"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
بأقلّ من ساعةٍ كاملةٍ، تمكّن أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله من إعادة الصواب إلى عقولِ الحالمين.
خطابٌ وضعَ فيه النقاط على الحروفِ وأضاءَ بهدوءٍ على ما لم يتنبّه اليه معظم المتابعين.
خطابٌ مُكمّلٌ لرسالةِ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي دعا إلى الحوار مع المتظاهرين.
يرى كثرٌ، أنّ حزب الله هو أحد المستفيدين القلّة من نتائجِ ومكتسباتِ الحراكِ.
ويعتبر هؤلاء، أنّ حزب الله الذي ولعدّة حساباتٍ داخليةٍ - خارجيةٍ "فرملَ" من هجمته على الفسادِ والتي بدأها تجاه الرئيس فؤاد السنيورة، قد استفاد بالفعل من زلزلة المتظاهرين للأرضِ تحت أقدامِ السلطة، حيث وفّرَ الجميع على الحزب معاناة القتال من أجل بتّ عددٍ من الإصلاحات داخل مجلسَيْ الوزراء والنواب لفتراتٍ طويلةٍ كي يفشل مع نهايتها في تحصيلها. الناس قدّموا للحزب ما يتمنى فعله ولا يقدر عليه.
يقول مصدرٌ قياديٌّ من فريق الثامن من آذار، أنّ حزب الله تحرَّر بالفعلِ من مسألةِ السير بوزير الخارجية جبران باسيل نحو رئاسة الجمهورية.
كلامُ المصدر، قد تنفيه بعض الوقائع عن اتصالاتٍ جرت مع الحزب رفض خلالها أيّ مسٍّ بالحكومة بالجملة أو المفرّق، وهو متمسّكٌ بحلفائه حتى النهاية الأمر الذي عكسه خطاب نصرالله.
يضيف المصدر، أنّ الحزب المتخوِّف من أيّ انفلاتٍ أمنيٍّ نجحَ طيلة الأيّام الماضية بإبعادِ شبحِ الفتنة المذهبية عن البلاد وهو بحمايته الرئيس سعد الحريري يكون قد ثبّت وجود حكومته رغم كل الضغوط.
على صعيد الحلول المقترحة، يرى المصدر نفسه، أنّ عددًا من الأطرافِ يرَون أنّ التضحية ببعضِ الوزراء قد يكون مفتاح الحل لتهدئة الشارع في حين يتعذّر هذا الأمر على التيار الوطني الحر لوجود الوزير باسيل من بين هؤلاء نظرًا لرمزيته ووزنه السياسي والشعبي.
ومن ضمن الحلول المقترَحة اتباع استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية باستقالة ثلاثة وزراء مسلمين مع اضافة وزير مسيحي لتصبح حكومة من ٢٤ وزيرًا تنفّذ بنود الورقة الإصلاحية.
تؤكد المعطيات، أنّ الرئيس الحريري الذي شعرَ بغدرِ "القوات" له أثناء احتجازه في السعودية، عاد وطُعن من الفريق نفسه هذه المرّة في مسعى للإطاحة به، حيث تؤكد مصادره اليوم، أنّ موقف حزب الله تجاهه منذ احتجازه وحتى ما بعد ١٧ تشرين الأول هو موقف الداعم والحامي والحريص، وهذا بالطبع سيُبنى عليه كثيرًا في المستقبل.
هذا وكان لافتًا، كيف تعهّد السيّد تنفيذ بنود الورقة الإصلاحية بنفسه، وهو ما عكس الثقة لدى بعض المتظاهرين الذين شكّكوا بدايةً بمصداقية البيان الحكومي ورغبة الأطراف بالسير به.
خطابُ السيد نصرالله، فتحَ الباب الحقيقي أمام الحلول لتُسدَّد الكرة الآن في مرمى المتظاهرين الذين أحرجتهم الدعوة إلى إعلان قياداتهم الحقيقية، فهل يُشكل وفدًا للقاء رئيس الجمهورية، أم أنّ قرارًا ما من جهةٍ معيّنة بالتصعيدِ سيكون هو الردُّ على ما كشفه الخطاب؟!
ساعاتٌ وترتَسم الصورة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News