الحكومةُ تتأرجحُ... فهل تطير؟

"ليبانون ديبايت"

مطبّاتٌ كثيرةٌ تواجهُ الحكومة اللّبنانيّة اليوم، تبدأ بقضيّةِ العسكريّين الشهداء وتقاذف المسؤوليّات والاتّهامات في معركة عرسال 2014، ولا تنتهي بالشرخِ الحاصلِ بين أطرافها على خلفيّة التفاوض مع الدولة السوريّة، مروراً بالسلسةِ والضرائب، والحرجِ الحاصل في مواقفِ الأطراف تجاه بعضها البعض لا سيّما تيّار المستقبل وحزب الله على خلفيّة التصعيدِ السعوديّ بوجهِ الحزب عبر تغريداتِ وزير الدولة ثامر السبهان الأخيرة.

وبينما يتخوّف البعض من وضعِ الحكومة المهتزّ، ولا يستبعدونَ تطييرها مع اشتدادِ أيّ عاصفةٍ من العواصف السابقة الذكر، سؤالٌ يُسأل هل يمكن للتصعيد السياسيّ بشكلهِ الحاليّ والمُتوقّع لاحقاً أن يُشكّل تهديداً حقيقيّاً للحكومة؟

يرى الصحافي والمحلّل السياسيّ غسان جواد أنّ مُقتضيات التسوية التي تمّت ويسمّيها "تسوية 31 تشرين" والتي أفضت إلى وصولِ العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة وعودة الرئيس سعد الحريري إلى السلطة "ما تزال قويّةً ومتينة".

ولا ينفي جواد في حديثهِ لـ"ليبانون ديبايت" أنّ هذه التسوية أو التعايش أو ربط النِّزاع، يتعرّض لضغوطاتٍ خارجيّةٍ وداخليّة. ترتبطُ الضغوطات الخارجيّة الوافدة بالتطوّراتِ السياسيّة والميدانيّة التي تشهدها المنطقة، وتتمثّل الضغوطات الداخليّة ببروزِ ملفّاتٍ على قدرٍ كبيرٍ من الأهمّية واللّبنانيّون مختلفون حولها. "ولكن رغم هذه الضغوطات القرار السياسيّ لدى معظم القِوى السياسيّة الفاعلة والوازنة في البلد هو الإبقاء على ربطِ النّزاع هذا من الآن حتّى الانتخابات النيابيّة".

عاملانِ أساسيّان لبقاء الحكومة، يحدّدهما جواد بـ"عاملٍ خارجيّ وهو عدم وصول الضغط الخارجيّ إلى مستوى تفجيرِ الحكومة، والعامل الثّاني داخليّ وهو قرار رئيس الحكومة سعد الحريري وتيّار المستقبل وحزب الله وحلفائه بالحفاظ على التركيبة الحكوميّة القائمة من الآن وحتّى الانتخابات القادمة"

أمّا في حالِ تطييرِ الحكومة، "فنكون أمام خيارين يحدّدهما الظرف السياسيّ حينها، وهما إمّا أن تُصبح الحكومة حكومة تصريف أعمال، أو يتوجّه رئيس الجمهوريّة نحو إجراءِ مشاوراتٍ ويكلّف رئيس حكومةٍ جديدٍ وبالتالي إعادة تشكيلِ حكومة". وهو "سيناريو صعب جدّاً كون بقاء الحكومة من ثوابتِ هذه المرحلة"، على حدّ تعبير جواد.

وعن مرحلة ما بعد الانتخابات، يقول جواد "بضوءِ الانتخابات النيابيّة ونتائجها التي ستكون مُفاجِئة للجميع سنرى من بعدها إعادة خلطِ أوراقٍ وإعادة تشكيلٍ للسلطة، فـ"لن تكون الصورة السياسيّة بعد الانتخابات النيابيّة كما هي اليوم".