المحلية

placeholder

الراي الكويتية
الخميس 30 أيار 2019 - 07:39 الراي الكويتية
placeholder

الراي الكويتية

هل تنجح أميركا بإمرار "صفة قرن" برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

هل تنجح أميركا بإمرار "صفة قرن" برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

لاحظت صحيفة "الراي الكويتية" أن لم يكن عابراً أنه وبالتزامن مع قرْع طبول الحرب وقرقعةِ سلاحها وحشْدِ ما أمكن لردْعها وتَطايُر رسائلها بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران وأذرعها وخلاياها النائمة، الإعلانُ المباغتُ عما يشبه إخراجَ الجبهة بين إسرائيل وحزب الله من الخدمة بِتَراجُعِهما المتوازي وعلى نحوٍ مثيرٍ خطوةً إلى الوراء عبر كوّةٍ أَحْدَثَتْها الديبلوماسيةُ الأميركيةُ المكوكيةُ أتيح العبورُ منها إلى هنْدسةِ مشروعٍ تَفاوُضي لبناني - إسرائيلي بمشاركةِ الوسيط الأميركي، الذي لم يكن يريده حزب الله، وبرعايةِ الأمم المتحدة التي لم تكن ترغب بها إسرائيل، عنوانُه إنهاءُ النزاع الحدودي البري - البحري، وغايتُه المعلَنة التوصل إلى اتفاق في شأن المنطقة النفطية في البحر على النحو الذي يضْمن قيامَ بيئةٍ آمنة للتنقيب الذي باشرتْه إسرائيل بقلقٍ ولا يريد لبنان تضييع المزيد من الوقت لبدئه.

فالإدارةُ الأميركيةُ المنْخرطةُ في أوسعِ عمليةٍ لـ "نزْع أنيابِ" إيران (النووي والبالستي) وشلّ أذْرعها كحزب الله للإجهاز على مشروعها الامبراطوري، انتدبتْ في عزّ الأجواء التي توحي بأن المنطقة قاب قوسين من المواجهة الكبرى، ديبلوماسياً عريقاً يعرف لبنان "عن ظهْر قلْب" للعب دور الوسيط بين بيروت وتل أبيب، هو مساعِد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، الذي استكمل مهمةً كان بدأها العام 2012 فردريك هوف ودَخَل على خطها العام 2014 آموس هوكشتين، وها هو ينجح في إحداث خرْقٍ جَعَلَ بيروت، المصابة بكآبةٍ سياسية من شدةِ أهوال مأزقها الاقتصادي - المالي، تبتسم في استقبالها ووداعها لساترفيلد، الذي قام أخيراً بثلاث جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل في غضون نحو شهر و... الحبل على الجرار.

ما حقّقه ساترفيلد حتى الآن يمكن اختصارُه على النحو الآتي:

• إقرار بيروت، وبعد عنادٍ، بديمومةِ الدور الأميركي كوسيطٍ قادرٍ على ردْم الهوة بين الموقفيْن اللبناني والإسرائيلي وتأمين الضمانةِ لأي اتفاقٍ بين الجانبين، وخصوصاً أن الولايات المتحدة الحريصة على مصلحة إسرائيل، حريصةٌ في الوقت عينه على الاستقرار في لبنان وتمكينه من الإفادة من ثرواته للحيلولة دون تفاقم مأزقه المالي - الاقتصادي، والأكيد أنها معنيةٌ بنزْع أي ذرائع لـحزب الله لجعْل النزاع النفطي مدْخلاً للتفجير.

• إقناع إسرائيل بالموافقة على طلب لبنان رعاية الأمم المتحدة لمفاوضات ترسيم الحدود عبر تطوير عمل اللجنة الثلاثية القائمة حالياً واستناداً إلى القرار 1701، وهي تضمّ ضباطاً أمميين ولبنانيين وإسرائيليين ومهمّتُها النظر بالنقاط المتنازَع عليها على الحدود البرية، وتمكينها تالياً من العمل على رسم خطٍّ أزرق بحري بعد موافقةٍ من الأمم المتحدة، على أن تحْضر الولايات المتحدة على طاولة تلك المفاوضات غير المباشرة كوسيطٍ للوصول إلى اتفاقٍ نهائي وكضامِنٍ لتنفيذه.

• عدم ممانعة إسرائيل تَلازُم التفاوض على ترسيم الحدود البرية والبحرية معاً، وهو ما طالب به لبنان الذي يرى أن نقطة انطلاق الحدود بشقيْها البري والبحري واحدة، هي صخرة "بي -1" في رأس الناقورة الممهورة بعلامةٍ حدودية تعود إلى إتفاق الهدنة العام 1949، ومن شأن اعتمادها تمكين لبنان من الفوز بكاملِ المنطقة الاقتصادية التي تعود إليه حسب القوانين الدولية، غير أن من غير الواضح إذا كانت إسرائيل، التي وافقتْ على التفاوض، سلّمتْ تماماً بالتلازُم بين البري والبحري أم أن موقفها ما زال ينطوي على "تفاصيل تسْكنها الشياطين" التي ربما تكون على صلة بـ"المفاوضات السبّاقة" لترتيب إطار "التفاوض على الطاولة" وسلّته المتكاملة.

لم يكن تجديدُ لبنان التفويضَ للولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط مع إسرائيل مجرد تطوّر تلقائي، وخصوصاً أن واشنطن عهدت بالملف إلى ساترفيلد المحكومِ بعلاقةِ "ودٍّ مفقودٍ" مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي حاصَر أنصارُه يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية العام 1989 السفارةَ الأميركية في بيروت على غرار حصار سفارة الولايات المتحدة في إيران العام 1979. وحينها كان ساترفيلد مستشاراً سياسياً وسكرتيراً ثالثاً فاتَخذ قراراً على عجل بقفلِ سفارة بلاده في العاصمة اللبنانية ونقْل طواقمها إلى قبرص، قبل أن يرفض في العام 2003 استقبال عون خلال زيارته لواشنطن أيام التحضير لـ "قانون محاسبة سورية".

وثمة معلوماتٌ عن أن الرئيس عون، "المَشْرقي الهوى" الذي لا يرتاح في العلاقة مع الغرب، قام بعمليةِ جسِّ نبْضٍ لإمكانِ اضطلاع روسيا بدور الوسيط لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل انطلاقاً من العلاقة الوثيقة التي تربط موسكو بكل من تل أبيب وبيروت، رغم النصيحة التي أسداها له حزب الله - الذي لا يأتمن الجانب الروسي انطلاقاً من التجربة في سورية - بأنه سيكون من الصعب التوصل إلى نتيجة في هذا الاتجاه. وهو ما حصل فعلاً رغم فائض الودّ الذي أبداه عون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين طالبه باستمرار دعم مسيحيي الشرق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة