"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
وسط رواج أزمة الكلاب الشاردة وتهجمها على المواطنين في بعض المناطق، وارتفاع نسب التلوّث في لبنان، وغيرها من الحالات التي تتطلب معالجتها بإبرة الكزاز توقفت الصيدليات عن اعطاء التلقيح لمن يحتاجه، بحجة انقطاع الدواء من السوق. وسادت حالة من الهلع في صفوف المواطنين والصيادلة الذين تخوفوا من استمرار حالة الانقطاع لأن لا بديل لدواء Tetagam المستعمل لتجنّب الاصابة بمرض الكزاز الناجم عن تلوث الإصابات، والجروح والخدوش العميقة التي تسببها التربة أو الغبار أو الحيوانات وغيرها.
تراجع الكمية الموزعة على الصيدليات، وما تبعه من انقطاع التوزيع نهائيا، دعا الصيادلة إلى ارشاد المرضى الذين هم بحاجة لأخذ مضاد الكزاز بالتوجه إلى أقرب مستشفى، كون المستشفيات لديها كميات مخزنة وتسلّم كميات أكبر لأنه في حال وقوع حادثة جرح بليغ أو عضة حيوان يلجأ الضحية الى طوارئ المستشفى. لكن هذه المرة، الصرخة علت من داخل احدى المستشفيات في منطقة جبيل، اذ أكد مصدر يعنى بشؤون الأدوية في المستشفى المذكور لـ"ليبانون ديبايت" الا بديل لدواء Tetagam في الأسواق اللبنانية.
وكشف عن ان هذه الظاهرة بدأت تأخذ منحا خطرا، خصوصا ان الصيدليات توشك على فقدان الكميات المخزنة لديها، وترسل المرضى الى المستشفى، في الوقت الذي خفّت الكمية التي تعطى الى المستشفيات. وقال المصدر "كنا نطلب 50 علبة بالشهر، يضل كتير. اليوم، نطلب 50 علبة يصلنا منها 20، حتى اضطررنا الى تمييز المرضى واعطاء الدواء فقط في الحالات القصوى، ومعالجة الحالات البسيطة من دون لقاح الكزاز".
مشكلة الانقطاع هذه ليست وليدة الأمس، ونفذ صبر الصيادلة متأملين تأمين بديل لهذا الدواء، أو شرح السبب وراء غيابه من السوق اللبناني. واشتكت أكثر من صيدلية من انقطاع Tetagam، ولفت أصحابها الى ان المستشفيات لا تزال تستلم من شركات توزيع الدواء ابر كزاز، والانقطاع طاول الصيادلة فقط. لكن اليوم طفح الكيل مع بدء ظهور انقطاع الدواء حتى في المستشفيات.
يعاني المواطنون من هذه الأزمة الخطيرة، بحسب ما قالت الصيدلانية ميراي بشعلاني في حديثها لـ "ليبانون ديبايت". وأعطت حلا بديلا لدواء Tetagam، لافتة الى أنه على المواطن أخذ طعم الكزاز وهو لقاح يؤخذ كل 10 سنوات يستمر مفعوله طوال هذه المدة. انما المشكلة ان هذا الطعم لا يمكن اعطاءه فورا للمريض الذي يحتاجه. وأملت ان تجد الصيدليات حلّا عاجلا للتمكن من التعامل مع المرضى.
نقابة الصيادلة على علم بانقطاع الدواء، اذ أشار مصدر في النقابة لـ"ليبانون ديبايت" الى انها ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها توزيع دواء معيّن، وهناك حالات انقطاع لأدوية تحدد حياة إنسان. لكن الجهة المعنية بهذا النوع من المشاكل ليست النقابات بل وكيل الدواء في لبنان أو شركات التوزيع والصيدليات بحد ذاتها. والكارثة الأكبر هي البحث عن بديل للـTetagam أو ما يروج له بعض الصيادلة في وقت غياب البديل الذي يحمل المفعول نفسه لمضاد الكزاز هذا.
توضيح الدكتورة برتا أبو زيد من شركة الأدوية الوكيل للدواء المقطوع جاء ليطمئن اللبنانيين والصيادلة، وأكدت لـ"ليبانون ديبايت" ان شحنة الدواء وصلت الى لبنان منذ اسبوع ولا داعي للهلع والتوتر. والقضية مجرد تأخير بسيط طرأ على عملية الشحن وتسبب بهذه البلبلة. علما ان الدواء لم ينقطع نهائيا من السوق بل اقتصر توزيعه على المستشفيات التي تعتبر أكثر حاجة اليه.
وأضافت أبو زيد ان انتشار الخبر أثار ضجة عارمة وتهويل ما دعا الصيدليات والمستشفيات الى طلب كميات أكبر من حاجتهم من الدواء خوفا من انقطاعه. وتوقفت الشركة حينها عن توزيع الدواء الى الصيدليات لأن لا كميات في المستودعات تكفي جميع الصيدليات وفضّلت توفير هذه الكمية لإعطائها لمستشفيات بعيدة معرّضة أكثر لاستهلاك الدواء.
لم يُترك أي مريض بحاجة للإبرة لمصيره، من دون علاج وتأمينها له، لذا لا تبرير للاعتراض الحاصل، قالت الدكتورة. الدواء خف ولم ينقطع، لكنه سيعود بالكميات السابقة التي اعتاد عليها السوق اللبناني، ووعدت بو زيد ممازحة "عاد التوزيع كما كان، ولي ما بدو رح أعطي، تما يقول ما عندي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News