المحلية

السبت 10 آب 2019 - 03:00 LD

ضحيتان دُفنتا في قبرشمون

ضحيتان دُفنتا في قبرشمون

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

‎أمّا بعد.. تم تعبيد صفقة "لويا جيرغا" - النسخة اللّبنانية بزنود شيوخ العشائر، الذين تآلفوا فجأة في مضارب القصور، وكأن شيئاً لم يكن.

‎لم يعد بوسع رئيس الجمهورية الآن التنصل من عبارة "شيخ العشيرة"؛ الخطوة التي استضافها قصره نصبته شيخاً بعلامة كاملة. توسط المتحاربين وشهد على حقن الدماء و "تبويس" اللّحى.. صفقة لبنانية محض، أقرب إلى صفقات أصحاب البزنس.

‎وفي غرابة المشهد الحميم، بينَ التقبيل والإحتضان، سقطت دماء الشهداء مرّة ثانية على مذبح المصلحة، مصلحة ممثلي شعوب لبنان، ومنعاً للتأويل سقط في رحابِ الصّورة النّاصعة شهيدٌ آخر وهو "القضاء ".

‎سقوط القضاء المنعكسة صورته على هيئة إغتيال. اغتاله مراراً "الريس" وليد جنبلاط، مرّةً على منبرِ تويتر حيث كان يعلن رفضه المجلس العدلي أو تسليم كامل الموقوفين، ومرة من على المنبر الذي اعتلاه الوزير وائل أبو فاعور مسقطاً مبادرة المحاكمات لدى المحكمة العسكرية، وثالثة حيث قدّم طلب رد المحاكمة فتجمدت عقارب المتحف.

النائب ‎طلال أرسلان كان شريكاً مضارباً في جوقة الإغتيال. مرات ومرات اغتالَ "المير" القضاء، لكن المرة الأقصى حين ارتضى إسقاط حقّه في المجلس العدلي وحق شهدائه قبله، بل وقبوله الجلوس مع جنبلاط على حسابِ دماء الشهيدين رامي سلمان وعلاء أبو فراج مشاهداً جثة المحكمة العسكرية تهوي أمامه بسهام المختارة.

‎الكلّ فعلياً شاركَ في إغتيال القضاء، انهُ الشهيد الثّالث بعد رامي وعلاء. حقق جنبلاط من سطوته على القضاء ما أراد. "كمش السّلم بالعرض" ودار أمام الجميع، ممارساً هوايته في ضربِ المؤسسات وتشويه صورتها.. الحسرة كلها على الهيبة القضائية التي "هُرست" تحت إقدام من وطأة تلك الخُماسيات، والحسرة على المحكمة العسكرية التي شوهت بهجمات إشتراكية المصدر، فرض إيقاعاً عليها من دون حول ولا قوة.

‎والسّوط الذي ضرب العسكرية أتى مدنياً أيضاً، محكمة تقاتل محكمة، ونادي ينتقص من قيمة قوس! تصوروا أن يأتي رجل قانون إلى قضاء مدني من أجل طلب رد محاكمة عسكرية تتبع لوزارة الدّفاع لا العدل، أو أن يذهب نادي قضائي إلى مسايرة جهة سياسيّة على حسابِ سُلطة قضائية! ما هذه الهرطقة القانونية وما هذا السلوك الذي يراد تعويمه وتعميمه!

‎على العموم جثى نعش القضاء أمام الخماسيات، ترحموا عليه وشكروا ربهم، ثم دعوا للمشاركة في مراسم دفن الفقيد غداً وإلى جانبه الشرف السّياسي المتهاوي على أعتاب المصالح.

‎رحلَ رامي ورحلَ علاء ، وما تبقى إلّا وليد لممارسة فعل الجوّالة بنكهة النّصر في قبرشمون، استعجل البيك الصعود معلناً الظفر أمام انصاره، خطوة مدروسة معلومة النوايا، أرادها الرجل في ساعة بين الظلام والنور معلنا تفقوه الموثق عبر الإعلام، والحسرة على "المير" الذي هرول خارج القصد خافياً وجهه بملف كان المأمول أن يعبّر به "مضيق" المجلسِ العدلي، علامة خزي لم نكن نريدها لك يا مير.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة