"ليبانون ديبايت":
اعتبرت الباحثة في علم الإجتماع السياسي، عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المردة ميرنا زخريا، أن المربح الأول، من عمليات جرود عرسال والقاع، هو خروج عناصر جبهة النصرة من لبنان، وما تمثله من إرهاب من شأنه أن يُهدد الأمن في لبنان ككل. بالإضافة إلى أنهم خرجوا بأسلحتهم الفردية لا غير وبالتالي تركوا وراءهم المعدات الثقيلة التي لن يعود بإمكانهم إستعمالها في ظرفٍ يصعب عليهم تأمين غيرها بسبب الشحّ المادي الذي أصابهم مؤخراً. كما أن تجميعهم في منطقة جغرافية واحدة يُسهل محاصرتهم ومراقبتهم في إدلب.
وأضافت زخريا، في حديث لـ "ليبانون ديبايت"، أنه "كذلك إطلاق الأسرى الذين كانوا محتجزين وتسليم الجثث إنما هو خطوة هامّة جداً فهؤلاء الشباب والشهداء هم أبنائنا وبعودتهم خسرت جبهة النصرة آخر ورقة ضغط تفاوضية لديها. واليوم وبعد أن تم تطهير عرسال واستلم الجيش، فشبه المعركة ذاتها نشهدها مع عناصر داعش في جرود القاع.
وأكدت أنه، "للجيش الدور الأكبر، فهو الذي أطلق الشرارة الأولى لعملية تطهير جرود عرسال، ما أعطى المعركة بُعداً وطنياً جامعاً وها هو حالياً يستكمل في القاع دفاعاً عنّا جميعاً"، مضيفةً، "ولا تنتهي تضحياته هنا، ففي مرحلة لاحقة تقع على عاتقه مسؤولية يُطهّر التلال من الألغام العشوائية المزروعة وينشر الألوية ويضبط الحدود تمهيداً لعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية".
واعتبرت، "أن مَن يبثّ "روح التنافس" بين عناصر الجيش وعناصر المقاومة، إنما هو بمثابة مَن يَخون ويُخوّنِ الإثنين معاً في آن واحد، سيّما وأن المطلوب في هذه المرحلة بالذات أن يبثّ "روح التكامل" بين عناصر القضية الواحدة والهدف الواحد، ألا هو أمن واستقرار لبنان. بالحقيقة يكفي أن نتساءل لو أن أحد أولادنا هو الآن على الحدود يقاتل داعش، أما كنّا نتمنى أن يكون إلى جانبه مزيداً من الحماية ومزيداً من القدرة الدفاعية".
وأشارت إلى "أن حزب الله، أصبح صاحب إنتصاراتٍ متتالية في السنوات الأخيرة، وذلك لأن القتال والحرب يفرضان توفّر ثلاثة عناصر أساسية، أولها المعدّات التي من دونها يعود كل فريق أدراجه وهي متوفّرة عند كافة الجهات. ثانياً الخبرات التي هي في تقلّب مستمر وقد أثبت عناصر الحزب بأن لديهم خبرة متطورة في التأقلم وربّما التدرّب في مختلف الظروف الجغرافية والبيئية والزمنية".
وأضافت، "لعل الميزة الخاصة تبقى المعنويات الهائلة حسبما تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي وهذا الأمر يضعهم عالياً عند المقارنة بينهم وبين مختلف العناصر التي قاتلت بوجههم. لذلك من الصعب جداً مُجاراتهم إذ هم ليسوا بحاجةٍ إلى هدنة، لذا تراهم يتقدّمون ميدانياً خلال المعركة تحت القصف والقذائف. وعليه، ليس غريباً أن يُسطّر بإسمهم في يومٍ ما "عِلماً عسكرياً" خاصاً بهم، ذلك أن رجال المقاومة رجالاً مبدعين في فن القتال والدفاع".
وأكدت، أن "موقف المرده بالنسبة لحزب الله لم تصبه التقلبات في بورصة الصعود والهبوط التي تُمسك بها الظروف الطارئة داخلياً أو خارجياً على غرار بعض الأحزاب. فطالما لبنان في خطر وطالما هناك مُحتل لأرضنا وطالما هناك مُعتدي على أمننا، نحن نقف إلى جانب الحزب ونثق في تكتيكاته العسكرية. موقفنا ليس آتٍ لا من فراغ ولا من تشبّص، إنما موقفنا يستند إلى قراءة موضوعية هادئة تطال شقّين، من جهة الدفاع عن الوطن أكان المعتدي إسرائيل أو الإرهاب ومن جهة ثانية الإعتراف بأننا دفعنا ثمناً منخفضاً مقابل ما دفعته دول الجوار".
وعن موقف المرده اليوم من سوريا، قالت زخريا: "يبدو من تسلسل الأحداث المتسارعة بأن معركة الحسم مع الخلايا الإرهابية سوف يكون مقرّها الأراضي السورية وذلك حسبما يبدو بعد تطويقها في مناطق محددة وبالتالي سوف تكون معركة الختام بعهدة الجيش السوري وحلفاءه. إن التكابر لا يجدي نفعاً ذلك أن إنقلاب الموازين جارٍ على قدمٍ وساق، منها يعود في لبنان إلى تضحيات الجيش اللبناني ومنها للمقاومة والجيش السوري، ما أدى إلى معادلة ناجحة قيامها هزيمة الإرهاب بعد طول معاناة.
ورأت، أنه "من المفترض أن يكون للجميع نفس الشعور ضمنياً حيال النصر إنما ترانا نتمايز ساعة الإدلاء بتصريح وذلك في محاولة لحفظ ماء وجه الخط السياسي والتناغم الخارجي الذي لطالما يكون واحدهم قد دافع عنه. ومهما يكن من قيود عند بعض الشركاء في الوطن، إلا أن عنوان المرحلة القادمة هو إعادة العلاقة مع سوريا، ولعل مسيرة رئيس تيار المرده التي قامت واستمرت على معيار " الند للند " هي الأنجع، بعيداً كل البعد عن كلٍ من الإنبطاح والإستعلاء".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News