المحلية

الخميس 12 تشرين الثاني 2020 - 07:30

الفرصة الأخيرة: التأليف أو المجهول

 الفرصة الأخيرة: التأليف أو المجهول

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

كشفت معلومات، أن المناخ السلبي الذي تمخّض عن اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، والذي تم التعتيم المقصود عليه من قبل الطرفين كي لا تتفاقم الأمور أكثر، أدّى، بحسب مصادر مطّلعة، إلى التدخل الفرنسي الميداني عبر زيارة الموفد الفرنسي باتريك داريل إلى لبنان، على اعتبار أن الأمور وصلت إلى منحى تصاعدي وخلافي كبير بين بعبدا وبيت الوسط. وكان قد فاقم الأمور، الغمز من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تجاه الرئيس الحريري، الأمر الذي فرمل تشكيل الحكومة، وعليه، جاء الإتصال من قبل رئيس الجمهورية بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بغية حلحلة العِقَد لما لفرنسا من "مَونة" ومودّة.

ويُنقل من خلال المطّلعين، بأن ماكرون على تواصل دائم مع الحريري، أكان شخصياً أو من خلال مستشاريه، بعدما توقّف الدور الفرنسي لأيام بعد الأعمال الإرهابية التي استهدفت باريس ومدن فرنسية أخرى، إلا أن ما يحصل اليوم قد يكون بمثابة الفرصة الأخيرة على خط التأليف، حيث أن المسار الذي كان في السابق محصوراً بالدور الفرنسي، وبتفويض ودعم أميركي ودولي قد تبدّل ربطاً بالإنتخابات الرئاسية الأميركية وتداعياتها، وصولاً إلى مسألة أساسية تمحورت حول العقوبات الأميركية، والتي طاولت رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وما يمكن أن تصل إليه الأمور في المرحلة القادمة من أسماء أخرى، وهذا سيكون له ارتداداته على أكثر من مستوى وصعيد في الداخل اللبناني.

وعلى ضوء هذه التطورات المرتبطة بالعقد الكثيرة إن على مستوى الحقائب والمداورة والتمثيل وشكل الحكومة إضافة إلى العقوبات، أتى تدخل الرئيس الفرنسي ماكرون من خلال إرسال موفده إلى بيروت لإنقاذ الوضع قبل وصول الأمور إلى نقطة تزيد من حجم المخاطر على لبنان، وخصوصاً على المستويات الإقتصادية والمعيشية.

ولكن السؤال المطروح ما إذا كانت زيارة الموفد الفرنسي ستنتج إيجابيات وتشكل الحكومة، فإن المعنيين والمتابعين لما يحصل، يؤكدون أنه، وحتى نهاية الأسبوع الحالي، في حال لم يكن للبنان حكومة، فإن الأمور ذاهبة باتجاهات يصعب خلالها حصول أي توافق بين المسؤولين اللبنانيين، وبالتالي، فإن حكومة تصريف الأعمال ستبقى حتى نهاية العهد الحالي، بعدما عادت تطلّ من جديد على خلفية الإقفال لمنع تفشي وباء كورونا، وبالتالي، عودة بعض الوزراء لممارسة نشاطهم الوزاري، ويحكى في هذا الإطار، أن تمنيات حصلت مع الرئيس حسان دياب لتفعيل دور الحكومة في ظل ما يشهده البلد من تردٍّ على صعد الخدمات، لأن تشكيل الحكومة العتيدة لا زال عالقاً وقد يطول أمده.

وأخيراً، فإن المعطيات الراهنة، تؤكد أن لبنان أمام أسبوعين حاسمين، وتحديداً على صعيد التأليف أو دخوله في المجهول، إضافة إلى القلق الآخر من أن يكون للعقوبات الأميركية من خفايا أو مخطط قد يدفع بإسرائيل إلى الدخول على الخط والقيام بأعمال عدوانية، وهذا ما بدأ يقلق كبار المسؤولين في ظل حالة الإرباك الذي تشهده الساحة الداخلية، وربطاً بما يجري في المنطقة من تطوّرات وأحداث قد يكون لها انعكاسات على الداخل اللبناني.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة