دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى "الوحدة والالتفاف حول رؤية واحدة لبناء لبنان الوطن"، مشيراً إلى أن "ما يبنى على رؤية واحدة لمشروع وقضية لا يمكن لأي قوة ان تفرقه، على عكس ما يبنى على المصالح والمحاصصة، فانه سرعان ما يسقط ويزول عند اول مفترق طرق، وهذا ما نشهده اليوم".
وشدد خلال حفل عشاء على امام الجالية اللبنانية في تورنتو، خلال زيارة لكندا تستمر أياما عدة برفقة عقيلته أن "أي اتفاق ليس مبنيا على رؤية استراتيجية للبنان لن يدوم"، مشيراً إلى أننا "ننتظر منذ اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة، فإذا بهم يختلفون على اقتسام قالب الحلوى وتحقيق المكاسب والحصص بدل السعي الى طرح ومناقشة رؤية تنقذ لبنان من الانهيار وتستعيد سيادته".
وسأل:" من يبالي من سينال حصة أكبر في وقت يعيش نصف اللبنانيين في الفقر، 35% من اللبنانيين عاطل عن العمل، 30% منهم من الشباب؟".
وقال رئيس الكتائب: "حلمنا للبنان هو ما يدفعنا للنضال والانتساب الى حزب الكتائب الذي قدم الكثير من التضحيات من اجل لبنان، وهذا الحلم لا بد ان يكون الأساس في العمل السياسي، لأي انسان ينتسب الى حزب او يترشح للانتخابات او ينخرط في العمل خدمة للشأن العام. هذا الحلم هو بناء بلد حضاري، متطور قادر ان يقدم للبنانيين ما تقدمه لكم كندا. اولا الأحترام، ثانيا الاقتصاد وفرص عمل، ثالثا البيئة الجميلة والنظيفة والضمان الصحي والشيخوخة والكهرباء 24 على 24".
أضاف: "العديد من الشباب الموجودين في الاحتفال يدرسون في أهم جامعات كندا وعندما يتخرجون ويقررون العودة الى لبنان سيجدون وظيفة بـ 800$ او 900$، ما الذي سيفعلونه حينها؟ بالطبع سيبقون في كندا او سيسافرون الى بلد آخر يقدم لهم فرص عمل بالمستوى الذي تخرجوا منه ويستحقونه، وهذا الأمر الذي يدفع بأفضل شبابنا الى الهجرة".
وشدد على أن "كل السياسة والانتخابات والأحزاب، ومن يتعاطى الشأن السياسي، اذا لم يبنوا لنا هذا البلد، فلا حاجة لنا بهم، وإذا لم يضع كل من يتعاطى السياسة نصب عينيه حلما يريد ان يحققه لمصلحة البلد فإنه يعمل لمصلحته وليس لمصلحة البلد".
وأضاف:" من خلال تجربتي، انا احب بلدي الى حد الموت ونذرت حياتي في سبيله كما كل رفاقي في الحزب وقدم جزء كبير منهم حياته للبلد"، مشدداً على أن " ستة آلاف شاب وصبية بذلوا حياتهم في سبيل لبنان، لا ليفرح البعض بمنصب نيابي او وزاري، وهدفنا الوحيد ان يتطور لبنان واذا لم يتم هذا الأمر، فنحن نعتبر اننا ولو فزنا في الانتخابات، لا نكون قد حققنا شيئا ولا نعتبر أنفسنا ناجحين الا عندما ينجح بلدنا. بالنسبة الينا الانتصار هو عندما ننجح في بناء بلد حضاري يحافظ على شبابنا ويعيد الينا من هاجر منهم وسنعمل ليل نهار لبناء هذا اللبنان الذي يستحقه شبابه".
وتابع: "اكثر ما يؤسفني الكلام على "انتصارات" بالجملة، في وقت ينهار فيه البلد بالجملة"، سائلاً:" ما معنى كل هذه الانتصارات اذا كان البلد ينهار ولا سيما ان هذا الانهيار ناجم عن "انتصارات " البعض التي كلما تزايدت ازداد البلد انهيارا؟".
واشار إلى أن "في لبنان اناس يحبونه الى درجة أنهم لن يستسلموا ونحن منهم ولن نستسلم، سنحقق الحلم الذي نريده للبنان ليكون سيدا ومستقلا، لا سلاح فيه سوى سلاح الجيش اللبناني، تحترم فيه الديموقراطية، ونظام ديموقراطي تلتزم فيه المواعيد الدستورية، من دون تأجيل لألف سبب وسبب".
وشدد على أننا "ننتظر منذ ستة اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة وفي كل دول العالم يكلف الحزب الذي ينتصر في الانتخابات تشكيل الحكومة، وفي لبنان يجب ان يكون من الطائفة السنية، وفي كل دول العالم من يتم تكليفه يطرح مشروعه ومن يتفق معه على هذا المشروع المحدد ينضم اليه لتشكيل الحكومة ومن لا يتفق معه يذهب الى المعارض،. أما في لبنان فلا رؤية نناقشها، بل الصراع على كيف يمكن أن نقسم قالب الحلوى لتحقيق المكاسب، وهذا ما يجري منذ قرابة الستة اشهر".
وقال: "كنا رضينا لو اتى من يقول نحن نختلف على الرؤية لانقاذ لبنان من الواقع الحالي، او على السياسة الاقتصادية وطريقة تحقيق الحلم والمحافظة على الشباب وإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي او كيف يمكن ان نستعيد سيادته واستقلاله؟ لو كان هذا النقاش هو السائد اليوم لكنا انتظرنا ولو تطلب الأمر سنة، ولكن ان ننتظر ستة اشهر، وكل ما يتم تداوله هو تقاسم الحصص، كما لو كان الأمر يتعلق بصفقة عمل وليس مشاكل بلد".
وأضاف:" فلا السلاح كان حاضراً، ولا رؤية مطروحة لإنقاذ الوضع الاقتصادي في وقت بلغت مديونية لبنان 85 ملياراً وعجزه السنوي تخطى السبعة مليارات، من اصل ناتج قومي يبلغ خمسين ملياراً اي ان عجزنا يقارب ال 18% من الناتج القومي وهو اسوأ من عجز اليونان عندما انهار اقتصادها، فيما كل ما يفعلونه هو الجدال حيال وزير بالزائد ووزير بالناقص".
وشدد على أن "مشكلة الكتائب مع النهج السياسي السائد في البلد، هو ان هذا النهج ليس مبنيا على اي مشروع سياسي للبلد، بل على المصالح الحزبية والشخصية، فالبلد لا يسير الا عندما يتفقون على تقاسم مقدراته ومواقعه الادارية والسياسية"، مؤكداً ان "الكتائب التي قدمت كل التضحيات لا يمكن ان تنسجم مع هذا النهج القائم الذي يفتقد الى رؤية سياسية ووطنية واقتصادية".
ولفت إلى أننا "نريد احزابا تطرح المشاريع وتناقش وضع البلد وترفض ان يبقى البلد على ما هو عليه: نفايات في البحر، لا كهرباء بعد 30 عاما من انتهاء الحرب اللبنانية، نريد مشروعا متكاملا لبناء لبنان، معتبراً أنه "لا يمكن لأي طرف ان يقول بعد تسلمه ملف الكهرباء لمدة عشر سنوات، انهم لا يسمحون لي بادارة الملف، فإذا لم تتمكن بعد كل هذه المدة من ادارة الملف، عليك ان تخرج وتحمل الطرف الذي يعطلك المسؤولية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News