المحلية

placeholder

ربى منذر

الجمهورية
السبت 23 كانون الأول 2017 - 08:24 الجمهورية
placeholder

ربى منذر

الجمهورية

نداء من "أبو طنوس" في عيد الميلاد

نداء من "أبو طنوس" في عيد الميلاد

يحدث أن نُصادف أشخاصاً يبدّلون فينا أشياء لا نفهمها. من حزنهم، من مأساتهم يستيقظ فينا ذاك الشعور بالامتنان على نِعَم لم نعرف قبلهم قيمتها. "أبو طنوس" كما يناديه أهل الحي في الدكوانة، هذا الرجل الثمانيني الذي أثقلته السنوات والأحزان والوحدة، يمرّ عليه العيد مرهِقاً، موقِظاً فيه حسرة على من تركاه يعيّد وحيداً وذهبا الى حيث لا فقر ولا تعاسة ولا ظلم، وحيداً مع شمعته ومسبحته، وحيداً مع إنجيله ومقتنعاً بأنّ "عيش الفقير تحت سقف من ألواح، خيرٌ من الأطعمة الفاخرة في دار الغربة".

خربته الصغيرة شكّلت له موطناً، فيه فقط شعر بمعنى الانتماء، فهنا حيطان أربعة تحميه من برد الشتاء، وقوت يمدّ جسده النحيل بالطاقة ليحارب ظلم الدنيا، وباب يبعد عنه جشع البعض وطمعهم حتى بِمَن لا يملك شيئاً.

يجلس على مقعد خشبي، هو أريكته نهاراً وسريره ليلاً، مُعتذراً عن الإنارة الخفيفة في المنزل: «في لمبة وحده بَس بالبيت مَحطوطه بين "الأوضه" والمطبخ بتمشي بَس عَا كَهربة الدولة، ولَمّا تِنقطِع ما بعود لَحّق شموع"، كلمات معدودة تعبّر عن حال مزرية يعيشها رجل كهل في بلاد تكرّم السارقين وتهين الأبرياء، لكنّ أبو طنوس (81 عاماً) لا يحتاج تبرير غياب الإنارة عن منزله لأن لا أحد يزوره أساساً، حتى أعَزّ أقربائه.


وقد تكون إحدى أصعب المواقف رؤية رجل ثمانيني يبكي، ويقول: "أوقات بقعد بفكّر بوَضعي، اليوم بعد فيّي إمشي ودَبّر أموري، بس بكرا إزا عجزت ومرضِت شو بيصير؟ بموت بقلب البيت وما حدا بيدرَا فيّي"، ويضيف لـصحيفة "الجمهورية": "ما حدا بيطَلّع فيّي، مَكسور عليي قسط إيجار البيت ومش قادر دَبّر مصاري وخيفان إنكَبّ بالشارع، لأن بالنهاية صاحب الملك رح يفتش عا مَصلحتو".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة