"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
توقفت أوساط ديبلوماسية غربية في بيروت عند الدينامية التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي تحت عنوان "حياد لبنان"، وخصوصاً عند النقاش السياسي والديبلوماسي الذي سُجّل على إثر مواقف البطريرك الراعي، والذي تضاربت فيه الآراء، خصوصاً على مستوى الداخل، وذلك على الرغم من أن الدافع الأساسي وراء إطلاق هذه الدينامية، هو سعي بكركي إلى الفصل ما بين الأزمة الداخلية وأزمات المنطقة التي تلقي بثقلها على المعادلة السياسية اللبنانية.
وأكدت هذه الأوساط، أن النقاش الدائر حول هذا العنوان، لم يكن على مستوى الهدف المنشود لأن التضارب في الأجندات المحلية والدولية، لا يزال يسجّل في الأرض اللبنانية الخصبة لكل أشكال النزاعات، والجاهزة دوماً للتفاعل مع الخارج لاعتبارات عدة متصلة بواقع النفوذ السياسي وحسابات الربح والخسارة.
وبرأي الأوساط الديبلوماسية نفسها، فإن هذه المعطيات، تشكّل العائق الرئيسي أمام أي توافق داخلي على عناوين وطنية كبرى، وفي هذا السياق، يندرج الخلاف السياسي الراهن، والذي استدعى قيام البطريرك الراعي بزيارة إلى قصر بعبدا من أجل عرض أفكاره حول العلاقة ما بين الحياد والإستقرار وفق معادلة سقوط الإستقرار في كل مرة يسقط فيها الحياد في لبنان.
وأشارت الأوساط ذاتها، إلى أن الحياد في اللحظة الداخلية الدقيقة حيث باتت المؤسّسات على مشارف مرحلة خطرة تهدّد استمراريتها، هو طرح يستهدف الإحاطة بكل الجوانب الخطيرة لهذه المرحلة بعدما دخل لبنان تجربة لم يعرف لها مثيلاً في تاريخه، وحتى في خضم الحرب الأهلية التي عصفت به. وأوضحت أن الحياد يأتي تحت عنوان الحفاظ على المصلحة الوطنية وعلى الأولوية اللبنانية، وذلك من أجل الحؤول دون انزلاق الساحة المحلية إلى ساحة صراع ومواجهة بعدما كانت في السابق ساحة لتوجيه الرسائل فقط. وبالتالي، فإن العودة إلى الإصطفافات السياسية السابقة على إيقاع الحديث عن الحياد، سوف تؤدي حكماً إلى إسقاط ما يرمي إليه البطريرك الراعي في طرحه.
كما كشفت الأوساط الديبلوماسية نفسها، والتي حرصت على التأكيد بأن الحوار ضمن إطار توافقي داخلي وليس صدامي كما حصل في الأيام الماضية، هو المعبر الوحيد الذي يحقّق الأهداف المرسومة من وراء عنوان "حياد لبنان"، والذي ليس من المفترض أن يكون عنواناً خلافياً جديداً يضاف إلى كل الملفات التي تثير الإنقسامات بين التيارات السياسية والطوائف والمذاهب.
لكن تهيئة الأجواء من أجل هذا الحوار لم تتحقّق، كما كشفت الأوساط، التي عبّرت عن انطباعات لدى أكثر من سفير زار الديمان في الآونة الأخيرة، ولمس الدوافع التي جعلت البطريرك الماروني يطلق نداءه هذا، مؤكدة أن بقاء لبنان متصلاً بكل أزمات المنطقة، هو ما ترفضه بكركي ويرفضه اللبنانيون، وذلك من دون الإنخراط في أية تفسيرات أو تأويلات حول تداعيات الحياد المطروح على العلاقات ما بين القوى السياسية والحزبية اللبنانية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News