المحلية

الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020 - 02:41

انقلاب حزب الله... والثورة امام خيارين

انقلاب حزب الله... والثورة امام خيارين


"ليبانون ديبايت" – ايلي بدران

خرج الاميركي من العراق لكنه عاد بعد طلب الجهات الرسمية العراقية مساعدته لقتال داعش، عادت الجهات الرسمية العراقية بعد اغتيال قاسم سليماني تطالب القوات الاميركية بالخروج، ستخرج القوات لم يعد مهما البقاء في ظل ثورة عراقية بوجه الحكم الايراني من جهة، وبفضل سيف العقوبات المسلط فوق دول الممانعة من جهة ثانية، والاهم ان بذور الفتنة السنية الشيعية عادت تلوح بالأفق في المنطقة.

في لبنان اقر السيد حسن نصرالله ان المغدور قاسم سليماني قصده قبل ايام من اغتياله، لكن السيد ورغم المامه بالتفاصيل لم يبلغ اللبنانيين ان سليماني نقل اليه امر عمليات بضرورة الامساك في السلطة في كل دول الممانعة تمهيدا للمواجهة المرتقبة مع الأمريكان، وربما التحضير لتلك المواجهة ما اسرع عملية الاغتيال، من هنا حزب الله سينفذ انقلابا سياسيا في لبنان، هدفه الامساك اكثر بمفاصل الحكم وعدم اهدار فرصة فوزه مع حلفائه بالأكثرية النيابية ورئاسة الجمهورية وحكومة تصريف الاعمال.

توجه اركان الحكم في الاسابيع المنصرمة الى الضغط على وسائل الاعلام وترغيب البعض الآخر لحثهم على عدم تغطية نشاطات الثورة التي يبدو انها استعادت زخمها بقوة أكثر من السابق، فلا قطع الطرقات او التوقيفات اخذت حقها اعلاميا، لا بل بتنا نشاهد قيادات الاحزاب الحاكمة على شاشات كانت حتى الايام القليلة الماضية من أكثر المعادين للسلطة والداعمين للثورة.

حزب الله لا يريد عودة التشنج السني الشيعي في لبنان، لأسباب عدة أبرزها ان المواجهات السابقة كانت تتم مع تيار المستقبل الذي واجه ضمن ضوابط واطارات وان خرج عنها لمرة في 7 ايار، الاطراف السنية الاخرى تمت ازالتها من المشهد السياسي بطرق مختلفة، بمواجهات عسكرية كما حصل مع الاسير في عبرا، او بزج الاسلاميين المتطرفين بسجن رومية، المواجهة اليوم ستفرز قيادات جديدة لا ضوابط لا سوى الجهاد وقد تتسلل اليها النصرة وداعش والقاعدة وسواها من التنظيمات الاسلامية المتطرفة عالميا.

انقلاب حزب الله سيتم عبر حكومة مواجهة على جدول اعمالها اجراء تبديلات جذرية في قادة الاجهزة الامنية تمهيدا لقمع الثورة بالقوة اذا لزم الامر، ولن يتردد الحزب ابدا بتزويد الاجهزة الامنية بأي تحركات اسلامية متطرفة قد يستحصل عليها من عناصر سرايا المقاومة المتواجدة في كل المناطق والطوائف، الثورة اليوم في امس الحاجة الى عودة الاعلام الى التغطية المباشرة رغم اعتراضات الجهات الامنية الرسمية على التصوير، بينما على الثوار التواصل مع الفضائيات العربية والعالمية وابلاغهم بأنشطتهم مسبقا تسهيلا لتغطيتها ونقل صور القمع وفتح الطرقات بالقوة.

قد تكون الايام القليلة المقبلة مرحلة تحضير واعداد للبنية التحتية للطرفين تمهيدا للمواجهة المرتقبة، حياد لبنان واعلان بعبدا فيما خص الحياد عن صراعات المنطقة اضحى حبرا على ورق، الثوار على مواقفهم السياسية بينما ازداد عدد المتضامنين معهم بسبب ازمة السيولة وبدء بعض المواد الغذائية من النفاذ، وقد يكون الخطأ الوحيد الذي ارتكبوه بعد استقالة الحريري الانسحاب من الشارع وافساح المجال للأحزاب الحاكمة بتنفيذ مطالبهم، بينما راوغت تلك الاحزاب وناورت واعدت الخطة للإطباق على الثورة والثوار والتغيير ومكافحة الفساد لان مصالحها ومبرر وجودها في خطر.

ايام تفصلنا عن اعلان حكومة بشكل او بآخر تدور في فلك حزب الله، ما يعني استمرار العقوبات، اي المزيد من الازمات النقدية، فكلمة من ستنتصر في الشارع، ولمن الغلبة لمنطق الثورة السلمية او لمنطق الثورة السورية؟

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة