هناك شيء يجري تحضيره للانتخابات النيابية المقبلة، لكي تأتي "حاسمة". فهذه الانتخابات مرشحة لأخذ لبنان إلى معادلة سياسية تتحالف فيها قوى السلطة الحاليّة وتتقاسم النفوذ والمصالح، وفق المقولة الآتية: "الذي يَحْضَر السوق يبيع ويشتري".
في ذروة الأزمة الأخيرة، فكَّر بعض أركان "التحالف الخماسي" في استثمار التوتر في العلاقة بين الرئيس سعد الحريري وحلفائه الآذاريين، وطَرَح فكرة تغيير الحكومة لإقصاء "القوات اللبنانية" عنها، تجنّباً لـ"المتاعب" التي تُسَبِّبها "القوات" لهذا التحالف داخل مجلس الوزراء، سواء في اعتراضها على الملفات والمشاريع التي تطالب فيها بالشفافية، أو في رفضها المسار السياسي الحالي.
لكن قوى سياسية خبيرة نصحت هؤلاء بعدم الوقوع في خطأ من هذا النوع، وقالت لهم: "طوِّلوا بالكم. إذا حصل العزل فهو سيجعل من "القوات" بطلاً أو شهيداً في نظر كثير من الرأي العام المسيحي. والتجارب أثبتت أن المسيحيين في لبنان تستثيرهم البطولة أو الشهادة، ولذلك، سيتعاطف الناس معها ومع القوى المسيحية الأخرى الرافضة. وفي هذه الحال، سترتفع شعبيتها في زمن الانتخابات النيابية".
الأفضل، وفق أصحاب هذه النصيحة، أن يتم تجنبّ الخطوة بضعة أشهر، أي حتى إجراء الانتخابات النيابية في أيار. وخلالها، يتم إعداد الترتيبات اللازمة لمحاصرة كل القوى المعارضة من خلال التحكم بقانون الانتخاب وصوغ التحالفات بين قوى التحالف والذين يدورون في فلكها، بحيث يصعب خرقها إلاّ في شكل محدّد ومحدود.
وبعد الانتخابات، وفي ضوء نتائجها، تنشأ حكومة "التحالف الخماسي"، وتحمل عنوان "التحالف الواسع بين كل القوى السياسية"، وهي طبعاً تستثني كل "المشاغبين"، خصوصاً عندما لا يكونون ممثلين بكتلة وازنةٍ في المجلس النيابي المقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News