"ليبانون ديبايت" - المحرِّر السياسي
أقرّ مجلس الوزراء الاعتمادات اللازمة لتمويل إجراءٍ يقدّر بحوالي 70 مليار ليرة لبنانية، لكنّه ترك كيفيّة توزيعها إلى ما بعد اجتماع اللجنة الوزاريّة يوم غد الثلاثاء، بعد صومها عن الاجتماعات لفترةٍ تجاوزت الثلاثة أسابيع.
ويوماً بعد يوم يؤكّد الأطراف اللاعبين في فلك الانتخابات المؤكّد وأنَّ وحده "الزلزال" قادر على أن يوقف إجراءها في أيّار المقبل على حدِّ نبوءة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي. على الرغم من البنود الخلافيّة على الساحة الانتخابية، إلّا أنّ أحداً من القوى السياسيّة لن يستطيع أن يتحمّل وِزر تمديدٍ رابعٍ بات تمريره جريمةً أكبر من أن يُقدم على فعلها أحدهم.
ما يعني أنّ الانتخابات في موعدها بات "أمراً واقعاً" تمّ التأكيد عليه في اجتماع كليمنصوه بين الرئيس برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، واستتبع التأكيد عليه في اجتماع برّي بوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
وهو الاجتماع الذي عرض فيه المشنوق على برّي اقتراحاً كنّا قد نشرنا أنّه "الخطة ب" لإجراء الانتخابات يقوم على المزاوجة بين طرح الاقتراع عبر الهويّة البيومترية لمن يريد الاقتراع في مكان السكن والانتخاب بالهويّة العادية أو جواز السفر لمن يريد الاقتراع في مكان القيد، وهو خطٌ وسط لاستيلاد رأي واحد حول كيفيّة إجراء الانتخابات إنقاذاً لها.
وبهذه الطريقة يفكّ "المشنوق" شيفرة الاعتراضات ويعيد برمجة المشهد السياسيّ وفق تردّدات اقتراح وزارة الداخلية ضرباً عصفورين وأكثر بحجر. فيتقلّص عدد الهويّات البيومترية التي يتوجّب تنفيذها، من 3,8 مليون هويّة إلى ما يقارب النصف مليون هويّة بيومترية، أي فقط للمواطنين الذين سيختارون الاقتراع في مكان سكنهم، وهو العدد الذي له أن يتناسب مع قدرة الشركة الملتزمة بإنتاج هذه الهويّات والوقت المحدّد لها، على أن يتمّ إنتاج الهويات البيومترية لمن تبقّى من مواطنين بعد إجراء الانتخابات، وينهي أزمة آليّة الاقتراع عبر مراضاة جميع الكُتل التي تمتلك أو تسوّق للملاحظات أعلاه.
طرحٌ لم يلقَ أصداءً إيجابيّةً، بحسب مصادر مطلعة، لدى الرئيس برّي، إذ رأى فيه طرحاً لا منطقيّاً وبعيداً عن الواقع، فـ"من غير الممكن أن يتمّ تنفيذ هويّات بيومترية لمواطنين دون آخرين، في الوقت الذي يمكن فيه تخطّي مشكلة الاقتراع في مكان السكن عبر التسجيل المسبق، الأمر الذي له أن يوفّر في تكلفة الانتخابات ويفتح المجال لإعادة مناقصة تلزيم الهويّات البيومتريّة إلى دائرة المناقصات وإعادة إجرائها بشكلٍ قانونيٍّ، تِبعاً لرغبة برّي.
وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ اجتماع اللجنة الوزاريّة يوم غدٍ سيكون للبتّ بالبنود الخلافيّة وعلى رأسها حلول التسجيل المسبق. وسيتم الاتّفاق فيه على نسبة الاعتمادات النهائيّة، وهي الاعتمادات التي لها أن تزيد أو تنقص تبعاً للتقنيّات التي سيتّفق على إجراء الانتخابات وفقها.
وفي المعلومات إنّ الرقم المُخصّص لإجراء الانتخابات هو حتّى الساعة ما يقارب الـ75 مليار ليرة لبنانيّة لصرف مستحقّات نحو 9 آلاف مركز وقلم اقتراع وكلّ ما يتفرّع عن الانتخابات من تكلفةٍ لوجستيّة ونفقاتٍ تقنيّة وغير تقنيّة.
وهي الكُلفةُ التي يرى فيها متابعون إسرافاً واضحاً، إذا ما قارناها بتكلفة السنوات المسبقة، ففي انتخابات عام 2009 طلب وزير الداخليّة والبلديّات حينها زياد بارود اعتمادات ماليّة لإجراء الانتخابات بما يقدّر بـ20 مليار ليرة، تمّ صرف 18 مليار منها وإعادة 2 مليار لخزينة الدولة.
فهل سيتمّ صرف أكثر من 70 مليار ليرة لانتخابات 2018، من دون هويّة بيومترية، أم أنّ اعتماد البيومترية سيفاجئنا باعتماداتٍ أكبر، بدأت الشكوك تُثار حولها؟.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News