المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
الاثنين 28 آب 2017 - 05:00 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

حزب الله ينفخُ الرّوح في 14 آذار!

حزب الله ينفخُ الرّوح في 14 آذار!

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

لا يختلف اثنان على أنّ الصّفقات الجديدة والتسويات المُستحدثة على السّاحةِ اللّبنانيّة قَضَمَت ما تبقّى من شراسة الاصطفاف السّياسيّ في لبنان، وقلّمت حدود التّموضعِ الثّنائيّ بين 8 و14 آذار حدّ الاستدارة الناعمة.

ولكن ما إن بدأ حزب الله معركتهُ في جرودِ عرسال وأنهَاهَا مُنتصراً، مُستكملاً إيّاها لاحقاً بمعركِة "وإن عُدْتُم عُدنا" لتطهيرِ جرودِ القلمون الغربيّ من إرهابيي داعش، حتّى انبرت بقايا فريق الرابع عشر من آذار متأهّباً بوجهِهِ بعدَ أن عاينت بأمِّ العين الإجماع الشّعبيّ والإعلاميّ الذي راكمه الحزب والمبنيّ على دورٍ في حمايةِ لبنان وإنقاذهِ من الهجمة التّكفيريّة.

عادت أبواق 14 آذار "الآفلة" لتعزفَ على نَفْسِ الوتر بتعاونٍ طالَ غِيابه عن ساحةِ من خاضوا في الـ2005 ثورة الأرز. بدايةً كانت العودة إلى نغمةِ الاعتراضِ على ثُلاثيّة "الشّعب والجيش والمُقاومة" لكن المُفارقة كانت في أنّ العودةَ الميمونة أتت على وقعِ أزيز الرّصاصِ وقذائف المدافع التي كانت تَنهَمِرُ على مواقعِ "داعش". تكفّل رئيسُ حزبِ القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع بابتداعِ تعديلٍ طفيف؛ لكنّه كبير مُستبدِلاً كلمة مُقاومة بـ"دولة" لُتصبحَ "جيش شعب دولة" ثمّ تبدأ نغمة التّعديل!

السّيّد حسن نصرالله لم يستسِغْ ما كتبته أنامل الحكيم، فرفع حدّة النّقاش برسالة بالغة الوضوح، مُثبتاً المُعادلة بالوقائع، مُضيفاً عليها الجيش السّوري لتتحوّل رباعيّة! تعديلات نصرالله مساءَ الأربعاء فتحت المجال أمام الأبواق المُعتَرِضَة لإعادةِ رفعِ لاءاتِهِ القديمة - الجديدة، ليدخلَ تيّار المُستقبل كأوّل من سجّل اسمه على لائحة الاعتراض، رافضاً ما صرّح به الأمين العام لحزب الله.

كان قد أسرّ أحد النوّاب المحسوبين على فريقِ الثامنِ من آذار في معرضِ ردّهِ على تعليقِ زميله من الفريقِ الآخر على هامشِ جلسةِ مُساءلةِ الحكومة حول "اكتشاف الحكيم" بالقول: "إذاً نحن والحكيم اتّفقنا، منزدلوا الدولة عَ المعادلة وبتصير رباعيّة بدل ثلاثيّة جيش شعب مقاومة ودولة".

كلامُ جعجع وموقف المُستقبل أعدا إشارة الانطلاق صوب فتح معركةٍ جديدةٍ مُوازيةٍ لمعركة الاعتراض على السّلاح عنوانها هذه المرّة نسف المعادلة السّابقة "شعب جيش مقاومة" وإحلال معادلة "شعب جيش دولة" مكانها! إنّها حرب معادلاتٍ لا تأتي من خارجِ سياقِ التّغييرات في المِنطقة وانكباب الجهات الإقليميّة الدّاعمة لهذا الفريق من إيجاد خِطابٍ ما يُعيدُ تجميعَ النافرين إلى شاطئ الصّفقات التي أمّنت المصالح!

"حملة بقايا الفريق السّياديّ" لا يُمكن إلا ربطها بسياقِ مُراكمة الانتصارات الذي حقّقه حزب الله مُؤخّراً وظهور حالة تعاطفٍ شديدةٍ نحوه. هذه الحالة وجب على الفريقِ المُعادي له ضربها وطمسها وإلغاءها من الوجود كي لا تُصبح مُبرّراً لشرعنةِ سلاح حزب الله، فوجدَ هذا الفريق في انتصارات حزب الله سبب عودة له لتنفخَ إنجازات الحزب في روحه!

وإن كانت انتصارات حزب الله حتّمت على فريقِ الأرز إعادة التّموضع والاصطفاف من جديد، لِلَمِّ شملِ صفوف ما تبقّى لهم من قاعدةٍ شعبيّةٍ وتجييشها قبل اقتراب ساعة صفر الانتخابات النيابيّة، فكانت معادلة نصر الله الجديدة بمثابةِ القُنبلةِ التّوعَويّة التي لم يقف تردّد صداها بعد في تصاريح صقور 14 آذار، التي انتفضت لتدافعَ عن مُعادلتها الجديدة "جيش وشعب ودولة" ونفضت عنها غُبار التشتّتِ لتُعيدَ إحياءَ نفسها من جديد، وتُعطي صفوفها جرعةً منشطةً جديدةً قِوامها العمل على دحرِ مُعادلات مُحور المُقاومة القديمة منها والجديدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة