لماذا تم دعوة الإعلاميين والصحفيين لجولة على البواخر التركية؟

"ليبانون ديبايت"

من الشيّق أن نرى مؤخراً الخطوات التي يقوم بها أصحاب البواخر التركية من دعوات للصحافيين وتحضير للأفلام الوثائقية وغيره من أدوات التسويق والدعاية. فإذا أردنا الغوص لكشف عن سبب هذه الحملة الدعائية، نستطيع أن نفهم النقاط التالية:

١- لقد إستنفذ التيار الوطني الحر الذي يقاتل من أجل الإبقاء على بواخر هذه الشركة التركية بالذات "كارادينيز" كل الحجج التي يمكن تقديمها للشعب اللبناني الذي بات بأكثريته الساحقة غير مقتنع بهذه البواخر وبالصفقة التي تفوح منها رائحة الفساد. فأصبح من الصعب جداً أن يقوم التيار بإقناع الرأي العام. فلجأ هذا الأخير الى الشركة نفسها التي تملك البواخر لتقوم هي بعملية إقناع الرأي العام. مما يفسّر التركيز على ان 100 لبناني يعملون على متن الباخرة مما قد يخلق التعاطف مع الباخرة والشركة التي تمتلكها وبالتالي مع عمل الباخرة في لبنان.

٢- لقد لمست شركة "كارادينيز" أن مصالحها في لبنان بخطر، بعد أن كانت مطمئنة لتجديد العقود بعد المدة الزمنية المجانية التي تقدمها للدولة. وفي هذه الحالة قررت بالتنسيق مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل ان تطلق حملة علاقات عامة مع أصحاب الأقلام والإعلاميين Public Relation Campaign بمحاولة لكسبهم ولتدفعهم لكتابة مواد إيجابية عن البواخر.

٣- إذا قمنا بتقييم سمعة صفقة البواخر هذه خاصة في العالم الإلكتروني (مواقع إخبارية، مواقع إجتماعية ومواقع التواصل الإجتماعي) نرى بوضوح أن ما يُعرف بـ online reputation أو السمعة الإلكترونية سلبية جداً، أي ان كافة المواد التي تتناول هذه الصفقة مع هذه البواخر بأكثريتها سلبية على كافة مواقع البحث او الـ search engines والأخطر من ذلك، السمعة السلبية للبواخر لدى الصحافة المطبوعة أيضاً.

بالإضافة لهذه النقاط الثلاث، لقد فات لدى منظموا هذه الحملة أن الصوت المعارض لصفقة بواخر الكهرباء ليس موجهاً ضد مبدأ توليد الطاقة في البواخر او في البحر، إنما هذه النقمة الشعبية العارمة موجهة ضد الصفقة التجارية وسعر توليد الطاقة من هذه البواخر. بالطبع يمكن إيجاد شركات وبواخر أخرى بسعر أفضل بكثير وأيضاً هنالك تقنيات بديلة مثل بناء معامل على الأرض بكلفة أقل بكثير من إستئجار البواخر.