"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
هي ساحةٌ احتضنت الوطن ودافعت عن أرضه وشعبه، وشهدت على نضال أبطالٍ لبنانييّن آمنوا بالقضيّة وأرادوا أن يُحافظوا على الهويّة. هي ذكرى لبنانيّة ملأت صفحاتها الدماء وحُوصِرَت خلف القطبان، لتكتب مستقبلاً مُعافىً ينبضُ بالحياة عنوانه حريّة وكرامة لبنان.
قبل يومين، نظّم "التيّار الوطنيّ الحرّ" احتفالاً في الذكرى السّادسة عشرة للسابع من آب في ساحة العدليّة - قصر العدل في بيروت، تمّ خلاله إزاحة الستارة عن النصب التذكاري الذي صُنِعَ خصّيصاً للذكرى التي تستحقّ أن تبقى وتُخلّد، بعدما شكّل السّابع والتّاسع من آب محطّتين أساسيَّتين من محطّات التحرير، رسمِتا خط الانطلاق في مسار الحرية والسيادة والاستقلال.
"هي انتصارٌ على الذّات، نضال شبابٍ حملوا سلاح الأمل في معركة التحرّر من الوصاية والتسلّط والظلم والاحتلال، وعلى الرغم من الألم والاعتقال والضرب المُبرح، والاعتداءات، بقيت الإرادة؛ فأحيت القضيّة، التي أضاءت شعلة الحريةّ’ وأنارت الطريق من ساحة 7 آب إلى بيت الشعب"... بهذه الكلمات وصف عضو اللّجنة التنفيذيّة ورئيس قطاع الشّباب السّابق في التيّار الوطنيّ الحرّ المهندس فادي حنّا ذكرى السّابع من آب، قائلاً: "إنّ هذا التاريخ، هو نهار واحد في رُزْنامة النضالات التي تعني الشباب اللّبنانيّ سواء شارك في 7 آب 2001، أم لم ينضمّ إليه، إذ إنّ أهميّته تكمُن في رمزيّته، وفي الانتصار الذي مرّ بمراحل كثيرة وأوصلنا إلى الانتفاضة الكبيرة التي أخرجت المُحتلّ عام 2005، وبعدها استمرّ المشوار النضاليّ حتّى تحقيق الانتصار الكبير بتاريخ 31 تشرين الأوّل 2016".
حنّا، الذي كان من المُشاركين في السّابع والتّاسع من آب عام 2001، وتعرّض للضرب بكلّ الوسائل والأساليب، فالملاحقة، والتهديد، اعتُقِلَ تسع مرّات من عام 1997 إلى سنة 2005، كما تعرّض في التّاسع من تمّوز عام 2015 للضربِ خلال تحرّكٍ كان ينظّمه "التيّار الوطنيّ الحرّ" للمطالبة بحقوق الشعب اللّبنانيّ، يروي لموقع "ليبانون ديبايت"، بفرحٍ وفخرٍ و"دمعة" لحظات ستبقى في ذاكرته وستشكّل حافزاً لديه للاستمرار والبقاء والدفاع عن لبنان ويقول: "إنّ الاحتفال الذي شاركتُ فيه قبل يومين، أعادني إلى الوراء، فشاهدت شريط الأحداث والوقائع، لدقائق، فبينما كنتُ أتأمّل قصر العدل، تذكّرتُ كلّ أنواع الضرب والاعتداء والاعتقال الذي تعرّضنا له، في حين كان هناك نوّابٌ "يتفرّجون" من بعيدٍ، على الدماء وهي تسيل، والأيدي التي تُكبّل أيادي المناضلين، بانتظار انتهاء هذه الاعتداءات حتّى يُدلوا ويُصرّحوا لوسائل الإعلام مستنكرين ما يحدث"، مضيفاً: "أتذكّر أنّي في هذا التاريخ انتصرت على ذاتي، ولا أنسى "اللّواء المُتقاعد" نديم لطيف وما تعرّض له هذا الرجل "الآدمي" من قبل رموز النظام وأزلامه هو الذي يتمتّع بتاريخٍ نظيفٍ ووطني كبير".
وإذ أكّد حنّا أنّه: "في ذاك الوقت طالبنا بالحريّة والسّيادة والاستقلال فكان أن تحقّق هذا الحلم. كنّا منبوذين حتّى من قِبَل الناس التي كان ينتابها الخوف، فأصبحنا "محضونين"، كان البعض يحتقر تحركّاتنا ويتبرّأ منها، وبات الأشخاص نفسهم يُقدّرون تضحياتنا ويتبنّون نضالنا. كنّا ممنوعين من النزول إلى السّاحة، فباتت السّاحة ساحتنا"، كشف ما حصل معه يومها، فقال: "بينما كنتُ أتعرّضُ للضرب، وقع شيء خاصّ له أهميّة كبيرة عندي، فأضعته، ولم أتمكّن من العودةِ إلى المكان للبحث عنه، أمّا اليوم فقد وُضِعَ النصب التذكاريّ في السّاحة نفسها، في ساحتنا".
وأشار حنّا إلى أنّ "النضال ليس مرحليّاً، وبمجرّد أن يُدفع مقابلاً له يتحوّل إلى استثمارٍ، فهو حافزٌ، يجب أن يدفعنا "إراديّاً" إلى الأمام، إلى وطنٍ يبنيه الشباب لأولادهم وأحفادهم، إلى أرضٍ تتّسعُ للجميع، من هنا ضرورة وضع برنامجٍ ووجهةٍ أساسيّة لأيّ تحرّك، وخريطة طريقٍ للوصول إلى تحقيق أحلامنا، ونحن ما نزال في بداية مشوار الإصلاح والتغيير".
وردّاً على الأخبار التي تتحدّث عن خلافاتٍ كثيرة تحصل في "التيّار الوطنيّ الحرّ" وقد تقضي عليها، قال حنّا: "منذ أن كُنتُ في الجامعة وأنا أقرأ وأسمع كلاماً يؤكّد "نهاية" التيّار، فكان عام 2005، وأتى العماد ميشال عون، ويومها وصفتُ عودته إلى لبنان، بالتسونامي، فكانت الانتفاضة، والاستقلال، إلى أن وقّع الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله والعماد عون في عام 2006 ورقة التفاهم، فانتشرت كذلك أحاديث تروي نهاية التيّار، فأتت نتائج الانتخابات النيابيّة لتؤكّد حجم التيّار وتمثيله الشعبيّ الكبير، وهكذا دواليك، وها نحن اليوم نعيش في وطنٍ يرأسهُ العماد ميشال عون، في حين نجد أنّ الانتساب إلى "الوطنيّ الحرّ" في تزايدٍ مستمرّ ولافت، ما يدلّ ويُثبتُ أنّ التيّار باقٍ وينتشر بشكلٍ سريعٍ وسيصبح بمثابة مؤسّسة كبيرةٍ في تقدّم متواصل".
وختم حنّا بالتشديد على أنّ "التيّار الوطنيّ الحرّ، مرّ بمرحلتين، الأولى مع العماد ميشال عون الذي سلّم الأمانة ورئاسة التيّار إلى الوزير جبران باسيل، لتبدأ معه المرحلة الثانية، وقد نكون خسرنا العماد عون على صعيد "التيّار" لكن الآن رَبِحَهُ لبنان ككلّ أرضاً وشعباً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News