المحلية

الاثنين 07 كانون الأول 2020 - 04:00

"جلسةُ صيانة" بَين عون والحريري

"جلسةُ صيانة" بَين عون والحريري

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

مرّ شهران بالتمام على إعلان النسخة المطوّرة من سعد الحريري والنتيجة: لا تشكيلة حكومية أعلنت ولا إصلاحاً حصل ولا مبادرة فرنسية طبّقت ولا إعمار لمرفأ بيروت نفِّذ، والنسخة التي أُريد لها التطوّر اتضح انها تجريبية لا أكثر، والخلاصة "مكانك راوح"..!

من وحي الحديث عن المبادرة الفرنسية ثمّة جو بدأ يطغى لدى أكثر من مستوى سياسي لبناني مفاده أن المبادرة أصبحت في خبر كان في ضوء أكثر من معطى بدأ بالظهور تباعاً وفي أكثر من جانب، من بينه التحركات الشعبية الاخيرة على الساحة الفرنسية، وتأسيساً على ذلك قد يرث طرف أو أكثر المبادرة. وفي الحديث عن عناصر "الفوضى" التي دخلت على المبادرة فأطاحت بها، يبرز تعامل الجانب اللبناني معها الذي لم يكن منذ البداية متشجع لها، بحيث أن قراءة المشهد لدى المستوى السياسي المعني في المبادرة ما كان يوماً يظن أنها ذات أهداف لبنانية نبيلة وصلبة تريد ارساء معادلات أو تعديلات جوهرية على الصيغة السياسية المحلية، بل كانت كناية عن محاولات للرئيس الفرنسي إسترداد وهج حضور بلاده إلى المسرح الدولي والشرق أوسطي منه من البوابة اللبنانية تحت شعار "إصلاح الادارة السياسية اللبنانية"، وهو ما أدى في النهاية إلى فشل مساعيه كنتيجة طبيعية لتكبير حجره!

محلياً، ما زال رئيس الحكومة المكلف غارقاً بالالتزامات التي قدمها. بات الرجل اسير وعوده، يجد نفسه مضطراً إلى التراجع ولا سبيل إلى ذلك، يحاول "تدوير الزوايا" فيدوخ من كثرة الدوران. يلجأ إلى معاونيه وهؤلاء يتولون تقديم علاجات لا تسمن أو تغني عن جوع، يحكمهم الجوع العتيق والشديد إلى المشكل و "سعد" لا يريد أن يطغى "النفَس الاشكالي" على نسخته المطوّرة، وعلى الارجح سيبقى كذلك، عالقٌ بين خياراته.

على الضفة المقابلة، ثمّة تيار بدأ ينبت في كنف كتلة المستقبل النيابية سيقود سعد الحريري حتماً إلى الهلاك السياسي فيما لو اختار "سيد بيت الوسط" السير في ركب أفكارهم. من بين تلك الأفكار تخرج واحدة تنصح الرئيس المكلف بتجاهل كافة الكتل النيابية في مسألة التأليف بمن فيها تلك التي ابرمَ معها اتفاقات "مسبقة وسرية"، والمضي إلى رئيس الجمهورية حاملاً تشكيلة تستند إلى معايير المبادرة الفرنسية التي، كما يدعي هؤلاء، توفر لرئيس الحكومة المكلف، أي رئيس كان- عوامل قوة تغطي على اي توجه لتقديم تشكيلة حكومة، وعلى ما يبدو أن هؤلاء لم يقرّوا بعد رغم كل العلامات، بسقوط المبادرة الفرنسية وما زالوا يتعاملون معها كحالة قائمة بحد ذاتها... حتى الآن، ما زال الحريري يُدرج هذا الكلام على أنه بمثابة "خيار" ويستخدمه في محاولة إبتزاز رئاسة الجمهورية وممارسة المزيد من الضغوطات عليها.

خلال الساعات الماضية اعيد تسريب خبر عن نية الحريري زيارة قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الأثنين. حتى وقت كتابة هذا التقرير لم يكن قد حدد للحريري موعد في قصر بعبدا، ومن المفيد الاشارة الى أن الحريري عادةً يثبت موعده قبل توجهه إلى القصر بساعات قليلة لـ"دواعٍ أمنية"، اي عملياً الفرضية ما زالت قائمة ومطروحة.

لكن، وفي حال حصول الزيارة المؤجلة منذ الأسبوع الماضي، فعلى الأرجح أن الحريري سيكون متحرراً من أي توجه لتقديم تشكيلة إلى رئيس الجمهورية، وهذا ما اشارت اليه مجموعة مصادر مواكبة لمسار تأليف الحكومة، حيث جزمت أن زيارة الحريري "في حال حصلت" ستأتي في إطار التشاور مع الرئيس إنطلاقاً من موقف الحريري الثابت أنه لن يقدم تشكيلة حكومية من خارج التفاهم مع رئيس الجمهورية. هذا الجو، يسفّر إحتمالات تأليف الحكومة إلى موعد لم يحدد بعد.

على الأعم الاغلب ستكون زيارة الحريري إلى القصر من باب جس نبض الرئاسة إن كان قد حصل تبدل في مواقفها حيال افكار سابقة وضعها الحريري في عهدتها ومن جانب آخر ستكون مناسبة لاستفسار الرئاسة من الحريري حول آخر الأفكار الحكومية المطروحة لديه، وإن كان يمتلك تصوراً "يضعه في خزانة" أو انه ما زال ينتظر. وبالاستناد إلى المعلومات، ستكون الزيارة عملياً تصفية قلوب بعد الجلسة العاصفة التي جمعت الرئيسين منذ ما يقارب الأسبوعين، وهذا يعني ان الجلسة الحالية ستأتي بمثابة "صيانة" للعلاقة بين الرجلين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة