"ليبانون ديبايت":
حمل سفير دولة الكويت في لبنان عبد العال القناعي، في زيارته إلى وزير الخارجيّة اللّبنانيّ جبران باسيل، رسالة احتجاجٍ رسميّة من وزارة الخارجيّة الكويتية على "ممارسات حزب الله العدائيّة ضد دولة الكويت"، إذ تكشف الرسالة "التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال وتوفير وتقديم أسلحةٍ وأجهزة اتّصال والتدريب على استخدامها داخل الأراضي اللّبنانيّة لِمَا سمّي بخليةِ البعدلي".
حزب الله الذي غسل يده من القضية تابعها على ثلاثة مستويات؛ الأوّل هو تعليقٌ صدرَ عن ممثّل الحزب في الحكومة، الوزير محمد فنيش، الذي اعتبر أنّ "الاتّهامات لحزب الله بموضوع العبدلي خاطئة وعارية من الصحّة"، أمّا الثاني فموقف الأمين العام السيّد حسن نصرالله الذي قال إنّ حزب الله "يكنّ للكويت كلّ خير" والثالث تولّاه الرئيس نبيه برّي الذي فتح قناة اتّصالٍ "سريّة" بين حزب الله والدولة الخليجيّة أملا بالحلّ.
وإذ يبدو أنّ الوساطة وجدت طريقها للحلّ بناءً على الموقف الذي صدر من برّي وعنوانه "التقدير لجهود الكويت في الصمود" بدأت ترسم علامات استفهامٍ عن الرسالة وجدواها كون الكويت فتحت قناة اتّصالٍ مع الحزب، فلماذا إذاً هذه "الدوشة"؟
هنا لا بدَّ من الإشارةِ إلى أنّ الكويت التي نشطت على خطِّ بيروت، كانت في المُقابل تُعزِّزُ علاقاتها على خطِّ طهران، في مشهدٍ قُرِأ على أنّه "انفصامٌ سياسيٌّ واضح". فلماذا تشدُّ الكويت على بيروت وتُرخي مع طهران؟
تقول مصادر دبلوماسيّة لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ واقع الأمور في الكويت يفرض نفسه، فهي دولةٌ لا تبتغي النزاع مع أحد، وسُجِّلَ لها على المستوى الخليجيّ قيادة "مبادرة حلٍّ" بين أعضاء مجلس التعاون، فضلاً عن أنّ المُكوّن الشيعيّ يُعتبر جزءاً أساساً من تركيبةِ الدولة، وبالتالي لا تبتغي الدولة أيّ خلافٍ مع هذا المُكوّن لمصلحة استتباب الأمور في البلاد.
وتُعلّق الأوساط على خُطوةِ الرسالة باعتبارها إجراءات شكليّة تحفظ للكويت ماء الوجه مع السّعوديّة، وتريد أن تبقى خارج دائرة النِّزاع مع الرياض. خصوصاً بعد المواقف الأخيرة الصادرة عن السعودية تجاه "حزب الله" وإيران والملفّ برمّته والتطوّرات الأخيرة التي حصلت خصوصاً تجاه قطر، ما يدفع بالكويت إلى تدوين أحرف الرسالة لتخرجَ ومن ثمّ تدبير أمرها، كي لا تُوضع بموضعِ الحَرَج.
واعتبرت الأوساط أنّ "الكويت ليست في طور الدخول بنزاعٍ مع حزب اللّه لأنّها تدري جيّداً تركيبتها الداخليّة وتأخذ بعين الاعتبار صلة الارتباط بين الحزب والمجتمع الكويتيّ، كذلك لا تُريد التضحية بدورِ الوسيط مع إيران بسبب النزاع مع حزب الله، لا بل إنّها استثمرت المزيد من التطبيع مع الجمهوريّة الإسلاميّة.
وتكشف الأوسط لـ"ليبانون ديبايت" أنّ الاتّصالات التي حصلت عبر القناة السريّة وبرعايةِ الرئيس بري وضعت الخِلاف على الرفّ؛ ما انعكس بشكلٍ إيجابيٍّ على نوعيّة خطاب الحزب الذي كان مَرِناً أكثر من أيّ خطابٍ موجّهٍ إلى دولةٍ خليجيّة.
وتَطرّقت الأوساط إلى التأكيد الذي صدر عن الرئيس برّي "راعي الاتّصالات"، والذي أوضح فيه أنّ "ما من لبنانيّ أو جهةٍ لبنانيّةٍ تتنكّرُ للكويت أميراً ومجلساً وشعباً وإعماراً وتنميةً وتضحيةً ومشاركة في الصمود". معتبرةً أنَّ "هذه المؤشّرات كلّها تدلّ على أنّ لا أزمة جديدة بين لبنان والكويت أو مع "حزب الله" وكلّ الخطوات الكويتيّة هي مجرّد ردود فعلٍ شكليّةٍ "مُسايرةٍ" للخليجيّين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News