مايا بعد غزوةِ الكاميرات

ليبانون ديبايت - روني ألفا

مايا رعيدي حبّةُ كَرزٍ يتيمة على أغصان الوطن.

خلنا انقطع نسلُ الجمالِ في بساتينِ انتظاراتنا فالطريق صارَت مزبلةً بِخمس نجومٍ والنسمةُ اختنقت.قتلها الداخون ودفنها غبار المطامر.

المساكنة موجعة بين السكن في وجهِك والسكن في بيوت الكذبةِ ودور العجزة من أهل سياستنا البشعة.

نطيلُ النَّظر في ابتسامتكِ. هي أشبَهُ بحقنة مهدّئة ضدّ التهاب أيامنا المتشابهة.

مايا رعيدي: غداً سيكثُرُ عرابوكِ.ستصادركِ الأحزابُ.ستصابينَ بزكامٍ طائفيٍ وبعروضِ التمثيلِ في مسلسلات هابطة.

مايا، لقد بدأوا بطباعةِ برنامجكِ الملكي.دبابير يحومون يريدون لعق العسل.انت سبيكةُ ذهبٍ ويحلمون بتذويبِك.

تحلّي بالنُّدرَة.ليس بعدسات الكاميرا وحدها تحيا الملكات.بيعي التاج المرصّع وضعي ثمنه عند باب غرفة عناية مركّزة أو في سلّةٍ على باب ميتم يرضع فيها يتيمٌ حليبَ القدر.
الى الصيدلةِ غداً وكأن حفلاً لم يكن.كلّما أعرَضتي زدتِ فخامةً وجمالاً.

تبرّعي بكل مقتنيات اللقب.اللقب أقصر من قامتك وبدونه تصيرين أكبر منه.

تجنّبي تناسل العقود المغرية.دبابير اللحظةِ ستعودُ الى أعشاشها بعد سنة لتعقص خليفتك.عسلُ الملكة السابقة مزغول.تلعقُ الدبابيرُ عسلاً طازجاً فقط.

وغداً تزورين رئيس الدولة.قولي له أن وجوهاً بشعة تنغّصُ وجهكِ الجميل: وجهُ اليأسِ، وجهُ الهمِّ ووجهُ الإحباط. لا مستحضرات قادرة على إخفائها.لا لوريال ولا
إستيلودير لأن اليأسَ والهمَّ والإحباطَ تسكنُ الشرايين والعِظام.

مايا،كلُّ الوجوه في الوطن تبسّمت لكِ. من آخاتِها ونهداتِها تبسّمت وفرِحت.فأنتِ زهرةٌ مصرّةٌ على مزاولة العطر على حافة بحيراتنا الآسنة.

ضعي جمالكِ بتصرّفِ وجبة أو حقنة أو كتاب مستعمل أو حتى جرعة ماء.كثيرون في بلدي لا يملكون ترف الوجبة والحقنة والكتاب المستعمل وجرعة الماء.

دعي الجمعيات الخيرية وشأنها.أغلبها لعروض الأزياء والقلة العاملة لا تريد ملكة.

غداً، بعد أن ينتهي هجومُ الكاميرات وغزوةُ العدسات توجّهي عند أقرب كاتب عدلٍ. صَفِّ كل أملاك اللقب.ثمّ الى الأب علّاوي مباشرةً.تناولي طعام الغداء مع " هؤلاء الإخوة الصغار" وكرري الأجمل: "ما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه»...ودمتِ ملكة.