المحلية

الخميس 09 أيار 2019 - 01:00 LD

عن «أنفاق حزب الله» في دير قوبل

عن «أنفاق حزب الله» في دير قوبل

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

تمرُّ ذكرى ١١ أيّار ٢٠٠٨ هذا العام في دير قوبل والشويفات بأجواء مختلفة، هناك من أرادَ إعادة النفخ في جسدِ الفتنة والتنقيب عن النار تحت الرّماد، وفيها من يُريد تكبير حجم الخلاف الذي نشبَ مؤخّراً بين حزب الله والحزب التقدّمي الإشتراكي على خلفيّة معمل تربة عين دارة، وإسقاط عليه أموراً تجاوزها الحزبين والزمن معاً، وفيها من أرادَ استغلال حدث طرأ على مسافة أيّام من إحياء الذكرى، ويسعى من ورائه إلى استنهاض ِمشروع طُرِدَ عن الأبواب، وبينهما إطفائي سريع التدخّل لوأد أي شرارة!

قبلَ أيّام استغلَ بعض الشبّان في دير قوبل حادث إكتشاف نفق، قالت مديريّة التوجيه في الجيش اللُّبناني أنها «عثرت عليه وستقومُ بتفجيره»، إلى قضيّة رأي عام، مع تسليط الضوء على وجودِ دور لحزب الله في النفق، وإنه حديث العهد ما يخالف بيان الجيش اللُّبناني.

أكثر من ذلك، تعمّدَ هؤلاء نسج روايات مختلفة حول النفق، وإن اكتشافه كان محض صدفة بعد سماع عناصر من شرطة البلديّة أصواتاً تخرج من باطن الأرض، وبعد التحريّات تبيّن أنّ هناك آلات تقوم بالحفر أسفل دير قوبل، وإن رأس النفق موجود أسفل الحُسينيّة!

كلام يتعارض والرواية العسكريّة كليّاً، بحيث تؤكّد مصادر عسكريّة واسعة الإطلاع، أن النفق الذي اقدمت قوّة مسلحة تابعة للجيش على تفجيره، يعود إلى نشاط يقوم به أشخاص بهدف البحث عن الآثار والذهب التي تتناقل روايات حول وجوده في أطراف المنطقة، مشدّدةً على غيابِ أي أدلّة تُشير إلى نشاطٍ ذات طابع عسكري استخدمَ في النفق، وإلا فالذي لديه رواية آخرى وإثباتات ليقدمها إلى المراجع المختصة.

وتُشير معلومات خاصة، أن النفق الذي تنسج حوله الروايات ذات فتحة واحدة دون مخرج بقطر لا يتعدى الخمسة أمتار بعمق لا يتجاوز العشرين متراً، وهذا مؤشر كافٍ لدخض رواية الإستخدام العسكري، وإبراز رواية البحث عن قطع نفيسة.

ما يحملُ على الإنتباه، أن الإدعاءات التي سِيقت بحق حزب الله، وما فيها من كلام ارادَ إستهداف الشيعة تحديداً في المنطقة، أتى تزامناً مع الاتهامات الإسرائيليّة للحزب بحفر أنفاق تجاه الأراضي المحتلّة قبالة الحدود اللبنانيّة - الفلسطينيّة متجاوزةً الخط الأزرق، إلى جانبِ اتّهامات بحفر أنفاق أسفل المطار وتخزين صواريخ، وهو ما اعادَ للأذهان الاتهامات التي سِيقت إلى حزب الله على مسافة قريبة من ١١ أيار ٢٠٠٨ وكانت مشابهة إلى حدٍ كبير.

إضافة أخرى، أنّ الإتهامات التي لم تقرن بأي دليل واضح، بل اعتمدت على خبريّات مصدرها أشخاص، تقول مصادر أهليّة في دير قوبل أنّهم من الذين شاركوا أو تعاطفوا مع أحداث ١١ ايار ٢٠٠٨، ويحاولون بقدرٍٍ كبير «استغباء» البلديّة وإستجلاب التعاطف حول قضية هرمونيّة منفوخة ومختلقة، عبر القول إن عمليّات الحفر تحصل منذ زمنٍ بعيد، فهل يعقل أن يجري كل ذلك وسط غياب أي إشارات وعدم شعور البلديّة وسكان المنطقة؟

أمرٌ آخر يُبخّس من قيمةِ الرّواية ويجعلها سراباً، يتّصلُ بأمور تقنيّة يفترض أن تدل على حصول أمر ما أسفل دير قوبل، فهل يعقل مثلاً أن يجري إخراج الآليات في ظلِ الحديث عن إكتشاف النفق، وإذا حصلَ ذلك، كيف تمّ بظل وجود وانتشار عناصر شرطة البلديّة -وفق الادعاء-، وما دامَ الاتهام موجّه إلى الحُسينيّة، لماذا لم تقدم السلطات القضائيّة على تفتيشها والبحث عن الآليات المزعومة، التي وبحكم المنطق، يفترض أن يأخذ اخراجها أو اخفائها ساعات إن لم نقل أيام!

مصادر في بلدية «دير قوبل» رفضت التعليق على هذه الروايات، نافية ما يجري تسويقه حول سماع عناصر الشرطة أصوات حفريات تخرجُ من باطن الأرض، معيدةُ الإحتكام إلى بيانِ مديريّة التوجيه في الجيش، مع التشديد على أن النفق عُثِرَ عليه بعد بلاغ وردَ إلى شرطة بلديّة دير قوبل.

ولعلَ أكثر ما يشير إلى حقيقة ما يجري، هو تماهي رواية البلديّة مع الرواية العسكريّة التي تحدّثت عن أنّ النفق حفر لأسباب تعودُ إلى أعمالِ بحث عن ذهب وآثار، وهو ما أكّدته مصادر البلديّة إلى جانبِ امتلاكها معلومات عن نشاطات من هذا القبيل شهدتها المنطقة على مسافاتٍ زمنيّة متباعدة، مع الإشارةِ إلى أن عمليّات الحفر تحصلُ بشكلٍ بدائي بإستخدام أدوات متوفّرة في السوق.

ومع إصرار البعض على محاولةِ إلصاق القضيّة في الحزب التقدّمي الإشتراكي وتصوير أنّه أعادَ تكوين الخبريّة وفق ما يراهُ مناسباً بالتوازي مع الخلاف الناشئ مع حزب الله، تقلّل مصادره من أهميّة ما يُحكى و يجري ترويجه، كاشفة أنّه وفي حال كان الأمر صحيحاً، لكان التقدّمي أوّلَ من اتخذَ موقفاً وعمل على معالجة الموضوع لا تركه!

وتضيفُ المصادر، أنّ التنسيق مع حزب الله في المناطق ذات التماس والوجود المشترك، عالٍ وهو موجود رغم الخلاف السّياسي، وهو ما يوافقُ عليه حزب الله عبر مصادر مقرّبة منه، سَخرت من الإتهامات وربطتها بـ«أصحاب النفوس المريضة».

وفي ظلِ عمليّة الحقن التي تُشن بإستخدام حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وموجة التقارب الجديدة بين التقدّمي وحزب الله برعاية رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وفتح كوّة في جدارِ حل أزمة مقتل الشاب «الشويفاتي» علاء أبو فرج من قِبَل مناصر يتبع للحزب الديمقراطي، شاء التقدّمي أن يدخلَ تعديلاً على الاحتفال الذي كان متوقّعاً في ذكرى ١١ أيار ٢٠٠٨ في الشويفات، ونقله من إحتفالٍ جماهيري إلى مسيرةِ شموع «حصراً منه على السلم ومنعاً للتصعيد وإنفاذاً لنصائح».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة