"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر السياسيّ
ارتفع الصُّراخُ يوم أوّل من أمس الأحد في حُسينيّة بلدة شمسطار البقاعيّة خلال حضورِ وزير الصناعة حسين الحاج حسن حفل تأبين لضحيتين قضتَا في حادثِ سيرٍ أليم على أحد طُرقات المنطقة.
الأهالي والمواطنون حمّلوا الدولة مسؤولية وفاة الفتاتين نتيجة الضررِ اللّاحق بالطريق وإهمال الجهات المعنيّة إصلاحه، علماً أنّ الطريق نفسه كان قد قضى عليه ضحيتان أُخرتان قبل أيّامٍ وللأسباب نفسها. حالة الغضب والاحتقان من رواسبِ الإهمال انفجرت بوجهِ الوزير المحسوب على حزب الله الذي وبدل تقديم العزاء، وجد نفسه أمام سيلِ الانتقاداتِ والهجماتِ اللاذعة عليه، ما أجبره على صعود المِنبر والردّ.
وعَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ معرّف العزاء، كان المُبادر إلى فتحِ باب الانتقادات بوجهِ الوزير، إذ أشار من على مِنبر العزاء إلى تقصيرِ الدولة ووزراء ونوّاب المنطقة حيال الطرقات العامّة وإهمالهِم تقديم الخدمات للأهالي، وما زاد من رفع لهجته معاينته أصوات احتجاجيّة ارتفعت على حضوره الوزير، ما دفعَ بعضِ الموجودين إلى الانسحاب معترضين.
كلام المعرّف والحالة التي سادت في الحسينيّة، أجبرت الوزير الحاج حسن على صعودِ المنبر والردّ على المُعرّف ومَنْ وَجَهَ أسهم الانتقاد نحوه في سابقةٍ تحصل في المِنطقة للمرّةِ الأولى منذ أعوام، وتدلّ على حجمِ الاحتقان السائد لدى أبنائها.
وقال الحاج حسن أوّلاً إنّه مُجبر على الردّ على ما كِيلَ إليه، على الرغم من تشديده المُستمر من أنّ هذا الصّرح ليس المكان المُناسب للردّ، وهو لم يأتِ لا لمناظرةٍ انتخابيّة ولا سياسيّة، وإذا كان هناك تقصير تسبّب في حوادث السّير فالجهة المُخوّلة مُساءلتها هي وزارة الأشغال وليس وزارته.
لكنّ النقاش ذات السقف المُرتفع تحوّل إلى صِراخ من قِبل الوزير وبعض الحاضرين، ثمّ تطوّر إلى اتّهاماتٍ واتهاماتٍ مضادّة بدا فيها الوزير مُنفعلاً جداً، خاصّةً بعد توجيه الاتّهامات لوزراء حزبه بعدمِ إيلاء المنطقة اهتمامهم، وهو ما استدعى ردّاً مِنه إذ أشار إلى أنّ "حزب الله دفع الأموال من جيبه وجيب الهِبات لتحسين ظروف المِنطقة" لافتاً إلى أنّ الدولة "تستثمر 14 مليار ليرة من أجل أعمال تطويرٍ فيها، ولماذا لا يُشار إليها".
لكن كلّ هذه الأرقام لم تُثمن أو تُغني عن جوع الأهالي العِطاش للإنماء، ما نقلهم من مُساءلة الوزير حول المطالب المعيشيّة إلى اتّهام الوزراء والنوّاب بـ"حماية تجّار المُخدّرات" وهو ما ردّ عليه الوزير بالكشفِ أنّه الوحيد في بعلبك – الهرمل الذي أصدر بياناً ضد ابن شقيقه بعد توقيفه في قضيّة مخدّرات.
وفي سؤالٍ حولَ شحِّ المياه التي تُعاني منه شمسطار، شدَّد الوزير أنّ النوّاب مسؤوليتهم تأمين البئر لا جلب المياه إليه وتأمين الخدمات لا جلبها، لافتاً إلى زياراتٍ رسميّةٍ كثيرةٍ قام بها نوّاب المنطقة للمرجعيّات من أجلِ حثّها على الإنماء.
وبكثيرٍ من الغضب، اعتبر الوزير الحاج حسن أنّ وعلى الرغم من كلّ الذي يُقدّمه وزراء ونوّاب المنطقة يبقون بنظر الناس "أولاد كلب"، وذلك في سياقِ ردّهِ على الأسئلة التي انهمرت عليه من الحاضرين والتي وصلت حدّ كيلِ الاتّهامات، وهو ما رفعَ من منسوبِ الضغط والاحتقان وصولاً إلى ارتفاع الصّراخ.
لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحدّ، وعلى وقعِ الهَرج والمَرج الذي حصل، نزل الوزير من على المِنبر بعد أن قذفه عدد من الموجودين بعبارات الطردِ من الحسينيّة وعدم رغبتهم بوجوده فيها وهو ما دفع للنزولِ من على المنبر والخروج من الحسينية قبل أن يُنهي كلمته التي تحوّلت إلى ما هو أشبه بمعركةٍ كلاميّةٍ!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News