الصفوف من الطلّاب الـ65 الموجودين من خلال توزيهم على الصفوف الباقية لإيهام المفتّشين بشغول كامل الصفوف من الطلّاب. لا ينحصر التلاعب أيضاً بمسألة الطلّاب، بل يصل إلى عملية نقل الطلّاب، إذ تؤكّد المصادر التربويّة، أنّ إحدى المؤسّسات الاجتماعية اللّبنانيّة، امتنعت عن الاستمرار في دفع الأموال لقاء نقل الطلاب بعد تأكّدها من حصول عمليات تلاعب في الحسابات وجني استفادة مالية غير مشروعة، وتالياً تؤكّد المصادر التربوية أنّ "الغشّ في عدد التلامذة يقابله زيادة في عدد ساعات التدريس أي زيادة عدد المعلّمين" وهنا مكمن الهدر الثاني.
ما يجري في مدرسة ايعال الرسمية يمكن وضعه تحت إطار الاستفادة غير المشروعة من أموال الهيئات المانحة، نضعه برسم وزير التريبة مروان حمادة لإجراء المقتضى بحقّه، خاصّة بعد بروز معطيات تؤكّد أن أحد نوّاب المنطقة يقوم بتغطية إدارة المدرسة المتّهمة بالتلاعب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News